الحشاشة، مستبشر البشاشة، مشحوذ الشفار، منتشر الشرار، شتاماً للأشرار، شحاذاً
بالأشعار، يشرخ ويحوش، فينتقش المنقوش، بمشيئة الشديد البطش، الشامخ العرش،
وتشريفه لبشير البشر، وشفيع المحشر.
ـ[محمد جمعة]ــــــــ[24 - 09 - 2009, 12:18 ص]ـ
وله مما ذكره في المقامات، هذه الأبيات المشتملة على التجنيس: وأحوى حَوَى رِقَي برِقَّةِ لفظهِ وغادَرَني إِلْفَ السُّهادِ بغَدْرِهِ
تصدًَّى لِقتلي بالصُّدودِ وإِنَّني لَفي أسْرِه مُذْ حازَ قلبي بأَسْرهِ
أُصدّقُ منه الزُّورَ خوفَ ازْوِرارِه وَأَرضَى استماعَ الهُجْرِ خِيفةَ هَجْرهِ
وأستعذبُ التّعذيبَ منه وكُلَّما أَجَدَّ عذابي جَدَّ بي حُبُّ بِرّهِ
تناسى ذِمامي والتَّناسي مَذَمَّةٌ وَأحْفَظَ قلبي وهو حافظُ سِرّهِ
له منّيَ المدحُ الّذي طابَ نَشْرُهْ ولي منه طَيُّ الُودِّ من بعدِ نَشرهِ
ولولا تَثنّيهِ ثَنَيْتُ أَعِنَّتي بِداراً إلى مَنْ أجتلي نورَ بدرهِ
وإِنّي على تصريف أمري وأمره أَرى المُرَّ حُلْواً في انقيادي لأمرِهِ
ومن رسائله ... وبعد الاختصار:
إذا كانت المودات أنفس المرام المخطوب، وأنفع ما اقتني لدفع الخطوب، فلا لوم على من استعفى قدمه لطلبها، واستنطق قلمه لخطبها، لا سيما إذا كان مما يعجب المتأمل، ويسعف المؤمل، كمودته التي تضرب بها الأمثال، وتسجل على أن ليس لها مثال. هذا، وأنا على المغالاة في الموالاة، وعلى هذه الصفات في المصافاة، أشفق من اشتباه لتراخي خدمتي،
وأعترف بوجوب معاتبتي، وأعتذر من معظم هفوتي، لتمادي جفوني. ولولا أن لمفتاح
حضرته وقفة المتهيب، وخجلة القطر الصيب، لما استهدف قلمي لمرامي الكلام .....
وقوله في ما لا يستحيل بالانعكاس: أُسْ أَرْمَلاُ إذا عرا وارْعَ إِذا المرءُ أسا
أَسنِدْ أخا نَباهةٍ أَبِنْ إخاءً دُنِّسا
أُسْلُ جَنَابَ غاشمٍ مُشاغبٍ إن جَلسَا
أُسْرُ إِذا هَبَّ مِرا وارْمِ به إِذا رَسا
أُسكُنْ تَقَوَّ فعسى يُسْعِفُ وقتٌ نكَسَا
ومن المنثور المذكور، من الجنس الذي لا يستحل بالانعكاس، قوله:
ساكب كاسٍ. لم أخامل. كبر رجاء أجر ربك. من يرب إذا برينم. سكت كل من نم
لك تكس. لذ بكل مؤملٍ إذا لمَّ وملك بذل.
