4) الشيخ محمد أمين سويد (ت1355): لازمه شيخنا مدة، وقرأ عليه في المنطق شرح نظم السلم المنورق، وفي الأصول: متن البيضاوي، وأجازه إجازة عامة.
5) الشيخ محمود بن محمد رشيد العطار (1362): لازمه الشيخ مدة، وقرأ عليه في التفسير تفسير البيضاوي من أوله إلى سورة الأنعام، وفي النحو: شرح المفصل لابن يعيش، وأجازه إجازة عامة.
6) الشيخ الفقيه المقرئ عبد الوهاب دبس وزيت (ت1389): لازمه شيخنا منذ صغره، وقرأ عليه ختمة كاملة نظرا من رواية حفص كما أسلفت، وأجازه إجازة عامة.
7) الشيخ حسن حَبَنَّكة الميداني (ت1398): لازمه مدة، والشيخ عبد الغني يعده أول شيخ له، وقرأ عليه في النحو أوضح المسالك، وفي الأصول: منتهى السول للآمدي، وأجازه إجازة عامة.
8) الشيخ المفتي محمد أبواليسر عابدين (ت1401): لازمه مدة، وقرأ عليه أصول الحنفية، وبينهما إجلال وتقدير متبادل، وكان الشيخ أبواليسر (على علمه في اللغة) يستفيد من تعقبات تلميذه، ويسلّم له، وقد أجازة إجازة عامة.
9) الشيخ محمد بهجة البيطار (ت1396): كان الشيخ يتردد إليه، ويستفيد من علمه ومنهجه، وقد أوذي شيخنا من الحشوية (كما يسميهم العلامة القاسمي) بسبب هذه العلاقة، وكان لذلك أثرٌ في تعميق السلفية في نفس الشيخ عبد الغني.
فهؤلاء أبرز شيوخه، ونلاحظ أن الشيخ جمع الله له أمورا: قِدَم الطلب، وتنوع المشايخ (وهذا كان أمرا نادرا في الشام آنذاك)، وطول مدة الطلب، حيث إنه درس على طبقتين أو ثلاثة من المشايخ، إضافة إلى نبوغه المبكر، كل ذلك آتاه تحصيلا متميزا، وثمة أمر مهم، وهو دأبه الشديد على القراءة بحيث كان يقرأ في اليوم الواحد ما لا يقل عن عشر ساعات رغم أشغاله كما كان يُخبر، وقرأ قراءة درس وتعليق الكثير من المطولات في شتى الفنون، فمنها مجموع فتاوى ابن تيمية، والمحلى لابن حزم (قرأه مع الشيخ عبد الكريم الرفاعي في مجلس أسبوعي، وهو أمر شبه محرم ذلك الزمان!)، وفتح الباري لابن حجر، والمنهاج للنووي، ومغني المحتاج، ونهاية المحتاج في الفقه الشافعي، وغيرها كثير.
وظائف الشيخ:
تولى الشيخ التدريس في الصفوف الابتدائية التابعة للجمعية الغراء، ثم مدرسا للصفوف الشرعية في المعهد الشرعي بجانب جامع تنكز.
(ويحدثنا تلميذه الشيخ صالح الشامي أن درسه كان عاليا وفيه تشويق وطُرف، وكذلك الشيخ أديب الصالح)، ومكث في هذه الوظيفة نصف قرن، أقرأ خلالها النحو والبلاغة والأدب في عدة كتب، من أبرزها الكامل للمبرد، فقد أقرأه ما يزيد على عشرين سنة، وتخرج عليه طبقات من المشايخ وطلبة العلم.
ونتيجة لشهرته في تدريس اللغة، ومقالاته الرفيعة في الأسلوب الأدبي، فقد حدثني الشيخ أنه لما زار الجمعية الغراء رئيسُ سوريا شكري القوتلي سأل عنه، وكان الشيخ عبد الغني متواريا خلف المشايخ في الجمعية كي لا يراه الرئيس، فقدّمه المشايخ، فقال الرئيس: أنا أتابع مقالاتك، وأعجبت بلغتك، وأنا أهتم باللغة وأحبها، فقال له الشيخ عبد الغني: ولكنك تلحن كثيرا! واستغرب المشايخ من جرأة الشيخ! فقال الرئيس: كيف؟ فقال شيخنا: أنت تنطق الألف عندما تقرأ (مائة)، وهذا خطأ واضح، شكره الرئيس وانصرف، وأوسع المشايخ شيخنا لوما وتعنيفا! ولكن هكذا كان شيخنا طوال حياته، لا يهاب مسؤولا، ولا يسكت عن خطأ مخطئ، كائنا من كان، وكم قاسى خطباء الجمعة من إصلاح الشيخ لأخطائهم! وفي ذلك قصة طريفة لا أرى المجال يناسبها.
ثم إن شيخنا مع تدريسه في الجمعية، درس بالفتوى في كثير من مساجد دمشق، كجامع الحلبوني، وجامع المرابط، وجامع الحَمْد.
كما تولى الشيخ الخطابة في جامع السادات بعد وفاة والده، من سنة 1362 حتى 1411 حيث تركها لكبر السن.
وترأس الجمعية الغراء بعد وفاة شقيقه الشيخ أحمد سنة 1397 حتى توفي رحمه الله.
مؤلفات الشيخ:
ربما يكون معجم قواعد اللغة العربية أشهر كتب الشيخ، لأنه كان بديعا في جمعه وعرضه واختصاره، وكُتب له قَبول واسع، ولكن شيخنا له العديد من المصنفات في شتى الفنون:
فطبع له في التفسير: مختصر تفسير الخازن (3ج)، وشرح بعض الآيات.
وطبع له في الحديث: صحيح الآثار من الأدعية والأذكار، وعلم مصطلح الحديث، وله من المخطوط: الجامع للكتب الستة، والأحاديث الضعيفة في العبادات.
¥