[شاركوني البحث]
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[18 - 08 - 2004, 03:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قسم كثير من النحويين وأهل اللغة جموع التكسير إلى جموع كثرة وجموع قلة.
واعتمد كثير منهم على الحادثة التي حصلت بين حسان بن ثابت - رضي الله عنه - والنابغة حين طلب النابغة إلى حسان أن ينشده أجود بيت قاله، فأنشده حسان:
لنا الجفنات الغر يلمعن في الدجى وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
فقال النابغة يا ابن أخي لقد أقللت جفانك و أسيافك .. (والقصة أشهر من أن تذكر)
ولكن انبرى بعض المحققين من القدامى والمحدثين في رد هذا التقسيم. وأثبتوا بطلان هذه الحادثة.
ولو تأملنا مثلا الأيتين الأتيتين:
1 - لابثين فيها أحقابا. أي الكفار في النار , وأحقاب على وزن أفعال وهو من أوزان القلة والمعنى بخلاف ذلك.
2 - والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء. وقروء على فعول وهو عندهم للكثرة على خلاف دلالتها هنا.
فإلى من تميلون؟
ومن الذي جانب الصواب من الفريقين؟؟؟
ـ[أبو الحسين]ــــــــ[09 - 09 - 2004, 08:59 ص]ـ
أخي الحبيب أبا ذكرى، للتذكير فقط، فمثلك لا يشق له غبار:
بيت حسان الذي استشهدت به هو:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى: وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
أما الدجى فقد أوردها النابغة في تصحيحه،
وأما الشطر الثاني فهو لبشار بن برد في بيته العجيب الذي يصور لوحة فنية رائعة رغم عماه:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا: وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
هذا أمر
والأمر الثاني كون أنه يصح استخدام جموع القلة في الكثرة والكثرة في القلة لايعني إلغاء التخصيص كله عنها، لأن استخدامها في مواطنها ورد عن العرب أيضا، والقصة التي أوردتها من أعراب جاهليين مخضرمين يستشهد بقولهم، بل قولهم حجة.
لكني معك في أنه لانسطيع أن نعيب كل من استخدم هذه الجموع في غير تلك المواطن.
ـ[حازم]ــــــــ[10 - 09 - 2004, 05:25 م]ـ
بدايةً أشكر الأستاذ الفاضل / " أبو ذكرى " على هذا الطرح الرائع، ممَّا يدلُّ على سعة علمه، بارك الله فيك وزادك علمًا.
كما أشكر الأستاذ الفاضل / " أبو الحسين " على إجابته الرائعة الشافية، زادك الله من فضله.
وليست لديَّ أيُّ إضافة، إنما تفصيل لبعض الأمور.
أولاً:
ذكر الأنباري في " أسرار العربية ":
(ويحتجون بما روي أنًَّ حسان بن ثابت أنشد النابغة قصيدته التي يذكر فيها من الطويل
لنا الجفناتُ الغرُّ يلمعن بالضحى & وأسيافُنا يقطرن من نجدة دما
فلم ير فيه اهتزازًا، فعاتبه على ذلك، فقال له النابغة: قد أخطأتَ في بيت واحدٍ في ثلاثة مواضع، وأغضيت عنها ثم جئت تلومني.
فقال له حسان: وما تلك المواضع؟ فقال له:
الأول: أنك قلت الجفنات، وهي تدل على عدد قليل، ولا فخر لك أن يكون لك في ساحتك ثلاث جفنات أو أربع.
والثاني: أنك قلت: يلمعن، واللمعة بياض قليل فليس فيه كبير شأن.
والثالث: أنك قلت: يقطرن، والقطرة تكون للقليل، فلا يدل ذلك على فرط نجدة، وكان يجب أن تقول الجفان ويسلن.
وهذا عندي ليس بصحيح، لأن هذا الجمع يجيء للكثرة كما يجيء للقلَّة، والذي يدلُّ عليه قول الله تعالى: ((وهم في الغرفاتِ آمنون))، والمراد به الكثرة لا القلَّة، والذي يدلُّ على ذلك أنه جمع صحيح، فصار بمنزلة قولهم: الزيدون والعمرون، كما أنَّ قولهم: الزيدون والعمرون، يكون للكثرة والقلَّة فكذلك هذا الجمع.
وأمَّا ما روي عن النابغة وحسان، فقد كان أبو عليٍّ الفارسيُّ يقدح فيه، ولو صحَّ فيحتمل أن يكون النابغة قصد ذكرَ شيء يرفع عنه ملامة حسان، ويعارضها في الحال.
فإن قيل: فلم جاز أن يكتفي ببناء القلَّة عن بناء الكثرة، وببناء الكثرة عن بناء القلة؟
قيل: إنما جاز أن يكتفي ببناء القلَّة عن بناء الكثرة، نحو: قلم وأقلام، ورسن وأرسان، وأذن وآذان، وطنب وأطناب، وكتف وأكتاف، وإبل وآبال.
وأن يكتفى ببناء الكثرة عن بناء القلَّة، نحو: رجل ورجال، وسبع وسباع، وشسع وشسوع، لأنَّ معنى الجمع مشترك في القليل والكثير، فجاز أن ينوى بجمع القلة جمع الكثرة لاشتراكهما في الجمع، كما جاز ذلك فيما يجمع بالواو والنون، نحو: الزيدون.
وجاز أن ينوى بجمع الكثرة جمع القلَّة، كما جاز أن ينوي بالعموم الخصوص.) انتهى
وذكر ابنُ هشامٍ في " أوضح المسالك ":
¥