ولا تُكثِرَنَّ على صاحب فما مُلَّ قَطُّ سِوى الواصلِ
وقوله في أخرى:
اسِمَعْ أُخَيَّ وصيّةً من ناصح ما شابَ مَحْضَ النُّصحِ منه بغِشِّهِ
لا تَعْجَلَنْ بقضيّة مبتوتة في مدحِ مَنْ لم تَبْلُهُ أو خَدْشهِ
وقِفِ القضيّةَ فيه حتّى تجتليِ وَصْفَيْهِ في حالَيْ رِضاهُ وبطشهِ
ويَبِينَ خُلَّبُ برقِه من صدقه للشّائمينَ ووَبْلُه من طَشِّهِ
فهناك إِنْ تَرَ ما يَشِينُ فَوارِهِ كرماً وإِنْ تَرَ ما يَزِينُ فأَفْشِهِ
ومَنِ استحقَّ الارتقاءَ فرَقِّهِ ومَنِ استحطَّ فحُطَّهُ في حُشِّهِ
واعَلمْ بأنَّ التِبْرَ في عِرق الثَّرَى خافٍ إلى أن يُستثارَ بنَبْشِهِ
وفضيلةُ الدّينارِ يظهَرُ سِرُّها من حكّهِ لا من ملاحة نقشِهِ
ومن الغباوة أن تعظِّم جاهلاً لصِقال ملبسِه ورونقِ رَقْشِهِ
أو أن تُهينَ مهذَّباً في نفسه لدُروس بِزَّتِه ورَثَّةِ فُرْشِهِ
ولَكَمْ أخي طِمْرَيْنِ هِيبَ لفضله ومُفَوَّفِ البُرْدَيْنِ عِيبَ لفُحشهِ
وإذا الفتى لم يَغْشَى عاراً لم تكن أَسمالُه إلا مَراقِيَ عرشِهِ
ما إِنْ يضُرُّ العَضْبَ كَوْنُ قِرابه خَلَقاً ولا البازي حقارةُ عُشِّهِ
وقوله في رسالته الرقطاء:
سيّدٌ قُلَّبٌ سَبُوقٌ مُبِرٌّ فَطِنٌ مُعرِبٌ عَزُوفٌ عَيُوفُ
مُخْلِفٌ مُتلِفٌ أَغَرُّ فَرِيدٌ نابِهٌ فاضلٌ ذكيٌّ أَنوفُ
مُفْلِقٌ إِنْ أَبانَ طَبٌّ إذا نا بَ هِياجٌ وحَلَّ خَطْبٌ مَخُوفُ
وفيها:
فلِذا يُحَبُّ ويُستَحبُّ عَفافهُ شَغَفاً به فلُبابُه خَلابُ
أخلاقُه غُرٌّ تَرِفُّ وفُوقُه فُوقٌ إذا ناضَلْتَه غَلابُ
سُجُحٌ يَهَشُّ وذو تَلافٍ إن هفا خِلٌّ فليس بحقذه يرتابُ
لا باخلٌ بل باذلٌ خِرْقٌ إذا يُعْتَرُّ بَرْزٌ لا يَلِيهِ بابُ
إِنْ عَضَّ أَزْلٌ فَلَّ عَرْبَ عِضاضِه بمَنابِهِ فانْحَتَّ منه نابُ
وفيها:
فلا خَلا ذا بهجةٍ يمتدُّ ظِلُّ خِصْبِهِ
فإِنَّه بَرٌّ بمَ، ْ آنَسَ ضوءَ شُهْبِهِ
زانَ مزايا ظَرْفِه بلُبْسِ خوفِ ربِّهِ
وقوله في مقامة أخرى:
لا تسألِ المرءَ مَنْ أَبوه ورزْ خِلالَهُ ثمَّ واصِلْهُ أو فاصْرِمْ
فما يَشِينُ السُّلافَ حينَ حلا مَذاقُها كونُها ابْنَةَ الحِصْرِمْ
وقوله في أخرى:
يقولون إِنَّ جمالَ الفتى وزينتَهُ أَدبٌ راسخ
وما إِنْ يَزِينُ سِوى المُكْثِرينَ ومَنْ طَوْدُ سُؤدَدِه شامخ
وأمّا الفقيرُ فخيرٌ له من الأدب القُرْصُ والكامِخ
وأيُّ جمالٍ له أن يقالَ أديبٌ يعلِّمُ أو ناسخ
وقوله في الأبيات العواطل:
أَعْدِدْ لحُسّادك حَدَّ السِّلاحْ وأورِدِ الآمِلَ وِردَ السَّماحْ
وصارِمِ اللهوَ ووصلَ المَها وَأعمِلِ الكْومَ وسُمْرَ الرِّماحْ
واسْعَ لإدراكِ محلٍّ سما عِمادُه لا لادّرِاع المِراحْ
واللهِ ما السُّؤُدَدُ حَسْوُ الطِّلا وملا مَرادُ الحمدِ رُؤْدٌ رَداحْ
واهاً لحُرٍّ صدرُه واسعٌ وهمُّه ما سَرَّ أهلَ الصَّلاحْ
مَوْرِدْه حُلْوٌ لِسُؤّالِه وما لهُ ما سألُوه مُطاحْ
ما أسمعَ الآمِلَ رَدّاً ولا ماطَلَهُ والمَطُّلُ لؤمٌ صُراحْ
ولا أَطاعَ اللهوَ لمّا دعا ولا كسا راحاً له كأسَ راحْ
سَوَّدَهُ إِصلاحُه سِرَّهُ ورَدْعُه أهواءَه والطِمّاحْ
وحصَّلَ المدحَ له علمُهُ ما مُهِرَ العُورُ مُهورَ الصِّحاحْ ........
¥