وقد عني بدراسة الحديث النبوي الشريف منذ شبابه، فملك عليه عقله وقلبه وتوجه إليه بالكلية وانكب على معرفة دقائقه، ولا سيما علم التراجم والرجال والعلل، وطوّف من أجله في البلدان للقاء المشايخ الكبار، والتقى العلماء وأفاد من علومهم، وأجازه ثلة خطيرة من متقنيهم، منهم: محدث الهند غير مُدَافع الإمام العلامة المحدث المحقق المدقق الشيخ حبيب الرحمن بن محمد صابر الأعظمي، وقد أجازه بجميع ما يجوز له وعنه روايته، وبما تحويه "رسالة الأوائل" للشيخ سعيد سنبل عن شيخه أبي الأنوار محمد بن عبد الغفار المئوي عن الشيخ عبد الحق المهاجر المكي، وبما قرأ وسمع على شيخ مشايخ الهند الشيخ أنور شاه الكشميري والشيخ كريم بخش، والشيخ شبير أحمد صاحب "فتح الملهم" والشيخ أصغر حسين الديوبندي، وبما أجازه شيخه عبد الرحمن البوفالي.
ومنهم: الشيخ العلامة المحدث الشريف أبو محمد بديع الدين شاه الراشدي المكي بما تضمنه " ثبت الإجازة" بالرواية عنه.
وسمعت قطعة من صحيح البخاري وجامع الترمذي على شيخنا العلامة المحدث محمد مالك الكاندهلوي، شيخ الحديث بدار الحديث الأشرفية بلاهور من بلاد باكستان بقراءة شيخنا وصديقنا العلامة الشيخ عبد الفتاح أبي غدة وبعضه بقراءتي، وكنا قد شددنا الرحال إليه بمعية فضيلة العلامة عبد الفتاح يرحمه الله، فأجازنا هو والشيخ العلامة عبد الفتاح أبو غدة بجميع ما تجوز لها روايته.
ومنهم: العلامة الفهامة الشيخ محمد عبد الحليم بن عبد الرحيم الحبشتي نزيل السند صاحب كتاب "البضاعة المزجاة لمن طالع المرقاة في شرح المشكاة، فقد أجازني بجميع ما تجوز له روايته عن شيوخه، ومنهم العلامة الشيخ محمد حسين أحمد المعروف بالمدني رئيس المدرسين بدار العلوم الديوبندية وغيره بما تضمنه كتاب "الكلام السديد في تحرير الأسانيد".
وأجازني العلامة الشيخ المولوي محمد أمين بن محمد عبد الرحيم الجيفوري بجميع مروياته عن شيوخه، وفي مقدمتهم الشيخ المكرم محدث العصر محمد يوسف البنوري الذي تحصَّرت من أجل الرحلة إليه، فلم يكتب لي ذلك.
ومنهم صديقي العلامة المحدث الشيخ حمدي بن عبد المجيد بن إسماعيل الحلاّجي الأنكصوري، وصديقي العلامة الشيخ محمد أنور البذخشاني، وقرأت عليه بمنزله بمدينة كراتشي من بلاد باكستان، فأجازني بجميع ما تجوز له روايته عن مشايخه الأعلام.
