أمُرُّ بِواحَتِكُم الخضراء، التي ازدانت بإجابتك الرائعة جمالاً، وبمشاركاتك القيِّمة إجلالا.
بُورِكَ القَلَمُ وصاحبُه، والعِلْمُ وحامِلُه، وبُورِكَ الخطُّ وكاتِبُه.
وتحيَّة كلها إعجابٌ وتقدير، لنجْمِنا الساطع، " البدر الطالع "، على طرحه الرائع، زاده الله علمًا وتوفيقًا، راجيًا تواصُلَه المستمر وتألُّقه.
ولعلَّ أستاذي النحوي، يأذنُ لي بمداخلة، لا أراها إلاَّ ضئيلة المعنى، هزيلة المَبْنَى، قد ضعُفَ قوامُها وانْحَنَى.
قولك: (وما ورد خلاف ذلك فعلى تأويل معنى، كقولهم: " اليوم خمر، وغدا أمر "، أي: " اليوم شرب خمر وغدا تدبير أمر ")
" اليومَ خمرٌ، وغدًا أمرٌ "، هذه مقولة " امرئ القيس " الشهيرة، حين أُخبر بقتل والده، وتتكوَّن من جزأين:
الجزء الأول: " اليومَ خمرٌ "، المبتدأ فيها " خمرٌ "، وهو " ذات "، وإن شئتَ فقل: جُثَّة، على رأي ابنِ مالكٍ – رحمه الله -.
بينما الجزء الثاني: " وغدًا أمرٌ "، المبتدأ فيها " أمرٌ "، وهو " معنى ".
فاختلاف المذهبين، في جواز الإخبار بالزمان إن حصلت فائدة، أو منعه مطلقًا، إنما يشمل الجزء الأول من المقولة، " اليومَ خمرٌ ".
أما الجزء الثاني: " وغدًا أمرٌ "، فقد اتفقَّ العلماء على جواز الإخبار به، لكون المبتدأ معنًى، فلا حاجة لتأويل محذوف، والله أعلم.
ولا بدَّ من إعادة النظر في التحقُّق ممَّا نُسِب لابن هشامٍ في كتابه " أوضح المسالك "
فإن قال قائل: فَلِمَ ذُكِرَ هذا الشاهد؟
قلتُ: قد أجاب عن ذلك الصبَّانُ في حاشيته:
(قوله: " غدًا أمرٌ "، من تتمَّة المثال، ولا شاهد فيه، لأنَّ الإخبار فيه عن معنى)، انتهى.
وقال الخضري في حاشيته:
(" اليومَ خمرٌ، وغدًا أمرٌ "، أي: " اليومَ شربُ خمرٍ "، ولا يحتاج لتقدير في " أمر "، لأنَّ المراد به القتال المترقب، وهو معنًى)، انتهى.
وبالله التوفيق
وللجميع خالص تقديري
ـ[البدر الطالع]ــــــــ[23 - 09 - 2004, 11:06 م]ـ
أستاذي العلامة حازم وفقك الله
والله أنّني لمسرور جداً لأنني بين أستاذين حبيبين إلى قلبي، يوجهان ويصوبان، جزاكما الله خيراً، ووالله إن رؤيتي لأسمائكما تدخل السرور على نفسي، شكر الله لكما، ولكل أستاذ فاضل في هذا المنتدى العظيم حقاً.