تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نوع الحروف]

ـ[أبو باسل]ــــــــ[18 - 09 - 2004, 05:06 م]ـ

الحروف نوعان:

حروف مباني، وحروف معاني

أرجو من الإخوان إلقاء الضوء حولها.

هنالك

ماذا تعرب (هنا)

إذا كانت اللام للبعد، فما نوع الكاف؟

وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال

ما نوع (إن)؟

وما نوع اللام في (لتزول)؟

ـ[حازم]ــــــــ[19 - 09 - 2004, 12:31 ص]ـ

الأخ الفاضل / " أبو باسل "

لا زلتُ مُعجبًا بطرحِك الرائع، أسأل الله لك مزيدًا من العلم.

بالنسبة لحروف المباني والمعاني:-

حروف المباني: هي الحروف التي من بُنية الكلمة.

نحو كلمة: " طالب "، فحرف: الطاء والألف واللام والباء: حروف مَبنى الكلمة.

فإذا قلتَ: " بطالبٍ ": الباء الأولى ليست من بنية الكلمة، فهي ليست حرف مبنى.

وإذا قلت: " يَنْتَهِ "، فعل مضارع، الهاء حرف مبنى، لأنه من بنية الكلمة، فإذا قلتَ: " جَعلهُ " أو " كتابه "، قلنا: الهاء في الكلمتين، ليست حرف مبنى، لأنها ليست من بنية الكلمة.

أما حروف المعاني: هي الحروف التي تَدلُّ على معنًى في غيرها فقط.

ومن حروف المعاني ما هو على كلمة واحدة، نحو: همزة الاستفهام، وكاف التشبيه، ولام الابتداء، وواو العطف وفائه، وغير ذلك.

ومنها ما جاء على حرفين، نحو: هل وبل، لا، كي، لوْ، مُذ، وغير ذلك.

ومنها ما زاد على حرفين، نحو: مُنذُ، هلاَّ، ألا، وغيرها.

قال النحويون: " رُب " مِن حروف المَعاني، والفَرْقُ بينها وبين " كَمْ "، أَنَّ " رُب " للتقليل، و" كَمْ " وُضِعت للتكثير، إِذا لم يُرَدْ بها الاسْتِفهام.

قال ابنُ عقيلٍ: " الحرفُ يمتازُ عن الاسم والفعل بِخُلُوِّه عن علامات الأسماء، وعلامات الأفعال، وينقسم إلى قسمين: مختص، وغير مختص.

فالمختصُّ قسمان:

مختص بالأسماء: كـ " في نحو: زيدٌ في الدار.

ومختص بالأفعال: كـ" لم نحو: لم يقُمْ زيدٌ "

أما غير المختص، فهو الذي يدخل على الأسماء والأفعال، نحو: " هل زيدٌ قائمٌ؟ "، " هل قامَ زيدٌ؟ "، والله أعلم.

كلمة " هنالك "

جاء في النحو الوافي: (ويصحُّ أن يُزادَ على آخرها الكاف المفتوحة للخطاب، وحدَها أو مع " ها "، التنبيه، فتصير مع الظرفية اسم إشارة للمكان المتوسِّط)

(ويصحُّ أن يتَّصلَ بآخرها كاف الخطاب المفتوحة، وقبلها لام البُعد، فتصير مع الظرفية اسم إشارة للمكان البعيد، " هنالك ")

ولا تجتمع ها التنبيه مع لام البعد.

ففي نحو قوله تعالى ((هُنالِكَ دعا زكرِيَّا ربَّهُ))

هنا: اسم إشارة للمكان في محل نصب على الظرفية المكانية، وقد يتجوَّز به الزمان.

واللام للبعد، حرف مبني على الكسر لا محلَّ له من الإعراب.

والكاف: للخطاب، حرف مبني على الفتح لا محلَّ له من الإعراب.

جاء في حاشية الخضري:

(قوله: " داني المكان " أي المكان الداني، أو الداني منه، فهي خاصة بالمكان، لكن في " التسهيل " أن هناك وهنالك، وهنا بالتشديد، قد يُشارُ بهما للزمان، نحو قوله جلَّ وعزَّ: ((هُنالِكَ تَبلُوا كلُّ نَفسٍ ما أسْلَفَتْ)) يونس 30، والله أعلم.

أما قوله تعالى في سورة إبراهيم - عليه السلام -: ((وإنْ كانَ مَكْرُهُمْ لتَزول مِنهُ الجبالُ)).

قرأ الكسائيُّ بفتح اللام الأولى ورفع الثانية من الفعل المضارع " لَتزولُ "

وقرأ الباقون بكسر اللام الأولى ونصب الثانية من الفعل المضارع " لِتزولَ ".

فعلى قراءة الكسائيِّ:

إنْ: مخفَّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الأمر أو الشأن، وهو محذوف

والجملة: خبر إنْ.

لَتزولُ: اللام هي اللام الفارقة، أو: الفاصلة، وهي التي تفصل بين " إنْ " النافية، و" إنْ " المؤكَّدة التي خُفِّفت من الثقيلة.

تزولُ: فعل مضارع مرفوع.

والمراد: قد كان مكرُهم من عِظَمِهِ يكاد يزولُ منه ما هو مثل الجبال في العظمة والثبوت.

وأما على قراءة الجمهور:

إنْ: نافية، بمعنى " ما ".

لِتزولَ: اللام: لام الجحود

تزولَ: فعل مضارع منصوب بـ" أن " مضمرة بعد لام الجحود.

والمعنى: ما كان مكرهم لِتزولَ منه الجبالُ.

وهي نحو قوله تعالى في سورة آل عمران: ((وما كانَ اللهُ لِيُطْلِعكُمْ على الغَيْبِ)).

والله أعلم.

ختامًا أرجو أن أكون قد وفِّقتُ للإجابة عن استفساراتك

دمتَ بخيرٍ مع عاطر التحايا

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[19 - 09 - 2004, 02:31 م]ـ

الأستاذ الكريم حازم:

أستمتع كثيرًا بإجاباتك الرصينة، فلله درك.

على قراءة الجمهور هناك رأيان آخران هما:

أن تكون (إنْ) مخففة من الثقيلة. قال الزمخشري: " وإن عظُم مكرهم وتَبالغَ في الشدة، فضرب زوال الجبال منه مثلاً لشدته، أي: وإن كان مكرهم معدًّا لذلك ".

الثاني: أن تكون شرطية، وجوابها محذوف، تقديره: فالله مجازيهم بمكرٍ هو أعظم منه. قالوا: إن هذين الوجهين أرجح من الأول، وهو أنها نافية، لأن في الأول معارضة لقراءة الكسلئي، إذ قراءته تُؤذِنُ بالإثبات، والجمهور بالنفي. وأجاب بعضهم عن هذا بأن الحال، في قراءة الكسائي، مشارٌ بها إلى أمور عظام غير الإسلام ومعجزاتِه، وفي قراءة الجمهور مشار بها إلى ما جاء به النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من الدين الحق، فلا تعارض. ذكره السمين.

وأما قراءة الكسائي فالكوفيون يجعلون (إنْ) نافية، واللام بمعنى (إلا)، والبصريون كما ذكر الأستاذ حازم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير