وأشار الدكتور عبد الإله النبهان إلى أهمّية الكتاب فقال [64]: " يعدّ من الكتب الأساسية التي أرّخت للعربية وتصدّت لأعداء العروبة، وسيبقى هذا الكتاب مرجعًا هامًّا لكلّ من رام دراسة تاريخ العربية في العصر الحديث ".
من تاريخ النحو:
يتكوّن هذا الكتاب من قسمين: الأول دراسة حول اللحن ونشأة النحو والخلاف النحوي، مستخرجة من كتابه (في أصول النحو)، والثاني ملحق للدراسة يتكون من نصوص مختارة لستّة مؤلّفين عظام (سيبويه، .. ). والكتاب بمجموعه إنّما وُضع تلبية لحاجة الدارسين في شهادة (فقه اللغة العربية) بكلية الآداب في الجامعة اللبنانية، ويتكوّن من (215) صفحة، وأصدرته دار الفكر سنة 1968، وأعادت طبعه سنة 1978، وهو أيضًا من منشورات مكتبة الفلاح بالكويت سنة 1980.
الموجز في قواعد اللغة العربية وشواهدها:
أشرت إلى أنّ هذا الكتاب هو مجموع ثلاثة [65] أقسام تكوّن منهاج السنة الأولى بكلية الآداب في جامعة دمشق، وجاء بمادّته هذه ليجمع بين مناهج الجامعات في الأقطار العربية مع إضافة مباحث ناقصة لم ينصّ عليها المنهاج اللبناني [66] مع ضرورتها، مراعاة لمناهج بقيّة الجامعات العربية.
وضوابط الشواهد التي وضعها بين يدي كتابه (مذكرات)، هي نفسها بين يدي هذا الكتاب مع زيادة توضيح، كما أن شواهد هذا الكتاب زادت بزيادة المادة المصاحبة له وكانت بعد كلّ مبحث في مجموعتين: المجموعة (أ) يحتجّ بها لموافقتها الضوابط، والمجموعة (ب) لا يحتجّ بها لمخالفتها واحدًا على الأقل من الضوابط المقرّرة في أوّل الكتاب، الذي جاء في (430) صفحة، وصدرت طبعته الأولى عن دار الفكر سنة 1970، ثمّ توالت طبعاتها له: ط2 سنة 1977، وط3 سنة 1981.
وقد حرص المؤلّف أن يأتي في نهاية الكتاب بفهرس لأصحاب الشواهد مع تحديد وفياتهم بالسنين الهجرية على قدر الإمكان، أو تحديد أزمنتهم.
تعاليق على شواهد الموجز:
يقع في (86) صفحة، وصدر عن دار الفكر سنة 1971. وجاءت هذه التعاليق إتمامًا للفائدة المرجوّة من كتاب (الموجز)؛ فمعظم الطلاب غير منتظمين في الجامعة اللبنانية، ولعنايته الفائقة هو نفسه بالشواهد كيما تكون منهجًا للطلاب في دراستهم.
أما عدّتها فهي: (318) شاهدًا شعريًّا على المجموعة (أ)، و (167) شاهدًا على المجموعة (ب)، و (213) آيةً قرآنيّة، و (13) حديثًا، و (9) شواهد نثرية، وقراءة شاذّة واحدة في المجموعة (ب) ص86 من الموجز، على نصب الفعل المضارع.
ويبدأ كلّ تعليق برقم الشاهد، فالكلمة موضع الاستشهاد، فإعرابها، فإشارة إلى تطبيق القاعدة، وفي المجموعة الثانية بيان سبب عدم الاحتجاج.
وهذه الكتب اللغوية كانت نهضة علميّة في علوم اللغة العربية في الوطن العربي، وتميّزت بالأصالة والجدّة والتوجيه المعرفي، على حدّ تعبير الدكتور عمر الباشا [67]، وهي طريق لاحبة للانطلاق إلى كتب التراث القديم للوقوف على معالمها ومحاولة استظهارها.
ولعلّ من الفائدة الإشارة هنا إلى أنّ الأستاذ الأفغاني قد كتب في شباط سنة 1968 تقريرًا رفعه إلى الجامعة السورية، أشار فيه إلى أغلاط المنجد والمنجد الأبجدي وطبع في دمشق بفصلة خاصّة من (12) صفحة سنة 1969.
كما ولا أنسى الإشارة إلى لقاء مجلّة الفيصل السعودية [68] مع الأستاذ الأفغاني رحمه الله حول النحو العربي وما يتصل به من قضايا معاصرة، وقد دار اللقاء حول: قضيّة تيسير النحو وخصومة القدماء والمحدثين، وقضيّة ضعف الطلاّب أسبابها وعلاجها، وقضيّة الشّواهد.
وقد ذكر الدكتور محمود الربداوي [69] وهو يعدّد كتب الأفغاني أنّ له كتابًا اسمه (منهج القواعد العربيّة)، وذكر له الدكتور عفيف عبد الرحمن [70] كتابًا بعنوان (البحث اللغوي في بلاد الشام). ولم أتبيّن الأوّل منهما إلا إذا كان مخطوطًا، أمّا الثاني فأظنّه كتاب (حاضر اللغة العربية في الشام).
وأيّ كان، فإنّ هذه المؤلفات بعمقها وفائدتها إنما صدرت عن رجل له دراية ودربة في كتب التراث، وخبرة حافلة في البحث والتدريس، وستبقى علامات دالّة لطلبة العلم والبحث العلمي.
الكتب التي عُني بتحقيقها
¥