تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قلتُم أستاذي: (تنوين التنكير: وهو الذي يلحق الأسماء المعربة ليجعلها نكرات، نحو جاء محمدٌ " فبتنوين الاسم " محمد " أصبح نكرة، فهو لا يعني سوى رجل اسمه " محمد "، أمّا إذا لم ينون فهو معرفة، نحو " جاء محمد ").

قلتُ: جاء في " مغني اللبيب ":

(تنوين التنكير وهو اللاحق لبعض الأسماء المبنية فرقًا بين معرفتها ونكرتها.

ويقع في باب اسم الفعل بالسماع، كصهٍ ومهٍ وإيهٍ.

وفي العلم المختوم بـ"ويه" بقياس، نحو: " جاءني سيبويه وسيبويه آخر "، انتهى.

فنصَّ – رحمه الله – على أنَّ تنوين التنكير يلحق بعض الأسماء المبنية فقط.

وذكر ابنُ جني: أنَّ التنوين يقع فرقًا بين ما ينصرف وما لا ينصرف، وذلك نحو: " عثمان " معرفة و"عثمان" نكرة، و" أحمد " معرفة و" أحمد" نكرة.

ألا ترى أنك إذا قلت: لقيت أحمدًا، فإنما كلَّفت المخاطب أن يرمي بفكره إلى واحد ممن اسمه أحمد، ولم تكلفه علم شخص معين.

وإذا قلت: لقيت أحمدَ، فإنما تريد أن تعرفه أنك لقيت الرجل الذي اسمه أحمد وبينك وبينه عهد متقدم فيه، فالتنوين هو الذي فرق بين هذين المعنيين) انتهى

وأمَّا قولك: (" فبتنوين الاسم " محمد " أصبح نكرة، فهو لا يعني سوى رجل اسمه " محمد ").

أقول: بل تنوين العلم الذي لم يتسلَّط عليه مانع من موانع الصرف هو الأصل، والعلم باقٍ على علميته مع التنوين، فيقال: " قاتل القائدُ خالدٌ الرومَ ".

فـ" خالدٌ ": علم، على ما بيننا من عهدٍ متقدِّم أنَّ المقصود هو خالد بن الوليد.

وقولك: (فبتنوين الاسم " محمد " أصبح نكرة، فهو لا يعني سوى رجل اسمه " محمد ")

أقول: هذا الكلام فيه نظر، حيث إنَّ الأعلام في كتاب الله جاءت منوَّنةً ولا تزال باقيةً على علميتها.

قال الله تعالى: ((محمَّدٌ رسُولُ اللهِ)) سورة الفتح 29

وقال جلَّ في علاه: ((إذ قال لهم أخوهم صالحٌ ألا تَتَّقُونَ)) الشعراء 142

وقال جلَّ وعزَّ: ((إذ قال لهم شُعَيبٌ ألا تَتَّقُونَ)) الشعراء 177

فالقول بأنَّ تنوين العلم المنوَّن أصلاً يجعله نكرةً، كلام بعيد جدًّا.

فإن قيل: قد ذكر بعضُهم أنَّ العَلَم المنوَّن أصلاً يقبل التنكير، نحو زيد وعمرو.

قلتُ: نعم، قد قيل بذلك، ولكن لا بدَّ من ذكر قرينة يُستدلُّ بها على أنَّ التنوين للتنكير، إذ أنَّ الاسم منوَّنٌ على أصله.

فيقال: " مررتُ بزيدٍ الظريفِ وزيدٍ آخر "، " ومررتُ بعمرٍو العاقلِ وعمرٍو آخر ".

فحينئذٍ يُعلَمُ من السياق أنَّ المراد بـ" زيد " الأول: زيدٌ المعروف بشخصه، وبالثاني: زيدٌ من الناسِ.

هكذا قيَّده مَن يَرَى جوازَ مجيئه نكرةً، والله أعلم.

ختامًا، أعتذر عن تطفُّلي على موائد الأكابر، وأعتذر عن قصوري في فهم المسائل، وأسأل الله التوفيق والسداد.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين

وللجميع خالص تحياتي وتقديري

ـ[الكاتب1]ــــــــ[12 - 09 - 2004, 01:02 ص]ـ

أخي " حازم "

وأي تطفل بارك الله فيك؟ فإن كان من متطفل فهو نحن.

أمّا بخصوص مامثلت به لتنوين التنكير فأنا لم أقصد " محمد " بل أردت كتابة " أحمد " ولكن النسخ واللصق

سبب لي هذا الخطأ، والصواب ما قلتَ بارك الله فيك ولعل كلامي عن " تنوين التنكير يؤكد ذلك

وعفوا لتاخري بالرد.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير