تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - إنني إذا أنوه بفضل مشايخنا وعلمائنا, فإنني أؤكد حقيقة لا نتذكرها إلا عندما نفقد هؤلاء الأعلام أطال الله في أعمارهم فننساهم أحياء وعند فقدهم نقيم عليهم مأتماً وعويلا. والجدير بنا أن نكرمهم في حياتهم, وان ننشر علمهم وفضلهم, وخاصة أننا نرى يد المنون تتخطف علماء أفاضل أمثال: (بن باز, والطنطاوي, والزرقا, والمجذوب, والعرقسوسي, وعطية, والقطان ... ) وغيرهم كثير.

2 - إننا نفقد هذه الأيام الأسوة الحسنة, والمثال الرائد, الذي نطالب الأجيال أن تتأسى به, وتسير على نهجه, وتقتبس من علمه وفضله, فحري بنا أن نتخذهم أسوة وقدوة ونعرف الأبناء فضلهم ومكانتهم.

3 - إن في سيرة حياتهم, وعلومهم, وطريقة تعليمهم, وما كتبوا من كتب نبراساً يحتذى, وطريقاً يتبع خاصة أنهم حرموا نعمة البصر, فأبدلهم الله بها نور البصيرة والهدى والمعرفة.

وإنها لمناسبة جميلة أن أذكر بفضل شيخنا -حفظه الله-, من دأبٍ على العلم ومتابعته له, وصبر على التلاميذ ورعاية لهم, والسؤال عن أحوالهم, وتقديم مايستطيع من عون ومساعدة لهم, وتجمله بالخلق الحسن دماثة, وملاطفة, ومحاسنة, وسعة صدر, ومقدرة على المتابعة, والتحمل: فما إن تنتشر أنوار الفجر بين جبال مكة وفجاجها, حيث ينبعث صوت القرآن في منزل الشيخ يفوح عطراً وينتشر أريجاً, ويعبق به المكان فتحل السكينة, وتصفو النفوس, وتسمو الأرواح.

فالطلاب يتتابعون في قراءاتهم كلٌ بدوره، فهذا يقرأ بحفص, وذاك لورش, والثالث لقالون, فيطلب من هذا مراعاة المد, أو الغنة, أو الإدغام. وقد يشرح فكرة أو يقف عند كلمة. فهذا ديدنه من شروق الشمس إلى الظهيرة, ومن العصر إلى ما بعد العشاء. فرادى وجماعات, شيبا ًوشباباً, نساءً ورجالاً, كلٌ بدوره وكلٌ بوقته, فجزاك الله يا شيخنا خير الجزاء, فإن كنت قد حرمت من نعمة البصر فقد عوضك الله نور البصيرة ومن عليك بنور القرآن فكنت هادياً مهدياً. ولم يمنع الشيخ متابعة طلابه ومريديه من التأليف والكتابة فصدر له عدة كتب وجميعها في أصول التجويد والقراءات.

بعض وصايا الشيخ: ا

أسأل الحافظين والحافظات الذين اختارهم الله لكتابه إفراداً أو جماعات أن يحافظوا على هديتهم الربانية التي خصهم الله بها من سائر الناس، وأن عليهم أن يتمسكوا بهذا الكتاب ويمثلونه بأنفسهم، وعلى حياتهم قولاً وفعلاً، ومعاملة وخلقاً، اقتداءاً برسول الله e حتى يتصور الناس إذا رأوهم أنهم قرآنا يمشي على الأرض.

ونذكرهم بأن الله اصطفاهم من هذه الأمة، فليحفظوا اصطفاءهم وأنهم من أهل الله وخاصته فليحمدوا الله على ذلك.

وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

http://www.quraat.com/about_me7.html

ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[06 - 09 - 03, 01:10 م]ـ

هو الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن خلف بن عبدالله الدوسري، ولد في البحرين سنة 1332هـ، حيث كان أبواه يقيمان فيها بعد قدومهما من الكويت، التي نزح إليها والده من بلاد القصيم بنجد، وبعد ولادته بأشهر عاد به والده إلى الكويت، حيث نشأ وترعرع في حيِّ "المرقاب" الذي كان معظم ساكنيه من أهالي نجد. وقد تلقى العلم في "المدرسة المباركية"، حيث درس الفقه والحديث والتوحيد والفرائض والنحو، ومن العجيب أنه حفظ القرآن الكريم كله في أسابيع معدودة، كما يقول عن نفسه، وتلك ولاشك ملكة في الحفظ نادرة، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وقد مرن على الحفظ، حتى أنه كان يستظهر كل ما يعجبه من الكتب شعراً ونثراً، عن ظهر غيب وبكل يسر. ولقد سمعتُ من معالي الأخ عبدالرحمن سالم العتيقي عن حافظة الشيخ الدوسري القويَّة، أول قدومي للكويت، فلم أصدِّق أنه على هذ المستوى، حتى وقفتُ على الأمر بنفسي، ولمسته من خلال صلتي بالشيخ الدوسري وقربي منه، وعبر ما يطرحه إخواننا في الندوة الأسبوعية مساء الجمعة، من أسئلة يجيب عنها بإيراد النص بكامله من المرجع الذي يحفظ منه، بحيث لو فَتَحْتَ الكتاب وتَتَبَّعتَ جوابه، لوجدته بالنص دون تصرُّف، فسبحان الله الوهاب. لقد لازم الشيخ الدوسري كبار المشايخ مثل: الشيخ عبدالله خلف الدحيان، والشيخ صالح عبدالرحمن الدويش في الكويت، والشيخ قاسم بن مهزع في البحرين، وغيرهم من الشيوخ الآخرين، وكان شغوفاً بالعلوم، حريصاً على نشرها وتوزيع الكتب على طلبة العلم والراغبين في القراءة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير