تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتدخل على الأَسماء كما تدخل على الأَفعال تقول: (إِذنْ أَنا مكافئك) ومن هنا انفردت عن أخواتها المختصة بالأَفعال. وبذلك علل بعضهم عدم النصب بها عند بعض العرب.

إلا أن أكثر العرب على النصب بها إذا استوفت شروطاً ثلاثة: التصدر والاتصال والاستقبال. وإليك البيان:

1 - التصدر مثل: (إِذنْ أُكافئَك). فإِن تقدم عليها مبتدأ أو شرط أو قسم لم تعمل وارتفع الفعل بعدها مثل: (أَنا إِذنْ أُكافئُك)، (إن تبذل جهدك إِذن أُكافئْك، والله إذن أُكافئُك).

فإِذا تقدم على ((إِذنْ)) الواو أَو الفاء جاز الرفع والنصب، والرفع أَكثر: (وإِذن أُكافئُكَ) بالرفع والنصب، (إِن تبذلْ جهدك تشكرْ وإِذن تكافأَُْ): إن عطفت على جواب الشرط جزمت حتماً، وإن عطفت على الشرط كله ((فعله وجوابه)) جاز الرفع والنصب، والرفع أَحسن ويكون العطف من عطف الجمل.

2 - الاستقبال: فإن كان الفعل حالياً في المعنى رفعته، تقول لمن يحدثك بخبر: (إِذن أَظنٌّك صادقاً) بالرفع ليس غير.

3 - الاتصال: إذا فصل بين ((إِذن)) والمضارع فاصل بطل عملها وارتفع الفعل بعدها، تقول: (إِذن أَنا أُكافئُك) بالرفع فحسب.

وقد اغتفروا الفصل بالقَسم و ((لا)) النافية، تقول: (إِذنْ والله أُكافئَك) (إذن لا أَضيعَ جهدَك).

الشواهد:

1 - {قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسَى}

[طه: 20/ 91]

2 - {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى}

[المزمل: 93/ 20]

أحبُّ إليَّ من لبس الشفوف 3 - ولبسُ عباءَةٍ وتقرَّ عيني

ميسون بنت بحدل

كالثور يضربُ لما عافتِ البقر 4 - إني وقتلي سُليْكاً ثم أَعقِلَه

أنس الخثعمي

أخاف إذا ما مت أَنْ لا أَذوقُها 5 - ولا تدفِنَنِّي بالفلاة فإنني

أبو محجن الثقفي

كسرت كعوبَها أَو تستقيما 6 - وكنت إذا غمزت قناة قوم

زياد الأعجم

وبينكم المودَّة والإِخاءُ 7 - أَلم أَكُ جارَكم ويكونَ بيني

الحطيئة

لصوت أَن ينادي داعيان 8 - فقلتُ ادْعي وأَدعوَ، إِنَّ أندى

دثار بن شيبان

ما بُعد غايتنا من رأْس مجرانا 9 - أَلا رسولٌ لنا منَّا فيخبرَنا

أمية بن أبي الصلت

وأَمكنني منها إِذن لا أُقيلُها 10 - لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها

كثير

تُشيبُ الطفل من قبل المشيب 11 - إذنْ والله نرميَهم بحرب

حسان

12 - {وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}

[الشورى: 42/ 51]

13 - {ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}

[آل عمران: 3/ 179]

14 - {وَحَسِبَوا أَلاّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا}

[المائدة: 5/ 71]

15 - {أَفَلا يَرَوْنَ أَنْ لا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً}

[طه: 20/ 89]

16 - {وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذا لَشَيْءٌ يُرادُ}

[ص: 38/ 6]

17 - {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ}

[المائدة: 5/ 111]

18 - {كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى}

[طه: 20/ 81]

19 - {أَيَحْسَبُ الإِنْسانُ أَنْ لَنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ}

[القيامة: 75/ 3]

20 - {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}

[البقرة: 2/ 14]

21 - {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً}

[مريم: 19/ 26]

22 - {يا أَيُّها النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ}

[الحج: 32/ 73]

(ب)

ما كنت أُوثر إِتراباً على تَرَب 23 - لولا توقعُ معترٍّ فأرضيَه

الإتراب: الغنى، الترب: الفقر

لسانك كيما أَن تغرَّ وتخدعا 24 - فقالت: أكلَّ الناس أصبحت مانحا

جميل

فما انقادت الآمال إِلا لصابر؟ 25 - لأَستسهلن الصعب أَو أُدركَ المنى

وأَلحق بالحجاز فأَستريحا 26 - سأَترك منزلي لبني تميم

المغيرة بن حبناء

وأَن أشهد اللذاتِ: هل أَنت مخلدي 27 - ألا أَيُّهذا الزاجري أَحضرَ الوغى

طرفة

28 - {وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاّ قَلِيلاً}

سُنن الساعين في خير سنن-؟ (لا يلبثوا) قراءة شاذة، [الإسراء: 17/ 76]

29 - رب وفقني فلا أَعدلَ عن

قد حدّثوك فما وراءٍ كمن سمعا؟ 30 - يا بن الكرام أَلا تدنو فتبصرَ مَا

وما بالحرِّ أَنت ولا الطليقِ؟ 31 - أَما والله أَنْ لو كنت حراً


هناك غير أن المصدرية الناصبة للمضارع وغير أن المخففة من المشددة التي للتوكيد، القسمان الآتيان: أن الزائدة بعد لما (لما أن حضر أخوك أكرمته)، والزائدة بين الكاف ومجرورها: (كأنْ ظبيةٍ تعطو إلى وارق السلم) وبين القسم و ((لو)) مثل: (أقسمت أن لو رآنا لحيّانا).
وأن المفسرة وتأتي بعد ما فيه معنى القول دون حروفه: أشرت إليه أن اذهب، {فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ}.

شاع بين المتعلمين وبعض النحاة استواء الحركات الثلاث على المثال المشهور (لا تأكل السمك وتشرب اللبن) وهذا ليس بسديد، والحق أن لكل من الحركات معنى، فإذا نصبت (تشرب) فأنت تنهاه عن أن يقرن العملين في وقت واحد، وإذا جزمت الفعلين، كان لنهي منصباً على كل منهما مقترنين ومفترقين، وإذا رفعت اقتصر النهي على أكل السمك وأخبرت أنه يشرب اللبن.

وأضاف بعضهم إلى ذلك الفصل بالنداء وبالظرف وبالجار والمجرور.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير