تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الناس كافة أو كافة الناس.]

ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[11 - 09 - 2004, 01:28 م]ـ

يخطئ الحريري وإبراهيم المنذر وعباس أبو السعود ومازن المبارك وأمين آل ناصر الدين وغيرهم.

من يضيف (كافة) إلى ما بعدها أو استعمالها معرفة بـ" ألـ":كأن تقول: " جاء كافة الناس" أو" حضرت الكافة ".

بحجة أن كلمة (كافة) لم تستعمل في العربية إلا منصوبة على الحال، استنادا إلى الآية" وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا".

والآية " وقاتلوا المشركين كافة "، وغيرهما.

ولكن:

وردت كلمة (كافة) مضافة في رسالة الصحابي القدوة عمر بن الخطاب إلى بني كاكلة حيث كتب: " قد جعلت لآل كاكلة على كافة المسلمين لكل عام مئتي مثقال ذهبا إبريزا".

ولما آلت الخلافة إلى الصحابي الجليل علي بن أبي طالب، عرض عليه هذا الكتاب، فنفّذ لهم ما فيه، وكتب بخطه:" لله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون. أنا أول من اتبع أمر من أعز الإسلام، ونصر الدين والأحكام، عمر رضي الله عنه، ورسمت لآل بني كاكلة بمثل ما رسم ... ".

وذكر ذلك سعد الدين التفتازاني في شرح المقاصد وقال:" الخط موجود في بني كاكلة إلى الآن" (انظر مصطفى الغلاييني: نظرات في اللغة والأدب: ص55 - 56، وعباس حسن: النحو الوافي 2/ 379، ومحمد العدناني: معجم الأخطاء اللغوية الشائعة ص218).

ويكفي أن يستخدم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- كلمة (كافة) مضافة، ثم يقره على هذا الاستعمال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- وهما إماما الفصاحة والبيان؛ كي نجوّز استعمال الكلمة مضافة.

والجدير بالذكر أن كثيرا من اللغويين استخدموا كلمة (كافة) مضافة ومحلاة بـ "أل" ومنهم:

الحريري الذي خطّأ استعمالها مضافة في قوله: " .. وتشهد الآية باتفاق كافة أهل الملل "، وقد علق الخفاجي على هذا القول " وقول المصنف – أي الحريري-: باتفاق كافة أهل الملل، استعمل فيه كلمة (كافة) على خلاف ما قدمه، فكأنه نسيه، أو الله أنطقه بالحق" (عن محمد علي النجار: محاضرات عن الأخطاء اللغوية الشائعة2/ 12).

وقال الزبيدي الذي خطأ إدخال" ألـ " عليها: " كما ذهبت إليه الكافة" (تاج العروس، مادة: ن د ي).

وذكر لسان العرب أن (الكافة) هي الجماعة من الناس وذلك في مادة:

(ك ف ف).

وقد استعملها مضافة أيضا ومحلاة بـ" أل" كل من الزمخشري وثعلب وأبي بكر بن قريعة.

كما صوّغ استخدامها مضافة ومحلاة بـ "أل" الشهاب الخفاجي، والصبان، عباس حسن، ومحمد علي النجار، ومحمد العدناني.

ـ[الكاتب1]ــــــــ[14 - 09 - 2004, 03:11 ص]ـ

جزيت خيرا أخي " أبو ذكرى " على هذه الفائدة

ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[15 - 02 - 2006, 04:21 م]ـ

....

ـ[أبو زياد محمد مصطفى]ــــــــ[18 - 02 - 2006, 01:56 م]ـ

إضافة إلى ما ذكره مشرفنا الحبيب

فإن الألوسي ذكر في تفسيره للآية (36) من سورة التوبة قائلاً:

({وَقُتّلُواْ * ?لْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَـ?تِلُونَكُمْ كَافَّةً} أي جميعاً، واشتهر أنه لا بد من تنكيره ونصبه على الحال وكون ذي الحال من العقلاء، وخطأوا الزمخشري في قوله في خطبة المفصل: محيطاً بكافة الأبواب ومخطؤه هو المخطىء لأنا إذا علمنا وضع لفظ لمعنى عام بنقل من السلف وتتبع لموارد استعماله في كلام من يعتد به ورأيناهم استعملوه على حالة مخصوصة من الإعراب والتعريف والتنكير ونحو ذلك جاز لنا على ما هو الظاهر أن نخرجه عن تلك الحالة لأنا لو اقتصرنا في الألفاظ على ما استعملته العرب العاربة والمستعربة نكون قد حجرنا الواسع وعسر التكلم بالعربية على من بعدهم ولما لم يخرج بذلك عما وضع له فهو حقيقة، فكافة ـ وإن استعملته العرب منكراً منصوباً في الناس خاصة ـ يجوز أن يستعمل معرفاً ومنكراً بوجوه الإعراب في الناس وغيرهم وهو في كل ذلك حقيقة حيث لم يخرج عن معناه الذي وضعوه له وهو معنى الجميع، ومقتضى الوضع أنه لا يلزمه ما ذكر ولا ينكر ذلك إلا جاهل أو مكابر، على أنه ورد في كلام البلغاء على ما ادعوه، ففي كتاب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لآل بني كاكلة قد جعلت لآل بني كاكلة على كافة بيت مال المسلمين لكل عام مائتي مثقال عيناً ذهباً إبريزاً، وهذا كما في «شرح المقاصد» مما صح/ والخط كان موجوداً في آل بني كاكلة إلى قريب هذا الزمان بديار العراق، ولما آلت الخلافة إلى أمير المؤمنين علي كرم الله تعالى وجهه عرض عليه فنفذ ما فيه لهم وكتب عليه بخطه لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذٍ يفرح المؤمنون أنا أول من تبع أمر من الإسلام ونصر الدين والأحكام عمر بن الخطاب ورسمت بمثل ما رسم لآل بني كاكلة في كل عام مائتي دينار ذهباً إبريزاً واتبعت أثره وجعلت لهم مثل ما رسم عمر إذ وجب على وعلى جميع المسلمين اتباع ذلك كتبه علي بن أبي طالب، فانظر كيف استعمله عمر بن الخطاب معرفة غير منصوبة لغير العقلاء وهو من هو في الفصاحة وقد سمعه مثل علي كرم الله تعالى وجهه ولم ينكره وهو واحد الأحديث، فأي إنكار واستهجان يقبل بعد.

فقوله في «المغني» ـ كافة ـ مختص بمن يعقل ووهم الزمخشري في تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَـ?كَ إِلاَّ كَافَّةً لّلنَّاسِ} (سبأ: 82) إذ قدر كافة نعتاً لمصدر محذوف أي رسالة كافة لأنه أضاف إلى استعماله فيما لا يعقل إخراجه عما التزم فيه من الحال كوهمه في خطبة المفصل مما لا يلتفت إليه .... إلخ).

والله الموفق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير