وقال شيخنا العلامة محمد الكتاني بن عبد الهادي المنوني رحمه الله في رثائه (1): "وفي طليعة هذه الفئة الخالدة على الحق – أي: والتي أفنت أعمارها من أجل العلم – أستاذنا الشيخ الإمام أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد السلام السائح ... ".
وقال فيه الوزير الأديب الكاتب، شنتريني الزمان؛ أبو عبد الله محمد بن محمد المفضَّل غَرِّيط الأندلسي الفاسي في تقريظه لكتاب المترجَم "سَوق المهر إلى قافية ابن عمرو" ص أ: "العلامة القاضي الأجل، الفهامة الأديب الماجد الأفضل، صاحب الخلق الذي عَرفه فائح، والفكر الذي في لجج المعارف سابح ... ".
ثم قال ضمن قصيدة له فيه:
خير قاض عالمٍ مطلع===سالكٍ نهج ذوي العدل الكرام
رَقَّ طبعا وفهوما، فلذا===ملكت أفكارُه رِق الكلام
وقال المؤرخ عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة المري في "إتحاف المطالع" (2): "العلامة المشارك الحافظ، الحجة المطلع، البحاثة المعتني، من آخر من مثل العلم تمثيلا حقيقيا ... ".
وقال في "سل النصال": "العلامة الأصولي النظّار، المحدث المشارك في جل العلوم بتدقيق وتحرير وإمعان نظر، المذاكر المتواضع، من آخر من مثل العلم بالمغرب".
ووصفه العلامة الشريف القيطوني في "معجم المطبوعات المغربية" ص151 بقوله: "العلامة المشارك، الأصولي البياني، المحدث المفسر، المدرس النفاع، المحرر الموقت، المؤلف المتقن ... ".
ووصفه العلامة محمد بن الفاطمي ابن الحاج السلمي في معجم شيوخه ص208 بقوله: "فقيه علامة، مشارك مطلع محاضر، بيد أنه له براعة كبرى في فنون الحديث واللغة والأدب، والفلسفة والتاريخ ... وبالجملة؛ فهو أعجوبة الدهر، ويتيمة العصر، ومفخرة الزمان، يحق لكل من سبر غوره وحلل عبقريته ونفد إلى شخصيته العلمية النادرة أن يتمثل فيه بقول القائل:
حلف الزمان ليأتين بمثله===إن الزمان بمثله لبخيل
وبموته سقط حصن حصين من حصون العلم المنيعة، وصرح من صروح الثقافة الإسلامية المتينة، وخبا نجم كان يلمع في سماء المعارف الواسعة، والآداب العريضة ... ". انتهى باختصار.
مؤلفاته:
ترك المترجم رحمه الله مؤلفات كثيرة تقارب الخمسين، بين مقالة وكتاب، كلها في مكتبة نجله الأستاذ الحسن السائح رحمه الله كما شافهني نفسه بذلك، ومنه انتقلت إلى ورثته بالرباط.
وكان يسير في مؤلفاته بنفس السيرة التي كان يسير في دروسه التي أسلفنا وصفها أعلاه، فيجد المرء نفسه في بستان من المعاف لا يبتدئها حتى يجد نفسه أنهاها، وهو في شوق إليها، مازجا العقل بالنقل، والعلوم ببعضها، والفلسفة بالتشريع، والبحر بالبر، غير مقتصر على علم واحد ...
ولله در الإمام المجتهد، حجة الإسلام، مجدد الإسلام على رأس القرن الرابع عشر، وجيه الدين أبي الفيض محمد بن عبد الكبير بن محمد الكتاني الحسني حيث قال في كتابه "خبيئة الكون" ص263: "ليس من شأن العالم أن يتوخى فنا واحدا، ولا المؤلف أن يقتصر على علم واحد، لما أنه يدل على ضعف العارضة في العلوم ... ".
وقس هذا بحال صعافقة الوقت الذين لم يقتصروا على اقتصارهم على علم واحد، بل حتى هذا العلم تهافتوا فيه وتذبذبوا وأخطؤوا، ولا حول ولا قوة إلا بالله على فساد الزمان وأهله.
فمن مؤلفاته:
1– الاتصال بالرجال. وهي فهرسة شيوخه.
2 - إتيان السول، بذكر ما خلّف الرسول. صلى الله عليه وسلم.
3 - إثمد الجفن، في عدم إعادة صلاة الجنازة الناقصة التكبير بعد الدفن. توجد منه نسخة بالخزانة الحسنية بالرباط، رقم: 6573، في 26 صفحة.
4 - الأجوج، الكاشف عن سر ذي القرنين ويأجوج ومأجوج.
5 - الإدريسي مخترع الكرة الأرضية.
6 - أسبوع في باريز. ملأه بمسائل فقهية نفيسة. توجد نسخة بالخزانة الحسنية بالرباط، رقم 6573، في 26 صفحة.
7 - إشراق الحلَك بتاريخ علم الفلَك.
8 - إعجاز القرآن. طبع كمقال في مجلة "دعوة الحق" المغربية، السنة الثانية أبريل 1959، ص 19 - 25.
9 - تحقيق الأمنية مما لاح لي من حديث "غنا أمة أمية". طبع. وهو عظيم في بابه، في فلسفة التشريع وفهم الدين مطلقا، وصرح فيه بعقيدته الأثرية، ومنهجهه في الفقه.
10 - تدفق العلم من غار حراء.
11 - تقريظ مطول لكتاب العلامة ابن زيدان: "تبيين وجوه الاختلال". طبع. وموضوعه: توحيد الأهلة ووجوب ذلك.
12 - تكوين الجنين في القرآن والحديث. طبع.
13 - التنبيه إلى أحكام التشبيه.
¥