الوظائف الإدارية والعلمية:
وكان قد دخل في سلك الخدمة المدنية في الحكومة العراقية في 24/ 1 / 1962م حيث عيّن بالتاريخ المذكور كاتباً في المكتبة المركزية بجامعة بغداد، ثم انتقل منها للعمل في مكتبة معهد الدراسات الإسلامية العليا بجامعة بغداد أيضاً _1963م)، ونقل إلى وظيفة معاون ملاحظ في المكتبة المذكورة (1964م)، ثم تفرّغ للدراسة العليا (1965 ـ 1967م)، وعيّن مساعد باحث في كلية الشريعة بجامعة بغداد سنة 1967م، ثم عيّن معيداً في الكلية المذكورة في السنة نفسها، ومحاضراً في كلية الإمام الأعظم وكلية الدراسات الإسلامية والجامعة المستنصرية (1967 ـ 1969م)، ثم مدرساً في قسم التاريخ بكلية الآداب (1970 ـ 1974م)، ثم أستاذاً مساعداً (1974 ـ 1980م). ثم نال مرتبة الأستاذية (بروفسور) سنة (1981م). وتولى رئاسة قسم التاريخ بكلية الآداب (1980 ـ 1981م)، ثم أستاذاً متفرغاً للبحث العلمي في مركز إحياء التراث العلمي العربي بجامعة بغداد. وأشرف في أثناء ذلك على عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه. وتولى على مدى ثلاث سنوات (1989 ـ 1992م) رئاسة ((جامعة صدّام للعلوم الإسلامية)) حيث أشرف على تأسيسها ووضع مناهجها وبرامجها، وإقامة قواعدها على وفق الأسس الإسلامية الصحيحة القائمة على الكتاب والسنة والابتعاد بها عن الحزبية من كل نوع.
وعين سنة 1992 ـ 1994 أستاذاً للحديث والتفسير في جامعة عمان الأهلية. وأستاذاً في جامعة البلقاء التطبيقية منذ سنة 2004م، ثم أستاذاً للحديث في جامعة العلوم الإسلامية العالمية.
وقد اختير منذ سنة 1981م خبيراً في المجمع العلمي العراقي، وانتخب سنة 1986م عضواً عاملاً فيه، ثم انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية الأردني سنة 1988م، وعضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 2002م.
وفي الرابع من ربيع الآخر سنة 1409هـ الموافق للرابع عشر من تشرين الثاني سنة 1988م صدرت الإرادة الملكية الهاشمية في عمّان بمنحه شهادة العضوية في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية ((مؤسسة آل البيت)) تقديراً لمكانته الفكرية وللجهود التي قدمها في بناء الحياة الثقافية الإسلامية المعاصرة، وانتخب منذ سنة 1992م عضواً في مجلس المجمع.
وفي سنة 1987م انتخب عضواً في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة.
وفي سنة 1988م اختير عضواً في هيئة أمناء المعهد الإسلامي العالي للدراسات الإسلامية العليا في الولايات المتحدة (كولومبيا ـ ماريلاند).
وفي سنة 1989م انتخب عضواً في المجلس الأعلى العالمي للمساجد في مكة المكرمة.
المؤتمرات العلمية:
وشارك في عدة مؤتمرات علمية دولية قدّم فيها بحوثاً منها: المؤتمر الدولي للتاريخ والآثار (بغداد 1973م)، ومؤتمر ابن عساكر (دمشق 1979م)، وندوة دراسة جنوب الجزيرة العربية (كيمبرج 1981م)، ومؤتمر تعريب العلوم (دمشق 1982)، والمؤتمر الإسلامي الشعبي الأول في بغداد (1983م)، ومؤتمر اتحاد الجمعيات الإسلامية في كندا (جنيف 1983)، ومؤتمر أسلمة المعرفة (ماليزيا 1983)، والندوة الإسلامية في الباكستان (إسلام آباد 1984م)، والندوة الإسلامية العالمية (داكار 1985م) والمؤتمر الإسلامي الشعبي الثاني (بغداد 1985)، حيث انتخب سكرتيراً عاماً للجنة المتابعة المنبثقة عن هذا المؤتمر ثم أميناً عاماً له.
وكان من المؤسسين للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وقد انتخب رئيساً للجنة النشر والإعلام في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضواً في رئاسة المجلس المذكور الذي اتخذ القاهرة مقراً له. وحضر منذ سنة 1983م أكثر من ثمانين مؤتمراً إسلامياً رسمياً وشعبياً أسهم فيها إسهاماً فاعلاً وشارك في صياغة قرارات وتوصيات العديد منها.
¥