تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عضو الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت.

عضوالمجلس التنفيذي لمؤتمر العالم الإسلامي في بيروت.

عضو المجلس الإداري للمركز الإسلامي بجنيف.

وذلك عدا عضويته لكثير من الجامعات الإسلامية، والمنظمات الدعوية ولجان التعليم والتربية. رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن الأمة الإسلامية خير مايجزي العلماء عن أممهم.

http://www.nadwi.net/a/introdata.htm

ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[25 - 07 - 03, 08:27 ص]ـ

عائشة بنت الشاطئ في ذاكرة الفكر التربوي

د. بدر محمد ملك

لا ريب أن الأديبة المصرية عائشة بنت الشاطئ لها إسهامات متميزة تجعلها مؤرخة متمكنة، وباحثة متمرسة فهي من ألمع أعلام ودعائم النهضة العربية المعاصرة وتعتبر سيرتها العلمية والعملية – كبنت وأم وزوجة وطالبة ومعلمة ومفكرة- مادة ثرية ورائدة لتربية الأجيال القادمة. تعد عائشة نموذجاً فريداً لثورة حقيقية لتحرير المرأة العربية التي طالما تم منعها من الدراسة في الجامعات العربية والإسلامية لعدة قرون. لقد تحدى المفكرون من أمثال محمد عبده وقاسم أمين وطه حسين المؤسسات العلمية في عصرهم فطالبوا بفتح أبواب التعليم العالي للنساء كي يتعلمن ويعلمن في المعاهد والجامعات وكانت عائشة من ضمن الأفواج التي اغتنمت أمواج التغيير، ورياح الانفتاح، ورحلة الحرية. قامت موجات المواجهة الثقافية بتوسيع نطاق التعليم وتهذيب الوعي الاجتماعي وتخريج دفعات تعتز بدورها في المنزل ولها تواجدها في عالم الصحافة والفكر والعطاء. لم تخضع عائشة لضغوط عصرها الذي ساده المعتقدات المعوقة ولم تستسلم لوصاية التشدد الديني الذي سيطر طوال القرون الماضية على زمام مؤسسات التعليم فحرمت المرأة من حق دخول الجامعات والتواجد الفعلي لدراسة وتدريس العلوم العقلية أو النقلية وبذلك لم تساهم المرأة في إدارة وقيادة أي جامعة من الجامعات إلا في وقت متأخر وبعد مضي أكثر من ألف سنة.

ولدت عائشة بنت محمّد علي عبدالرحمن المعروفة "ببنت الشاطئ" عام 1913م بمحافظة دمياط بدلتا مصر ونشأت في بيت أدب يحب العلم والدين فحفظت القرآن الكريم في طفولتها قبل أن تبلغ سن السادسة ثم حفظت ألفية بن مالك في النحو وبعض القصائد الصوفية. واجهت عائشة عواقب العادات الضارة التي ترفض أن تواصل البنت تعليمها وقاد والدها العالم الأزهري معارضة شديدة لمنعها من إكمال الدراسة وكادت محاولاته المستمرة أن تنجح لولا إصرار عائشة على مواصلة التحصيل. وعندما توجهت عائشة لعالم الصحافة كانت العادات الضارة عائقاً كبيرا وسداً منيعاً لأن التقاليد لم تكن تسمح للبنت أن تكشف عن اسمها بصورة علنية ولهذا اتخذت عائشة اسم "بنت الشاطئ" ستاراً لها لتدخل الصحافة.

حصلت عائشة على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929م وكانت الأولى على مستوى الدولة، ثم حصلت على الليسانس في اللغة العربية عام 1939م، وواصلت دراستها العليا فحصلت على شهادة الدكتوراه عام 1950م وكان طه حسين – عميد الأدب العربي - من ضمن أعضاء لجنة المناقشة. ولقد مارست عائشة التدريس والتأليف وسافرت للعمل في العديد من الجامعات الإسلامية. وكان أن حصدت عدة جوائز رفعية وأوسمة عالية فحصلت على جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام، وجائزة الدولة التقديرية من مصر، وجائزة التقدُّم العلمي من الكويت، كما حصلت على وسام رفيع من المغرب. واجهت عائشة معارضة شديدة كادت أن تمنعها من الوصول إلى قمم المجد ولكن حبها للعلم دفعها إلى فهم صحيح للدين فأوجد عندها الإصرار على مواصلة التحصيل الدراسي، وكسب الخبرات، والتغلب على الصعوبات.

نظرات ثاقبة

إذا تتبعنا المنحى العلمي لعائشة فإننا نجدها تتمتع بروح الباحث الدؤوب، وهمة المحقق الأمين، ونشاط الكاتب المنهجي، وإنتاج المفكر الأصيل الذي لا يهجر محاسن التراث ولا يتنكر لقواعد الأخلاق. لقد تعمقت عائشة في دراسة الثقافة الإسلامية لأنها مبعث رقي العقل ولهذا لم تتورط هذه المفكرة في نقد ثوابت الدين كما فعل أنصار تحرير المرأة من العلمانيين. وجدت عائشة ضالتها في الإسلام الذي يسع كل أمر حسن فسارعت للدعوة إليه وهي فخورة به، وفقيه فيه، لأن الإسلام سبيل سعادة المرأة والرجل على حد سواء. لقد نالت عائشة تقدير العلماء والمؤسسات الفكرية في العالم الإسلامي لأنها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير