[ما إعراب قوله تعالى: "أنا الدهر بيدي الأمر"؟]
ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[19 - 07 - 2010, 01:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله عز وجل: " يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار "
صحيح البخاري
قال ابن تيمية دل نفس الحديث على أنه هو يقلب الليل والنهار ويصرفه .... وغير ذلك من النصوص التي تبين أنه خالق الزمان ولا يتوهم عاقل أن الله هو الزمان فان الزمان مقدار الحركة والحركة مقدارها من باب الاعراض والصفات القائمة بغيرها كالحركة والسكون والسواد والبياض ولايقول عاقل إن خالق العالم هو من باب الاعراض والصفات المفتقرة إلى الجوهر والأعيان فإن الاعراض لا تقوم بنفسها بل هي مفتقرة الى محل تقوم به والمفتقر إلى ما يغايره لا يوجد بنفسه بل بذالك الغير فهو محتاج الى ما به وجوده فليس هو غنيا بنفسه عن غيره فكيف يكون هو الخالق لكل ما سواه. الفتاوى المصرية 5/ 64
أرجو من الأساتذة الأفاضل أن يعربوا قوله تعالى " أنا الدهر بيدي الأمر ".
ـ[بندر بن سليم الشراري]ــــــــ[19 - 07 - 2010, 10:14 م]ـ
أنا: ضمير مبني في محل رفع مبتدأ
الدهر: خبر
بيدي: الجار والمجرور متعلق بخبر مقدم محذوف
الأمر: مبتدأ مؤخر
والجملتان بعد واو الحال في محل نصب على الحال
ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[19 - 07 - 2010, 10:57 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذ بندر
اشكل علىّ إعراب الدهر خبرا، لأني أردت أن أعرب وفقا للمعنى وكنت أظن أننا لو أعربناها خبرا سيتغيّر المعنى ويصبح أن الله عز وجل هو الدهر عياذا بالله وهذا معنى فاسد وليس مقصودا، فكنت سأعربها – حسب المعنى – الخبر محذوف يُفهم من الكلام التالي والتقدير: أنا مقلب الدهر.
وسمعت من يقول إن المعنى (أنا " الدهر بيدي ") فلو أعربنا وفق المعنى فسيكون جملة (الدهر بيدي) خبرا.
لكن بإعرابنا لها (مبتدأ وخبر) لن نجعل للمعنى دور عند الإعراب، فنحن نعرب وفق ترتيبها في الجملة دون النظر إلى المعنى هل استقام أو لا!!
ـ[بندر بن سليم الشراري]ــــــــ[20 - 07 - 2010, 01:29 ص]ـ
لو قلنا إن (أنا) مبتدأ, وخبرها جملة (الدهر بيدي) لم يكن لقوله (الأمر) أي معنى في التركيب.
والذي أوقعك في الإشكال هو المعنى الذي تصورتيه من الإعراب, ولا أرى أن هناك حرجا مما ذكرتُه من إعراب.
والمعنى الذي تصورتيه هو بسبب الإجمال في قوله وأنا الدهر. لكن هذا الإجمال قد بُيِّنَ في آخر الحديث كما قال شيخ الإسلام فيما نقلتيه.
وهذا الإجمال في المعنى - الذي أتى بعده ما يُبَيّنُه - له نظائر في الكتاب السنة, كالحديث القدسي المتفق على صحته أن الله يقول يوم القيامة: ((يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده .. ))
فلذلك نقول أن الله هو الدهر, ومعنى كونه الدهر أنه يقلب الليل والنهار. والعرب قد تسمي الشيء أو تصفه لأدنى ملابسة ومناسبة, كقولهم ليل نائم ونهار صائم أي أن النوم والصوم يكونان فيهما.
وأرجو أن لا يفهم من كلامي أني بهذا أقول أن الليل والنهار حالّان بالله, فإن مثل ذلك لا يقوله إلا ملحد من إخوان الحلولية والاتحادية. لكن أردت أن أبين النسبة بين التسمية والملابسة , كما هو معلوم في كتب اللغة.
وللفائدة: لقد عدّ بعضُ العلماء الدهرَ من أسماء الله, وهذا خطأ كما ذكر شيخ الاسلام وابن القيم والشيخ ابن عثيمين في القواعد المثلى؛ لأن أسماء الله أعلام وأوصاف ثناء , والدهر ليس فيه وصف ثناء.
ونكتفي بهذا لأن المقام مقام إعراب, لكن احتجنا إلى شيء من البيان؛ لتعلق الإعراب بما ذكر من بيان. وأرجو يأختي أن يكون قد زال الإشكال.
ـ[بندر بن سليم الشراري]ــــــــ[20 - 07 - 2010, 12:31 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين في القاعدة الثالثة من القواعد المثلى:
¥