تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[أبو بشر]ــــــــ[24 - 06 - 2006, 02:44 م]ـ

كلام آخر للسمين الحلبي في شرطية "لو" بعد فعل الودادة وذلك في أثناء إعرابه لقوله تعالى:

{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُواءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}:

"لو" هنا على بابِها من كونِها حرفاً لِما كان سيقع لوقوع غيره، وعلى هذا ففي الكلام حَذْفان، أَحدهما: حذفُ مفعولِ "يود"، والثاني: حَذْفُ حواب "لو"، والتقدير فيهما: تود تباعدَ ما بينها وبينه لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً لسُرَّتْ بذلك، أو لفرِحَتْ ونحوُهُ. والخلافُ في "لو" بعد فعل الوَدادة وما بمعناه أنها تكونَ مصدريةً ـ كما تقدم تحريره في البقرة ـ يَبْعُدُ مجيئُهُ هنا، لأنَّ بعدها حرفاً مصدرياً وهو أَنْ. قال الشيخ: "ولا يباشِر حرف مصدري حرفاً مصدرياً إلا قليلاً، كقوله تعالى: {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} قلت: قوله "إلا قليلاً" يُشْعر بجوازه وهو لا يجوزُ البتة، فَأمَّا ما أَوْرَدَهُ من الآية الكريمة فقد نصَّ النحامة على أن "ما" زائدةٌ. وقد تقدَّم الكلام في "أَنَّ" الواقعة بعد "لو" هذه: هل محلُّها الرفع على الابتداء والخبرُ محذوف كما ذهب إليه سبيويه، أو أنها في محل رفعٍ بالفاعلية بفعلٍ مقدر أي: لو ثَبَتَ أَنَّ بينها؟ وما قالَ الناس في ذلك.

وقد زعم بعضُهم أَنَّ "لو" هنا مصدريةٌ، هي وما في حَيِّزها في موضع المفعول لـ"تود أي: تود تباعُدَ ما بينها وبينه، وفيه ذلك الإِشكالُ، وهو دُخول حرف مصدري على مثله، ولكنَّ المعنى على تسلُّطِ الوَدادة على "لو" وما في حيِّزها لولا المانعُ الصناعي.]

تبيّن مما أوردت من كلام السمين الحلبي أن القول بمصدرية "لو" بعد فعل الودادة لا يقول به البصريون وأنه لا بد لهم من توجيه آخر (غير ما يذهب إليه أستاذنا الأغرّ) في مسألتنا وهي (حبذا لو ... ) إذ لا يقبلون كون "لو" مصدرية في حال من الأحوال. والله أعلم

ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[24 - 06 - 2006, 04:58 م]ـ

يا أبا بشر .. أولا، لا توجد أفعال تسمى أفعال الودادة، وإلا سنضع مقابلها أفعال الشماتة، وأفعال العداوة، وأفعال الأمومة .. إلخ ...

ثانيا: لو التي في أمثلتك التي قلت إنها تراكيب جائزة، كلها لو المصدرية وليست الشرطية .. وحتى ترى الفرق انظر: هل يحق لنا القول:

حبذا لو زرتني أكرمتك .. حبذا لو تجتهد تنجح .. حبذا من يعمل مثقال ذرة خيرا يره .. حبذا إن تدرس تنجح .. حبذا مهما تفعل تشكر عليه .. حبذا متى تزرني أكرمك .. حبذا ليتك تزورني .. حبذا يا خيل الله اركبي.؟؟!! .. مع تغيير أداة الشرط، وإدخال غير الشرط .. أعيذك بالله أن تقبل مثل هذا الهراء .. فهذه لو الشرطية، وتلك لو المصدرية، التي ينسبك منها ومن فعليها مصدر مؤول هو المخصوص كما ذكر الأخ الأغر .. وتشعيب الأمر من جديد إلى البصرة والكوفة أمر لا وجه له، فكل كتب النحو التي ندرسها تصنف لو بين الحروف المصدرية والشرطية، بحسب المعنى الذي تقتضيه الجملة .. فقوله تعالى (ودوا لو تدهن) بمعنى (ودوا أن تدهن) نعم .. الاعتراض على المصدرية في قوله تعالى (تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) اعتراض وجيه، ولكن ما الاعتراض على (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة) فهي بمعنى (أن يعمر) فحبذا لو أغلقنا هذا الحوار على اتفاق .. والسلام عليكم ..

ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[25 - 06 - 2006, 06:03 ص]ـ

وتلك لو المصدرية، التي ينسبك منها ومن فعليها مصدر مؤول هو المخصوص كما ذكر الأخ الأغر ..

تصويب خطأ:

حصل خطأ مني في مداخلتي الفارطة، بسبب حذف بعض الكلام ونسيان بعض .. فقولي (ينسبك منها ومن فعليها) خطأ صوابه (ينسبك منها ومما دخلت عليه) فقد كنت أتحدث عن الشرطية ثم قدمت وأخرت وحذفت وأبقيت فسقط هذا سهوا .. أرجو أخذ العلم وشكرا ..

ـ[أبو بشر]ــــــــ[25 - 06 - 2006, 09:39 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه آخر مشاركتي في هذه المسألة (إن شاء الله)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير