فأضيفت "حين" إلى جملة اسمية "التواصل غير دان"، فترجح إعرابها، فكسرت على الجر بـ "على".
ورواه آخرون بفتح "حين" على البناء في محل جر.
ونظيره:
ألم تعلمي يا عمرك الله أنني ******* كريم على حين الكرام قليل
"شرح الشذور"، ص112_114، و "مغني اللبيب"، (2/ 175، 176).
*******
وكذلك المبهم المضاف إلى مبني:
كـ "يوم" في قوله تعالى: (ومن خزي يومئذ)، في قراءة من فتح "يوم"، فبناها في محل جر مضاف إليه لإضافتها إلى "إذ" المبني، وهي رواية قالون، رحمه الله، إن لم تخني الذاكرة.
والجمهور يعربها، فيكسر "يوم".
*******
و "دون" في قوله تعالى: (ومنا دون ذلك)، فبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخر، لأنه مبهم أضيف لمبني "ذلك".
*******
و "بين" في قوله تعالى: (لقد تقطع بينكم)، إذ يقرأ على الوجهين: بضم "بين" على الفاعلية، أو بفتحها لإضافتها إلى "كم" المبنية، فتكون مبنية على الفتح في محل رفع فاعل.
*******
و "مثل" في قوله تعالى: (إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون)، بفتح "مثل"، فبنيت على الفتح في محل رفع نعت لاسم "إن": "حق"، لأنها أضيفت إلى "ما" المبنية، ولم تكتسب من هذه الإضافة تعريفا، لأنها موغلة في الإبهام، فلا يرتفع إبهامها بإضافتها لمثل "ما"، ولذا صح نعت النكرة "حق" بها.
"شرح شذور الذهب"، ص115، 116.
وقرأت بالرفع فتكون على القياس.
ومنه أيضا:
قول الفرزدق:
فأصبحوا قد أعادَ اللهُ نعمتَهم ******* إذْ هم قريشٌ، وإذْ ما مثلَهم بشرُ
فيمن خرج "مثل" المفتوحة على البناء في محل رفع خبر مقدم، لأن "ما" عنده غير عاملة إن تقدم خبرها على اسمها.
والمخالف ينكر هذه الرواية، أصلا، ويرجح رواية: الرفع، أو يلحن الفرزدق، لأنه تميمي، أراد النطق بلغة الحجازيين فظن أنهم يعملون "ما" مطلقا.
وللشيخ محمد محيي الدين، رحمه الله، تحقيق بديع في "منحة الجليل"، حاشيته الشهيرة على شرح ابن عقيل، رحمه الله، تحسن الاستعانة به لإثراء البحث، ذكره في فصل: "ما ولا ولات وإن المشبهات بليس" في: (1/ 248، 249).
وأما لفظ "أمس"، فإنه يبنى على الكسر، إذا أريد به اليوم السابق مباشرة، وقد فصل فيه ابن هشام، رحمه الله، القول في بداية "شرح قطر الندى"، وذكر أحوال إعرابه وبنائه.
فعندك الآن:
المغني وشرح الشذور وشرح القطر وشرح ابن عقيل، والموضوع ثري جدا، ولكنه يتطلب استقراء أكبر من هذا بكثير، مع مطالعة كتب التفاسير التي عنيت بالنواحي اللغوية كـ "البحر المحيط" لأبي حيان، و"الكشاف" للزمخشري، وتفسير أبي السعود، عند التعرض لشاهد قرآني يتعلق بالمسألة.
والله أعلى وأعلم.