وطبع له في أصول الفقه: تحقيق قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام.
وفي التاريخ: قسم الأحمدين من تاريخ ابن عساكر، ومحاضرات في الدين والتاريخ.
وفي التراجم: الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة، والإمام سفيان بن عيينة شيخ شيوخ مكة في عصره، والإمام الثوري، والإمام الشافعي، والإمام مالك إمام دار الهجرة، والإمام النووي شيخ الإسلام والمسلمين وعمدة الفقهاء، وقد طبعت هذه التراجم الست ضمن سلسلة أعلام المسلمين بدار القلم بدمشق.
وفي النحو: معجم النحو، ومعجم قواعد اللغة العربية في النحو والصرف، وذُيّل بالإملاء، وشرح شذور الذهب لابن هشام.
وفي اللغة والأدب: تحقيق تحرير ألفاظ التنبيه للنووي، قصص دينية وأدبية، ولمحات من الكتاب والنبوة والحكمة، والدعوة من القرآن وإلى القرآن، وقصة قصيرة بعنوان: إبليس والراهب.
وفي الفهارس: فهارس مخطوطات الفقه الشافعي بالمكتبة الظاهرية بدمشق.
المصدر الرئيسي:
غالب هذه المعلومات استقيتها من مقدمة كتاب "غَنيمة العُمر بأسانيد الشيخ عبد الغني الدقر"، لصاحبنا البحاثة الشيخ نور الدين طالب وفقه الله، مع التصرف، والإضافة من مشافهاتي مع الشيخ.
وأخونا نور الدين من المقربين للشيخ الدقر، وله بالشيخ اعتناءٌ خاص، وكان الشيخ يقدّمه ويحتفي به، وقد اتصلت بأخينا المؤلف، وأخبرني أنه سيعيد طبع الكتاب، ويعدّ لإفراد ترجمة موسعة للشيخ.
حلية الشيخ وصفاته:
كان شيخنا أبيض جميلا، حلو التقاسيم، نضر الوجه، أشقر الشعر، أزرق العينين، معتدل الجسم، ليس بالطويل ولا السمين، وعليه سيما العلماء، شديد التواضع، طلق المحيا، طيب المعشر، لا تملُّ مجالسته، يحتفي بالطلاب ويعطف عليهم، صاحب دعابة ومزاح، ولكن إذا رأى خطأ أو صاحب باطل تغير تماما، فهو كالبحر في حلمه وغضبه، وفي سعة علمه.
متفرقات وذكريات:
* لدين طالب في حياة الشيخ مرارا يقول: سألتُ الشيخ عن مؤدى بحثه في مسألة الصفات والاعتقاد، فقال: "إنني على اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله"، وقال: إن هذا ما يعتقده ويُظهره.
* قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: ما تحت أديم السماء أعلم باللغة اليوم من الشيخ عبد الغني الدقر.
* سمعت شيخي المحدّث عبد القادر الأرناؤوط يُكثر الثناء على الشيخ عبد الغني، وبينهما محبة خاصة، ومودّة أكيدة، وقال لي الشيخ الأرناؤوط أكثر من مرة: عندما كنت أجتمع مع الشيخ الدقر في مناسبة عامة، كحفل زواج أو عزاء أو دعوة؛ كان الشيخ الدقر يقول لي: يا شيخ عبد القادر، ابدأ بالحديث والوعظ فورا قبل أن يبدأ أحد من هؤلاء السيئين بالكلام.
وسمعت من كلٍ منهما هذه الحكاية.
* وسمعت الثناء عليه من المشايخ: بكري الطرابيشي، وعبد الرحمن الباني، ومحمد لطفي الصباغ، وزهير الشاويش، وأديب الصالح، وصالح الشامي، وغيرهم.
* كما سمعت الثناء عليه من الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل، وكان قد زار الشيخ في دمشق، وقد طلب الإجازة من الشيخ الدقر، وتشرفتُ أن أكون السفير في ذلك، وبينهما محبة، وقد سمعت الشيخ الدقر في دمشق يذكر الشيخ العقيل بالخير، وهما أقران في السن ورفعة القدر.
* وكان الشيخ الدقر قد تفرد بعلو الإسناد في الشام، ورحل وأخذ منه الإجازة جمع من المهتمين، حتى الذين يخالفون الشيخ في المنهج أخذوا عنه، وإنني بحمد الله أحد الذين تشرفوا بالأخذ عن الشيخ، وقد أجازني مرارا، رحمه الله.
* ولما قرأت على الشيخ المسلسلات سنة 1417 وصلت إلى مسلسلات الصوفية، فامتنع الشيخ من روايتها، وأخذ يذم الصوفية التي يعرفها بشدة، كما كان دأبه رحمه الله.
* وسمعت من الشيخ أن وفدا من مشايخ فرقة الأحباش في لبنان زاروه في بيته طامعين بالإجازة، ولكل واحد منهم عمامة أكبر من عمامة الآخر، فما أن حضروا عنده حتى طعن بعضهم في شيخ الإسلام ابن تيمية، فاختبرهم الشيخ في عدة فنون، واستعرض لهم عضل المسائل، فلما سكتوا وعجزوا قال لهم: اذهبوا وتعلموا قبل أن تتكلموا في العلماء، ثم طردهم من عنده.
* وسمعت من الشيخ الأرناؤوط وغيره أن شيخنا قُطع عنه الراتب بسبب سلفيته ونقده الشديد لمدعي التصوف، فصبر ولم يستجد أحدا، حتى اضطر لبيع كتبه تباعا.
¥