تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[15 - 01 - 2007, 02:19 ص]ـ

الفعل: انْفَكَّ

أي: ملازمة الخبر المخبر عنه على حسب ما يقتضيه. (344) وهي بمعنى: الإقبال على الشيء. (345)

حكم المسبوقة بالنفي

والتي أوائلها حرف (ما) في معنى واحد وهو استمرار الفعل بفاعله في زمانه ولدخول فيها النفي على النفي جرت مجرى كان في كونها للإيجاب. (346)

يجب أن يتقدم هذا الفعل: نفي أو نهي أو دعاء. لكي يرفع المبتدأ وينصب الخبر. ويمكن لهذا الفعل أن يأتي خبره وسط الجملة، أي: بين الفعل نفسه وبين اسمه. كما يجوز تقديم الخبر في هذا الفعل وهو قد يأتي تاماً وقد يأتي ناقصاً.

تقديم خبر (ما انفك وأخواتها) عليها

منع البصريُّون والفرَّاء تقديم خبر (ما انفك وأخواتها) عليها لأن (ما) أًُمّ حروف النفي، وما في صلة النفي لا يتقدَّم عليه، لأنَّ النفي له صدر الكلام إذ كان يحدث فيما بعده معنى لا يفهم بالتقديم، فيشبه حروف الجزاء والاستفهام والنداء. (347)

ولا يجوز دخول (إلاّ) في خبر (ما انفك) لأن معناها الإثبات. (348)

وتجيء محذوفا منها حرف النفي. (349)

مثال: تنفك تسمع ما حييت بهالك حتى

ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[15 - 01 - 2007, 02:20 ص]ـ

الفعل: دام

وما دام توقيت للفعل في قولك أجلس ما دمت جالسا كأنك قلت اجلس دوام جلوسك نحو قولهم آتيك خفوق النجم ومقدم الحاج ولذلك كان مفتقرا إلى أن يشفع بكلام لأنه ظرف لا بد له مما يقع فيه. (350) ومعناه ملازمة الخبر المخبر عنه على حسب ما يقتضيه. (351)

ويعمل بشرط تقدم (ما المصدرية الظرفية) لأن ما المصدرية الظرفية مع الفعل تُقَدَّر بالَمصْدَر، فالمصدر هنا هو (الدوام)، وسميت ما ظرفية لنيابتها عن الظرف وهو المدة. (352)

مثال ـ قال تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً}. (353)

أي: مُدَّةَ دَوَامِى حَيَّا.

فلو قلت: دَامَ زَيْدٌ صَحِيحاً.

كان قولك صحيحاً حالاً، لا خبراً.

وكذلك: عجبت مِنْ مَا دَامَ زَيْدٌ صَحيحاً.

لأن ما هذه مصدرية لا ظرفية، والمعني عجبت من دوامه صحيحاً. (354)

والفعل (دام) (عند الأقْدَمِيَن) أثبتوا أن له مضارعاً. وبذلك فهو يتصرف تصرفاً ناقصاً. أما الفراء وكثيٍر من المتأخرين فقد قالوا بعدم تصرفه.

ويقول ابن مُعْطٍ أن الفعل (دام) لا يجوز أن يأتي خبره متوسطاً بين الفعل وبين الاسم، فلا يأتي خبر (دام) متوسطاً.

وهناك اتفاق على أن خبر الفعل (دام) لا يجوز تقديمه لأننا إذا قلنا: لا أصحبك ما دام زيد صديقك ثم قدمت الخبر على ما دام لزم من ذلك تقديم معمول الصلة على الموصول لأن ما هذه موصول حر في يقدر بالمصدر. كما قدمناه وإن قدمته على دام دون ما لزم الفصل بين الموصول الحرفي وصلته وذلك لا يجوز لا تقول عجبت مما زيدا تصحب وإنما يجوز ذلك في الموصول الأسمي غير الألف واللام تقول جاءني الذي زيدا ضرب ولا يجوز في نحو جاء الضارب زيدا أن تقدم زيدا على ضارب. (355)

وهو قد يأتي تاماً وقد يأتي ناقصاً.

قال تعالى {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ}. (356)

قال تعالى {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ}. (357)

وهو هنا فعلاً تاماً. ومعنى التمام أن يستغنى بالمرفوع عن المنصوب. (358)

تقديم خبر (ما دام) عليها

أمَّا خبر (ما دام) فلا يتقدَّم عليها عند الجميع لأنّها مصدريَّة ومعمول المصدر لا يتقدَّم عليه وكذلك (ما كان) لأنَّ الكلام نفيٌ لفظاً ومعنى. (359)

وذكر ابن معط أن خبر دام لا يتقدم على اسمها فلا تقول لا أصاحبك ما دام قائما زيد والصواب جوازه قال الشاعر: (360)

لا طيب للعيش ما دامت منغصة= لذاته بادكار الموت والهرم

وكل العرب أو كل النحاة منعوا سبق خبر دام عليها وحدها وبعضهم منعوا تقديم خبر دام على ما المتصلة بها فقط يعني أنه لا يجوز أن يتقدم الخبر على ما النافية.

نحو: لا أصحبك قائما ما دام زيد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير