تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهو منقول عن سليمان بن حرب كما ذكره السفاريني في غذاء الألباب نقلا عن ابن عبد البر قال: وَرَخَّصَ فِيهِ - أي تقبيل اليد - أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ عَلَى وَجْهِ التَّدَيُّنِ، وَكَرِهَهُ آخَرُونَ كَمَالِكٍ.

وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: هِيَ السَّجْدَةُ الصُّغْرَى.

قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: يُقَالُ تَقْبِيلُ الْيَدِ إحْدَى السَّجْدَتَيْنِ ".

فربما ظهر للشيخ محمد حفظه الله هذا المعنى - الخضوع والذلة التي تمس التوحيد ولو من بعيد - فقال ما قال، وإن كان عامة الناس يقبلون أيدي علمائهم احترماً لهم وتقديراً، يبتغون بذلك التقرب إلى الله، لا خضوعا وتذللا، وهذا هو الأصل، ولذا نقل عن كثير من السلف فعله بل قال بعضهم: " الْقُبْلَةُ سُنَّةٌ ".

قَالَ الْمَرُّوذِيُّ: سَأَلْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قُبْلَةِ الْيَدِ، فَقَالَ: إنْ كَانَ عَلَى طَرِيقِ التَّدَيُّنِ فَلَا بَأْسَ، قَبَّلَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

وَإِنْ كَانَ عَلَى طَرِيقِ الدُّنْيَا فَلَا إلَّا رَجُلًا تَخَافُ سَيْفَهُ أَوْ سَوْطَهُ.

وَقَالَ الْمَرُّوذِيُّ أَيْضًا: وَكَرِهَهَا عَلَى طَرِيقِ الدُّنْيَا.

وَقَالَ تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ التَّابِعِيُّ: الْقُبْلَةُ سُنَّةٌ.

وَقَالَ مُهَنَّا بْنُ يَحْيَى: رَأَيْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَثِيرًا يُقَبِّلُ وَجْهَهُ وَرَأْسَهُ وَخَدَّهُ وَلَا يَقُولُ شَيْئًا.

وَرَأَيْته لَا يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ، وَرَأَيْت سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُد الْهَاشِمِيَّ يُقَبِّلُ جَبْهَتَهُ وَرَأْسَهُ، وَلَا يَمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا يَكْرَهُهُ.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْإِمَامِ: رَأَيْت كَثِيرًا مِنْ الْعُلَمَاءِ وَالْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ وَبَنِي هَاشِمٍ وَقُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ يُقَبِّلُونَهُ يَعْنِي أَبَاهُ بَعْضُهُمْ يَدَهُ وَبَعْضُهُمْ رَأْسَهُ وَيُعَظِّمُونَهُ تَعْظِيمًا لَمْ أَرَهُمْ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِأَحَدٍ مِنْ الْفُقَهَاءِ غَيْرَهُ، وَلَمْ أَرَهُ يَشْتَهِي أَنْ يُفْعَلَ بِهِ ذَلِكَ.

وَقَالَ لَهُ إسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ: تَرَى أَنْ يُقَبِّلَ الرَّجُلُ رَأْسَ الرَّجُلِ أَوْ يَدَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ.

وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: تَقْبِيلُ الْيَدِ لَمْ يَكُونُوا يَعْتَادُونَهُ إلَّا قَلِيلًا.

قال ابن الأعرابي في القبل والمعانقة والمصافحة: "ثنا أبو داود قال: ثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا يزيد بن أبي زياد، أن عبد الرحمن بن أبي ليلى، حدثه، أن عبد الله بن عمر حدثه، وذكر، قصة قال: «فدنونا من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فقبلنا يده»

ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا محمد بن فضيل بن غزوان، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه: «أنه قبل يد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، هو وأصحابه»

وحدثنا أبو سعيد الحارثي، إملاء قال: ثنا سعيد بن عامر قال: ثنا شعبة، عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك قال: «أتيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وعنده أصحابه كأن على رءوسهم الطير، فجاء الأعراب فسألوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم قام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وقام الناس فجعلوا يقبلون يده، فأخذتها ووضعتها على وجهي، فإذا هي أطيب من ريح المسك، وأبرد من الثلج»

حدثنا محمد بن إسماعيل، ثنا الحسن بن علي، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أنبأ عاصم ابن بهدلة قال: «ما قدمت على أبي وائل قط من سفر إلا قبل كفي ".

حدثنا محمد بن إسماعيل، ثنا قبيصة بن ذؤيب قال: ثنا سفيان، عن زياد بن فياض، عن تميم بن سلمة قال: لما قدم عمر رضي الله تعالى عنه الشام تلقاه أبو عبيدة قال: فقبل أبو عبيدة يد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، فكانوا يرون أنها سنة، ثم خليا فجعلا يبكيان

حدثنا محمد بن علي الصائغ، ثنا سعيد، ثنا سفيان، عن مالك بن مغول، عن طلحة: «أنه قبل يد خيثمة» قال مالك: وقبل طلحة يدي

حدثنا الصائغ، ثنا الحسن قال: قال لي حسين الجعفي: «ربما فعله لي سفيان يعني ابن عيينة، يعني يقبل يده»

حدثنا أحمد بن زيد، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن مسعر، عن زياد بن الفياض، عن تميم بن سلمة، أن أبا عبيدة بن الجراح: «قبل يد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى حين قدم الشام»

حدثنا أبو جعفر أحمد بن زيد، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن مالك بن مغول، عن طلحة قال: «قبل خيثمة يدي» وقال مالك: قبل طلحة يدي

حدثنا أبو قلابة، ثنا سكن بن نافع الباهلي، ثنا شعبة، عن مالك بن مغول قال: «رأيت خيثمة قبل يد طلحة بن مصرف»

حدثنا محمد بن العباس الغساني، عن ابن أبي الحواري، ثنا وكيع، والفريابي، جميعا عن مالك بن مغول، عن طلحة قال: «دخلت على خيثمة، فقبل يدي، وقبلت يده» قال وكيع: «إنها صلحت حين قبلت للآخرة، وإنها فسدت حين قبلت للدنيا» ".

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير