تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومعنى قوله (ومن أسباب البناء على الضم مشابهته الغايات نحو يا زيد فإنه أشبه قبل وبعد، قيل من جهة أنه يكون متمكناً في حالة أخرى، وقيل من جهة أنه لا تكون له الضمة حالة الإعراب) أي مشابهة المبني على الضم نحو زيد في (يا زيدُ) الغايات نحو (قبل، بعد) والشبه يتمثل (على رأي) في كون زيد يكون مبنيا في النداء ويكون معربا في غير ذلك كما أن قبل وبعد يكونان مبنيين كما في الآية ويكونان معربين في غير ذلك حال الإضافة، وعلى رأي آخر يتمثل الشبه في كون المنادى المعرب لا تكون علامته الضمة كما أن قبل وبعد إذا أعربا لا تكون علامتهما الضمة.

ومعنى (ومن أسباب البناء على الضم كونه في الكلمة كالواو في نظيرتها كنحن ونظيرتها همو، وكونه في الكلمة مثله في نظيرتها نحو اخشوا القوم، ونظيرتها قل ادعوا ... ) أن الضم يتميز بكونه في كلمة نحو الضمير (نحنُ) يقابل الواو في نظيرتها الضمير (همُو) وهذه الواو إنما نتجت من تحريك الميم الساكنة وإشباعها.

ويتميز الضم بكونه يستعمل في كلمة كما يستعمل في نظيرتها مع اختلاف حالتيهما ففي (قلُ ادعُوا) حركت اللام لالتقاء الساكنين (عند من يضمها) بالضم نظرا لأن العين في ادعُوا مضمومة، وعند التخلص من التقاء الساكنين في (اخشوُا القَوم) حركت الواو بالضم مع أن المتحرك الثاني (القاف من القوم) ليس مضموما ولكنهم حركوا الواو بالضم كما حركوا اللام بالضم هناك.

ملحوظة: التمثيل هنا بالفعلين (قلْ، اخشوا) ليس من جهة بناء الفعلين إذ لا علاقة لبنائهما بالضم لأن الأول مبني على السكون والثاني على حذف النون، وإنما مثل بهما لبيان ما يتميز به الضم من جهة حضوره في فعلي الأمر المتناظرين عند إرادة التخلص من التقاء الساكنين لتكون هذه الميزة من أسباب أحقية الضم لتبنى عليه بعض الكلمات الأخرى، هذا مع أني ـ حسب رأيي ـ أرى أن هذا غير مطرد وأنه سبب هش لا يعتمد عليه، ناهيك عن أن أكثر العرب لا تضم اللام من (قلْ) في نحو (قل ادعُوا) وإنما يكسرونه دون اعتبار لضمة العين في ادعوا.

تحياتي ومودتي.

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[07 - 07 - 2010, 12:12 م]ـ

بارك الله فيك معلمنا الفاضل, والله أسلوبك في الشرح جدا جميل, وكل ذلك واضح هندي ما عدا استفساران: الأول: ربما أنني لم أُصِغ لك السؤال الأول بالشكل المطلوب, والذي أقصده أن قوله (إذ لا تكون الكسرة إعراباً إلا مع التنوين أو أل أو الإضافة) سؤالي لِمَ لم يذكر الجر بحرف الجر؟ أليست الكسرة فيه إعرابًا؟! والاستفسار الآخر: ما وجه المقابلة بين (نحنُ) و (همو) لِمَ تقابلا ومن المعروف أن الأول للمتكلم والثاني للغائب, فما وجه المقابلة؟

بارك الله في جهودك أخينا عليا ...

وأذكرك أن هناك بعض الاستفسارات لي في موضوع (أرجو أن أجد إجابة) أرجو منك أن تعطيني شيئًا من وقتك ..

ـ[علي المعشي]ــــــــ[07 - 07 - 2010, 09:01 م]ـ

وكل ذلك واضح عندي ما عدا استفسارين: الأول: ربما أنني لم أُصغ لك السؤال الأول بالشكل المطلوب, والذي أقصده أن قوله (إذ لا تكون الكسرة إعراباً إلا مع التنوين أو أل أو الإضافة) سؤالي لِمَ لم يذكر الجر بحرف الجر؟ أليست الكسرة فيه إعرابًا؟!

أخي العزيز محمدا، هو هنا لا يتكلم على عامل الجر لذلك لم يذكر الجر بالحرف ولا الجر بالإضافة، وإنما هو يتكلم على المعمول أي الاسم المجرور فيقول إن الاسم المجرور (بغض النظر عن عامل الجر) لا تكون علامته الكسرة أي لا تكون الكسرة علامة إعراب (جر) له إلا إذا كان (أي الاسم المجرور) منونا ومثاله مع التنوين (مررت بزيدٍ)، أو محلى بأل ومثاله (مررت بالرجلِ)، أو مضافا ومثاله (مررت بزعيمِ القوم)، وبهذا يتضح لك أن قوله (أو الإضافة) لا يعني هنا الجر بالإضافة دون الجر بالحرف، وإنما أراد كون الاسم المجرور مضافا سواء أكان العامل فيه حرف جر نحو (زعيم) في المثال السابق أم كان العامل هو الإضافة نحو (أعجبني لونُ بابِ الدار) فالمقصود الاسم المجرور المضاف لا المضاف الأول غير المجرور. وبهذا تختلف كسرة الإعراب (الجر) عن كسرة البناء لأن الأصل في المبني ألا ينون وألا يضاف وألا تدخل عليه أل إلا فيما ندر كما أسلفت.

والاستفسار الآخر: ما وجه المقابلة بين (نحنُ) و (همو) لِمَ تقابلا ومن المعروف أن الأول للمتكلم والثاني للغائب, فما وجه المقابلة؟

التناظر بينهما أن (نحن) ضمير لجمع المتكلمين كما أن (هم) ضمير لجمع الغائبين، ألا ترى أني لو قلت لك: ما نظير (أنا) من ضمائر الغيبة؟ لقلتَ (هوَ)؟ ولو قلتُ لك: ما نظير (هما) من ضمائر الخطاب لقلتَ (أنتما)؟

تحياتي ومودتي.

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[09 - 07 - 2010, 12:25 ص]ـ

معلمنا عليا المعشي: أسأله جل جلاله أن يصب عليك رزقه صبا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير