تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مسألة]

ـ[يحيى معيدي]ــــــــ[02 - 02 - 2007, 05:13 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله.

لماذا شذ مجيء الصفة المشبهة من (شَعِثَ) على (شَعِثٍ)؟

وشكرًا.

ـ[أبو تمام]ــــــــ[02 - 02 - 2007, 08:38 م]ـ

وعليكم السلام.

لأن وزن الفعل (شَعِثَ) إذا أردنا أن نأتي بالصفة المشبه الدالة على لون أو عيب ظاهري تكون على وزن (أفعل).

فكَحِلَ الصفة المشبه أكحل

عمِيَ الصفة المشبه أعمى

فيجب أن تكون الصفة المشبه لشعثَ على أشعث، ة إلا أنه سُمع عن العرب قولهم " شَعِثٌ" فتعتبر هذه اللفظة شاذة عن القياس الصحيح.

وها الوزن للصفة المشبة (فَعِلٌ) يكون للفعل اللازم (فَعِلٌ) لكن يجب أن يدل على شيء باطني من الأمراض والأحزان والأفراح لا يظهر، وما هو ضدها، نحو:

حزِنَ فهو حَزِنٌ.

وضدها: فَرِحٌ.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[02 - 02 - 2007, 08:41 م]ـ

مرحبا بالشاعراللغوي النحوي الأستاذ: يحيى معيدي

تجيء الصفة المشبهة من مصدر الفعل (شعِثَ) على (شعِث، أشعث).

فأما الصيغة الأولى (شعِثٌ) فلا أرى فيها شذوذا؛ لأن القياس في الصفة المشبهة من مصدر الثلاثي اللازم إذا كان مكسور العين، وكانت الصفة طارئة ولكنها تتكرر وتتجدد هو (فعِل)، ولما كان الشعث يعني انتشار الشعر وتلبده وغبرته، أو اتساخ الجسم وغبرته، فهذا معناه أن الصفة طارئة ولكنها تتجدد وتتكرر، وبما أن فعلها ثلاثي لازم مكسور العين، فمجيء الصفة المشبهة على (شعِث) لا شذوذ فيه بل هو على القياس، ومن نظائرها (فرِحٌ ـ طرِِبٌ ـ حذِرٌ ـ تعِبٌ ... إلخ) فهذه الصفات تتفق مع (شعث) في صيغة الفعل وتجدد الصفة، وكلها قياسي.

وأما الصيغة الثانية (أشعث) فلا أرى فيها شذوذا أيضا، فمن جاء بالصفة على (أشعث) صح ذلك من أحد وجهين أو كليهما:

أحدهما أن يكون مراده حمل الشعث على اللون (الغبرة) لاسيما أن الغبرة مما يدل عليه الشعث ضمنا.

وثانيهما أن تكون صفة الشعث ظاهرة على الموصوف في معظم الأوقات فلا يكاد يُرى إلا وهي بادية عليه، فأصبح الشعث لديه بمنزلة الصفات التي لها صفة الثبات كالصفات الخِلقية والألوان، والقياس فيها (أفعل) إذا كان فعلها من باب (فعِلَ) اللازم.

هذا والله أعلم.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[02 - 02 - 2007, 10:42 م]ـ

مرحبا أخي العزيز أبا تمام

وهذا الوزن للصفة المشبة (فَعِلٌ) يكون للفعل اللازم (فَعِلٌ) لكن يجب أن يدل على شيء باطني من الأمراض والأحزان والأفراح لا يظهر، وما هو ضدها، نحو:

حزِنَ فهو حَزِنٌ.

وضدها: فَرِحٌ.

هذا القيد (دلالة الصفة على أمر باطني لا يظهر) لا يطرد في كل صفة مشبهة على وزن (فعِلٌ) وفعلها لازم من باب (فعِلَ) ـ وإن قال به بعضهم ـ لأننا إن قلنا بشذوذ ما خالفه أصبح الشاذ مقاربا المقيس من حيث الكثرة، وأعتقد أن الضابط الأشمل للصفة (فعِلٌ) من مصدر (فعِلَ) اللازم هو كون الصفة طارئة ولها خاصة التجدد والتكرار، وعلى هذا الضابط تخرج الصفة (شعِثٌ) من دائرة الشذوذ، أما على القيد السابق (الدلالة على شيء باطني) فلن تكون (شعثٌ) الصفة الوحيدة الشاذة.

ألا ترى أن هذه الصفات جميعها ظاهري:

وسِخ فهو وسِخٌ، لبقَ فهو لبِقٌ، عطِر فهو عطِرٌ، غرق فهو غرِقٌ، عبِق فهو عبِقٌ، نضِر فهو نضِرٌ ... إلخ؟ ومثل ذلك كثير، فهل تعد هذه الصفات كلها وما شابهها ضمن الشاذ؟

على أن القياس بوجه عام في باب الصفة المشبهة إنما هو على سبيل التغليب، وهناك كثير من الصفات المشبهة المسموعة تخالف نظائرها المقيسة، ولا يحسن أن تعد كل هذه الصفات المخالفة للقياس ضمن النادرالشاذ، وإنما هي ضمن الكثير المسموع.

والله أعلم.

ـ[يحيى معيدي]ــــــــ[03 - 02 - 2007, 12:07 ص]ـ

أشكرك أستاذي العزيز/علي المعشي. واعذرني على التأخير، سعدت بهذا المرور

العطر الفياض، ولقد أفدتنا بارك الله فيك وزادك بيانا وحكمة. وليس ذلك بغريب

عليكم. أجمل تحياتي.

ـ[أبو تمام]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 03:37 ص]ـ

أهلا بك أخي الكريم علي

لا شك بأن مسألة القياس في أغلب أبواب الصرف متشعبة جدّا، والباب الحق فيه السماع.

إلا أن العلماء رحمهم الله وأثابهم عن الأمة خير الجزاء أرادوا أن يسهلوا المسألة بأن وضعوا ضابطا يكون على الذي يغلب على بابه، وما سوى ذلك الغالب فهو شاذ لا يقاس عليه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير