تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الحامدي]ــــــــ[23 - 01 - 2007, 05:12 ص]ـ

أخي الكريم أبا تمام وفقك الله.

إنما دفعهم إلى التأويل احترامهم للقاعدة وتقديمها على اللغات القليلة المخالفة لها. وهذا ما عنيت حينما قلت إنهم عمدوا إلى التأويل لأنهم لا يعترفون بهذه اللغة المخالفة للقاعدة، وإلا لما وجدنا عندهم ــ أحيانا كثيرة ــ تأويلات متعسفة بعيدة جرهم إليها تجاهلُ هذه اللغات القليلة المسموعة هنا وهناك عن العرب.

التأويل عند النحاة عرفه السيوطي في الاقتراح بقوله: "التأويل إنما يسوغ إذا كانت الجادة على شيء، ثم جاء شيء يخالف الجادة فيتأول".

وعرفه أحد الباحثين المعاصرين بأنه "صرف الكلام عن ظاهره إلى وجوه خفية تحتاج إلى تقدير وتدبر"،

وإن النحاة يؤولون الكلام ويصرفونه عن ظاهره لكي يوافق القواعد النحوية التي تواضعوا عليها.

فوظيفة المتأولين في الإعراب هي الحفاظ على الاتساق بين النص والقاعدة. أي دفع التعارض بين النص والقاعدة باللجوء إلى التأويل ولو أدى ذلك إلى تجاهل لغة مسموعة عن بعض العرب ما دامت مخالفة لقواعد النحو وقوانينه.

وهناك فرق دقيق بين التأويل والتوجيه؛ فالتأويل أعم من التوجيه: فمثلا قرأ الجمهوربنصب "والأرحامَ" والتوجيه فيها أنها معطوفة على المفعول به وهو لفظ الجلالة، والمعنى: (اتقوا الله، واتقوا الأرحام).

أما على قراءة الجر "والأرحامِ" فإن في إعرابها تأويلا، وهو في نفس الوقت توجيه نحوي.

فلذلك ــ أخي الكريم ــ لا تظنن أنني كنت أطلق مصطلحات كالتأويل، أو التوجيه في مشاركاتي جزافا دون قصد معانيها!!

أما التأويلات في "يتقي" فقد خففتَ عني بعض العبء في بيانها وبسطها، وبقي عليك إيراد الشواهد من كلام العرب، ما دام أن التوجيه الإعرابي المختار لهذه الكلمة مبني على لغة من لغاتهم.

من الشواهد على إثبات حرف العلة في الفعل الناقص المجزوم:

وتضحك مني شيخة عبشمية ............. كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا

ألم يأتيك، والأنباء تنمي ............. بما لا قت لبون بني زياد

هجوت زبان، ثم جئت معتذرا ............. من هجو زبان، لم تهجو ولم تدع

إذا العجوزُ غضبتْ فطلق

ولا ترضَّاها ولا تملق

تنويه

(لا ننسى أن بهذا التوجيه نفسه تُخَرج قراءةُ: "لا تخفْ درْكا ولا تخشَى" [طه: 77])

ـ[أبو تمام]ــــــــ[27 - 01 - 2007, 04:04 ص]ـ

أخي الكريم الحامدي بارك الله فيك.

أريد فقط أن تبين لي ما قصدته من هذه العبارة "لا يعترفون بهذه اللغة المخالفة للقاعدة "؟؟ فكلامك قبله يخالفه.

لك التحية

ـ[الحامدي]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 11:52 م]ـ

لنفترض أنهم اعترفوا بهذه اللغات، فما فائدة هذا الاعتراف إن لم يجروا عليها توجيهاتهم؟؟.

بل ما فائدة هذا الاعتراف، إذا قدموا على هذه اللغات القليلة تأويلات نجدها متعسفة وبعيدة التكلف؟؟.

وانظر أخي الكريم في التأويلات الكثيرة بالعشرات في إعراب بعض آي القرآن الكريم، في حين نجد أنها توافق لغات مسموعة عن العرب، وهم يعلمون بشأنها!!.

اقرأ مثلا عن التأويلات في قوله تعالى: "إن هذان لساحران" بقراءة التشديد، وما عليها من الاعتراضات الكثيرة، مع موافقة القراءة للغة مشهورة.

هذا هو ما كنت أقصد من "عدم الاعتراف باللغات القليلة المخالفة للقاعدة" لدى فريق من النحاة.

فالعبرة ــ أخي الكريم ــ بالمقاصد لا بالألفاظ.

مرحبا بك أخي الكريم، ومعذرة على تأخر الرد، إذ لم أنتبه إلى استدراكك هذا إلا اليوم.

ـ[أبو تمام]ــــــــ[06 - 02 - 2007, 03:13 ص]ـ

أهلا وسهلا أخي الحامديّ.

أخي الحامدي النصوص التي يتعامل معها النحاة هي النصوص التي من عصر الاستشهاد، وعصر الاستشهاد وجب أن تكون أغلب نصوصه يُستشهد بها، ولو أنهم ردّوا كل النصوص التي في ظاهرها مخالفة للقاعدة إلى لغة من لغات العرب يعني ذلك عدم القياس على هذا النص.

فالحصيلة أن النحاة تأولوا للمحافظة على النص الذي ينتمي إلى عصر الاستشهاد، وردّه إلى القاعدة المطردة من كلام العرب، وعدم حمله على القليل من كلامهم.

ولو أنهم قعدّوا لكل نص من نصوص عصر الاستشهاد لما وجدنا نحوا منظما، فتجد "أن" تنصب وتجزم، ولم تنصب وتجزم، وغيرها كثير ...

فالعبرة بالغالب من كلامهم.

والله أعلم

ـ[الحامدي]ــــــــ[06 - 02 - 2007, 10:12 م]ـ

وأهلا وسهلا بك أيضا، أخي أبا تمام.

أنا لا أختلف معك، ولو أنك نظرت إلى كلامي وتأملته لوجدت أننا كلينا متفقان في قضية العلاقة بين القاعدة والنص وموقف النحاة منها.

كل الأمر أنني عبرت بتعبير من عندي تحفظتَ أنت منه، ولكن لو بحثت في مقصدي لوجدت أننا متفقان كليا، وإن اختلفت التعابير والألفاظ!!.

لك كل شكري وتحياتي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير