تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من يجيبنا بارك الله فيكم؟]

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[09 - 07 - 2010, 12:27 ص]ـ

السلام عليكم:

اختلف البصريون والكوفيون: هل الأصل في الإعراب أصل في الأفعال أم فرع؟ فقال البصريون: هو فرع, وقال الكوفيون هو أصلٌ, وعلل الكوفيون قولهم بأنَّ الأصل في الأفعال الإعراب لأنَّ الفعل قد تتواد عليه المعاني المختلفة بسبب اشتراك الحروف الداخلة عليه فيُحتاج إلى إعرابه, قال صاحب الإنصاف مبطلا قول الكوفيين: ويبطل تعليلهم هذا بالحروف, فإنَّها تدخلها المعاني المختلفة, ألا ترى أنَّ (ألَا) تصلح للإستفهام والعرض والتمني, و (من) تجيء لمعان مختلفة من ابتداء الغاية والتبعيض والتبيين والزيادة للتوكيد, إلى غير ذلك من الحروف, ولا خلاف بين النحويين أنَّهُ لا يُعرب شيء منها ...

السؤال: عندما قال صاحب الانصاف (ويبطل تعليلهم هذا بالحروف, فإنَّها تدخلها المعاني المختلفة ... الخ) ألا يُشعر كلامه بأنَّ الاسم مبني أيضًا لأنه أيضًا تدخل عليه معنى مختلفة مثل الحرف كما قال, وبذلك فلا تميز بين الاسم والفعل والحرف؟!!

انتظر ردكم نور الله دروبكم ...

ـ[علي المعشي]ــــــــ[09 - 07 - 2010, 09:41 م]ـ

السلام عليكم:

اختلف البصريون والكوفيون: هل الأصل في الإعراب أصل في الأفعال أم فرع؟ فقال البصريون: هو فرع, وقال الكوفيون هو أصلٌ, وعلل الكوفيون قولهم بأنَّ الأصل في الأفعال الإعراب لأنَّ الفعل قد تتواد عليه المعاني المختلفة بسبب اشتراك الحروف الداخلة عليه فيُحتاج إلى إعرابه, قال صاحب الإنصاف مبطلا قول الكوفيين: ويبطل تعليلهم هذا بالحروف, فإنَّها تدخلها المعاني المختلفة, ألا ترى أنَّ (ألَا) تصلح للإستفهام والعرض والتمني, و (من) تجيء لمعان مختلفة من ابتداء الغاية والتبعيض والتبيين والزيادة للتوكيد, إلى غير ذلك من الحروف, ولا خلاف بين النحويين أنَّهُ لا يُعرب شيء منها ...

السؤال: عندما قال صاحب الانصاف (ويبطل تعليلهم هذا بالحروف, فإنَّها تدخلها المعاني المختلفة ... الخ) ألا يُشعر كلامه بأنَّ الاسم مبني أيضًا لأنه أيضًا تدخل عليه معنى مختلفة مثل الحرف كما قال, وبذلك فلا تميز بين الاسم والفعل والحرف؟!!

انتظر ردكم نور الله دروبكم ...

مرحبا أخي الكريم

هو لم يقل إن توارد المعاني هو سبب بناء الحروف، وإنما أراد بيان أن توارد المعاني ليس موجبا للإعراب بدليل أن الحروف تتوارد عليها المعاني وهي مبنية لا معربة، ومن ثم وصل إلى أن توارد المعاني على الأفعال ليس حجة صحيحة للكوفيين في جعل الإعراب أصلا في الفعل وليس فرعا.

تحياتي ومودتي.

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[10 - 07 - 2010, 12:01 ص]ـ

أهلا أخي عليا:

لكن قولك:

ومن ثم وصل إلى أن توارد المعاني على الأفعال ليس حجة صحيحة للكوفيين في جعل الإعراب أصلا في الفعل

يوقعنا في إشكال آخر: وهو أن علة بناء الاسم كما تعلم هو توارد المعاني المختلفة عليه كالفاعلية والمفعولية, فكيف لا يكون دليلا على أصالة الإعراب بارك الله فيك؟

ـ[علي المعشي]ــــــــ[10 - 07 - 2010, 08:56 م]ـ

أهلا أخي عليا:

لكن قولك:

ومن ثم وصل إلى أن توارد المعاني على الأفعال ليس حجة صحيحة للكوفيين في جعل الإعراب أصلا في الفعل

يوقعنا في إشكال آخر: وهو أن علة بناء الاسم كما تعلم هو توارد المعاني المختلفة عليه كالفاعلية والمفعولية, فكيف لا يكون دليلا على أصالة الإعراب بارك الله فيك؟

أخي العزيز، أنا لم أسلم برأي صاحب الإنصاف، وإنما بينت لك مراده في ضوء عبارته ليس غير.

أما ما يخص قناعتي الخاصة فلست مقتنعا بالاستدلال بالحروف على أن توارد المعاني لا يحيج إلى الإعراب، لأنك لو نظرت إلى توارد المعاني على الحروف وتواردها على الأسماء مع مراعاة بعض الأمور الأخرى لتبين لك أن واقعهما يختلف، وذلك على النحو الآتي:

* الحروف محدودة العدد، والمعاني لا تتوارد إلا على بعضها، بخلاف الأسماء فهي غير محدودة العدد وتوارد المعاني عليها غالب عام.

* الحروف لا تكون معمولة فهي إما عاملة أو مهملة، بخلاف الأسماء فهي تقع معمولة وعاملة وهذا يجعلها أحوج إلى الإعراب.

* يمكن الوصول إلى المعاني المختلفة للحرف دون الحاجة إلى الإعراب وذلك من خلال التركيب فيكون ما بعد الحرف دالا على معناه، بخلاف الاسم إذ لا يظهر معناه غالبا إلا بالإعراب ما عدا بعض الأسماء التي تشبه الحروف.

لهذه الأمور كان الاسم أحوج إلى الإعراب فكان الإعراب أصلا فيه، والبناء أصل في الحروف، فلما شابهت بعض الأسماء الحروفَ بنيت وذلك على خلاف الأصل.

وعليه أرى رأي من يرى أن الإعراب أصل في الأسماء، والبناء أصل في الحروف، ولكن ما القول في الأفعال هل الأصل فيها البناء أو الإعراب؟

الخلاف حاصل بين المدرستين في هذا الأمر، ولكن لعل رأي البصريين ـ كما أرى ـ أقرب إلى القبول لأن ثلثي الأفعال أي الماضي والأمر (وإن كان الكوفيون يجعلون الأمر فرعا عن المضارع) مبني، وإنما أعرب المضارع لمشابهته الاسم من حيث المعنى والحركات والسكنات وتوارد المعاني عليه، فلما كان الإعراب لا يكون إلا في ثلث الأفعال فقط ولمشابهة الاسم أيضا كان الإعراب فيه فرعا لا أصلا.

تحياتي ومودتي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير