[يقولون: لا تبعد وهم يدفنونني!!!]
ـ[ديك الجن]ــــــــ[27 - 08 - 2004, 10:42 م]ـ
:::
يقول مالك بن الريب
يقولون: لا تبعد، وهم يدفنونني**وأين مكان البعد إلا مكانيا؟
يظهر أن جملة " وهم يدفنونني " في محل نصب حال. وفي النفس شيئ من هذا الإعراب.
إذ كيف يمكن وصفهم بهذا الحال أثناء قولهم: لا تبعد؟
متى كان اتصافهم بهذا الحال؟
ما أراه إلا يبدأ جملة جديدة يستغرب فيها من دفنهم إياه ومن قولهم: لا تبعد.
يمارسون إبعاده ويقولون له: لا تبعد!
يفعلون به النقيضين. فهو كمن يقول:
يدعون لي أن لا أبعد وهم أنفسهم يدفنونني .. هل مكان البعد إلا المكان الذي يضعونني فيه؟
بتعبير مختصر: يقولون: لا تبعد، وهم، أنفسهم، يبعدونني!
ما ذا ترون في: وهم يدفنونني "؟
ـ[حازم]ــــــــ[28 - 08 - 2004, 09:59 ص]ـ
مرحبًا بالأستاذ المتميز / ديك الجن
ولعلَّها أول مشاركة نحوية في صفحة النحو، لكنها مشاركة قوية، وتتَّسم بالإثارة وتداخل المعاني.
لفت انتباهي أنك بنيتَ قاعدة السؤال، ثمَّ أثرت الشبهات حول الجواب المفترض والمتبادر بكلِّ إلى الأذهان.
فقد بدا واضحًا أنك تنظر إلى المعنى من زاوية معيَّنة.
وقبل أن أبدأ برفقتك رحلةً بريةً وَعِرة المسالك – أو هكذا تبدو لي -، أودُّ أن أطرح تساؤلاً بين يدي التصوُّر الذي ذهبتَ إليه.
إذا ترجَّح لديك أنَّ جملة " وهم يدفنونني " استئنافية، فما هو الرابط الذي يربط بين جملة " لا تبعد "، وجملة " وهل مكان البُعد إلاَّ مكانيا ".
ختامًا، أرجو أن لا يكون انقيادك لاختلاف التصورات صعبًا كصعوبة انقياد شاعرنا في بداية مغامراته، بل أرجو أن يكون كما انتهت به الحال، حيث قال:
خُذاني فجُرَّاني ببَردي إليكما & فقد كنتُ قبلَ اليومِ صعبًا قِيادِيا
أسأل الله التيسير
وتقبل أجمل تحياتي
ـ[ديك الجن]ــــــــ[28 - 08 - 2004, 03:18 م]ـ
مرحبا بك أخي الكريم حازم
ولك أجمل تحياتي
قرأت حديثك بفرح وإكبار، وأنا أخي حازم من الأعضاء القدامى في الفصيح ولكني أنقطع أحيانا لأسباب قد أقولها فيما بعد.
سؤالك الحاذق عن الرابط جعلني أعيد النظر في البيت كله وسأصر على أن (وهم يدفنوني) ليست حالا إذ يصعب تصورها حالا، ولا أعتقد أن مالكا يريد وصفهم بـ (الدافنين) أثناء قولهم / الفعل (لا تبعد).
دعني أتحرر ـ مؤقتا ـ من الجزم بأن (وهم يدفنوني) استئنافية، وأتمسك ـ دائما ـ بالجزم بأنها ليست حالا.
الرابط هو وضوح السياق بين (لا تبعد) وبين (وأين مكان البعد إلا مكانيا). صحيح لا أجد رابطا من ضمير أو نحوه لكني أرى الرابط واضحا في السياق.
أخي حازم: لو أبعدنا جملة (وهم يدفنوني) وقرأنا البيت بدونها هكذا:
يقولون لا تبعد، وأين مكان البعد إلا مكانيا!.
لأمكن القول إن (وهم يدفنونني) اعتراضية يتم المعنى الأصلي بدونها، لكنه يفقد معنى الاستغراب من التناقض الذي جاء الاستفهام يؤكده (واين مكان البعد إلا مكانيا)
إما أن نضحي بمعنى الاستغراب والتعجب الذي في السؤال ونعتبر (وهم يدفنونني) اعتراضية لا تؤدي معنى أساسيا، وإما أن نعتبر أنها تؤدي معنى أساسيا وهنا يجب أن يكون لها وضعا مهما كالابتداء وليس فضلة زائدة كالحال أو الاعتراض.
وهذا يعود تقديره لفهم كل قارئ للبيت ولنفسية مالك ولما أراد أن يقول.
تأمل هذه الجملة:
تقول لي لا تتألم، وأنت تضربني، كيف لا أتألم؟!!
ها أنا أطرح الاستئناف والاعتراض والابتداء .. لكني لا أطرح الحال.
أخي حازم: خذاني فجراني ببردي إلى أي من الاستئناف والابتداء والاعتراض لكن ليس إلى الحال.
تقبل يا حازم أجمل تحاياي
ـ[حازم]ــــــــ[28 - 08 - 2004, 10:43 م]ـ
أستاذي الألمعي / " ديك الجن "
سعدتُ كثيرًا بهذا الحوار الشيِّق، وبأسلوبك المميَّز في تصوير المعاني.
أشعر أننا اقتربنا خطوةً، إلاَّ أنَّه لا يزال في الوقتِ متَّسعٌ للكلام عن الإعراب.
كما أودَّ أن أبديَ غبطتي الشديدة بمهارتكم الذكية في سرعة التقاط ما قصدتُه في تعقيبي السابق (ما شاء الله)، ويظهر أنَّ أمريَ لن يكون سهلاً.
¥