وجيء في وصف الطير بـ (صافات) بصيغة الاسم لأن الصف هو أكثر أحوالها عند الطيران فناسبه الاسم الدال على الثبات، وجيء في وصفهن بالقبض بصيغة المضارع لدلالة الفعل على التجدد، أي ويجددن قبض أجنحتهن في خلال الطيران للاستعانة بقبض الأجنحة على زيادة التحرك عندما يحسسن بتغلب جاذبية الأرض على حركات الطيران، ونظيره قوله تعالى في الجبال والطير (يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة) لأن التسبيح في وقتين والطير محشورة دوماً.
وانتصب فوقهم على الحال من الطير وكذلك انتصب صافات.
وجملة ويقبضن في موضع نصب على الحال لعطفها على الوصف الذي هو حال فالرؤية بصرية مضمنة معنى النظر، ولذلك عديت إلى المرئي بـ (إلى).
والاستفهام في أولم يروا إنكاري، نزلوا منزلة من لم ير هاته الأحوال في الطير لأنهم لم يعتبروا بها ولم يهتدوا إلى دلالتها على انفراد خالقها بالإلهية.
من المكتبة الإسلامية (تفسير القرطبي):
: أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير ( http://www.alfaseeh.com/vb/#docu)[ ص: 201]
قوله تعالى: أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ( http://www.alfaseeh.com/vb/#docu) أي كما ذلل الأرض للآدمي ذلل الهواء للطيور. و " صافات " أي باسطات أجنحتهن في الجو عند طيرانها ; لأنهن إذا بسطنها صففن قوائمها صفا. ويقبضن أي يضربن بها جنوبهن. قال أبو جعفر النحاس ( http://www.alfaseeh.com/vb/showalam.php?ids=12940): يقال للطائر إذا بسط جناحيه: صاف، وإذا ضمهما فأصابا جنبه: قابض ; لأنه يقبضهما. قال أبو خراش:
يبادر جنح الليل فهو موائل يحث الجناح بالتبسط والقبض
وقيل: ويقبضن أجنحتهن بعد بسطها إذا وقفن من الطيران. وهو معطوف على صافات عطف المضارع على اسم الفاعل ; كما عطف اسم الفاعل على المضارع في قول الشاعر:
بات يعشيها بعضب باتر يقصد في أسوقها وجائر
والله الموفق
ـ[علي المعشي]ــــــــ[02 - 07 - 2010, 07:37 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
لأن المعنى: يقبضن أجنحتهن / وأجنحة مؤنث / والله أعلم بالصواب.
مرحبا أختي الكريمة زهرة
لا علاقة لتأنيث الأجنحة بالنون في (يقبضن) لأن النون تعود على الطير لا الأجنحة، وإنما عاد الضمير بالتأنيث لأن مرجعه (الطير) جمع أو اسم جمع لغير عاقل فصح عود الضمير عليه بالتأنيث، كما يصح أيضا وصف الطير بالمجموع بالألف والتاء، وكذا تصح تاء التأنيث في الفعل المسند إلى الطير.
تحياتي ومودتي.
ـ[عرباوى]ــــــــ[02 - 07 - 2010, 08:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا، نسأل الله أن يبارك في علمكم، وأن ينفع بكم الأمة / اللهم آمين.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 07 - 2010, 09:49 م]ـ
مرحبا أختي الكريمة زهرة
لا علاقة لتأنيث الأجنحة بالنون في (يقبضن) لأن النون تعود على الطير لا الأجنحة، وإنما عاد الضمير بالتأنيث لأن مرجعه (الطير) جمع أو اسم جمع لغير عاقل فصح عود الضمير عليه بالتأنيث، كما يصح أيضا وصف الطير بالمجموع بالألف والتاء، وكذا تصح تاء التأنيث في الفعل المسند إلى الطير.
تحياتي ومودتي.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: علي المعشي
جزاك الله خيرا، أسأل الله أن يزيدكم بسطة في العلم / اللهم آمين.
توقعت أن إجابتي خطأ / وكان ينبغي علي ّ ألا أجيب وخاصة في آيات الله / وبالفعل الضمير (نون النسوة) يعود على الطير / ولكني ذهبت ُ مثل ما ذهب الأستاذ الفاضل: عرباوي / بأن طير (مذكر) لقد قسناها على المفرد: طائر، ولكني الآن فهمت من شرحكم ـ بارك الله فيكم ـ أسأل الله ألا يحرمكم الأجر والمثوبة، وأن يجعله في موازين حسناتكم، وأن يثقل به صحائف أعمالكم، وأن يتقبله منكم، وأن يرزقكم الله أعلى جناته: اللهم آمين.
دائما نستفيد من أساتذتنا وجهابذتنا في الفصيح (حفظهم الله / وجعل الله ما يقدمونه شفيعا لهم يوم القيامة / اللهم آمين.
ـ[العتيق ب]ــــــــ[15 - 07 - 2010, 02:16 م]ـ
أزيد على ما تفضل به الاخوة، أن الطير جاء ذكرها في ءاية النحل_97_ قال سبحانه:"ألم يروا الى الطير مسخرات في جو السماء مايمسكهن الا اللهً" فليتأمل هذا، واليستفد منه ..... زادنا الله واياكم علما نافعا.