تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[جلمود]ــــــــ[25 - 02 - 2010, 10:59 م]ـ

كَأَنَّ مِشيَتَها مِن بَيتِ جارَتِها ** مَرُّ السَحابَةِ لا رَيثٌ وَلا عَجَلُ

ذهبت إلى تابعي صخر بن سنان العبشمي ذات يوم ومعي كناش من كاغد، فسلمت وجلست

ثم قال لي: ما الذي تحمله في كناشك؟

- قلت: خبر لحسان بن صالح.

- فضحك حتى بدت ضروسه ثم قال: اقرأه.

- قلت:

عن الهيثم بن عدي قال: كنا جلوسا عند صالح بن حسان

- فقال لنا أنشدوني بيتا خفرا في امرأة خفرة شريفة.

- فقلنا قول حاتم

يُضِيءُ لها البيتُ الظليلُ خصاصُه ... إذا هِيَ يَوْماً حاولَتْ أن تبسَّما

- فقال: هذه من الأصنام أريد أحسن من هذا

- قلنا قول الأعشى

كأنَّ مِشْيَتَها مِنْ بَيْتِ جارتِها ... مَرُّ السحابة لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ

- فقال: هذه خراجة ولاجة كثيرة الاختلاف

- قلنا بيت ذي الرمة

تَنُوءُ بأُخراها فلأياً قِيامُها ... وتَمْشي الهُوَيْنا مِنْ قَرِيبٍ فتُبْهَرُ

- فقال: هذا ليس ما أردت إنما وصف هذه بالسمن وثقل البدن.

- فقلنا: ما عندنا شيء ف

- قال: قول أبي قيس بن الأسلت

ويكرِمُها جاراتها فيزرْنَها ... وتَعْتَلُّ عن إتيانِهنَّ فتُعْذَرُ.أ. هـ

فلما انتهيت من الخبر ظل يضحك حتى بدت نواجذه من خلف ضروسه.

- فقلت: أضحك الله نواجذك! ما الأمر؟

- قال ضاحكا: لأنها تهر عند المطعم.

- قلت: رحمك الله، هلا أفهمتني!

- قال: أو تريد؟

- قلت: نعم.

- قال: اذهب إلى الشاحج بمعرة النعمان، واطلب منه أن يخبرك ما أخبر به أبا العلاء المعري حول معلقة أبي بصير، ثم أعطه خاتمي وقل له إن سيدك صخر بن سنان العبشمي يأمرك أن تخبرني ما لم تخبر به أبا العلاء المعري من أمر هذا البيت.

- قلت: أغلس من ليلتي هذه.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[26 - 02 - 2010, 03:09 ص]ـ

طال شوق الجلاس إلى ما بعد الإغلاس

ـ[ساهر22]ــــــــ[26 - 02 - 2010, 02:32 م]ـ

أيها الجلمود ...

لله أنت ... فقد سافرت بنا في عالم الجن والعفاريت على غرار مافعل صاحب رسالة الغفران بيد أنك تنوع مابين فن النقد ومتعة الحوار.

كلامك رائع ممتع ... لا أبالغ إن قلت أنتظرك بشوق.

ـ[جلمود]ــــــــ[27 - 02 - 2010, 01:53 ص]ـ

طال شوق الجلاس إلى ما بعد الإغلاس

حياك الله وبياك أبا سهيل!

صبرا وخبزٌ!:)

ـ[جلمود]ــــــــ[27 - 02 - 2010, 01:59 ص]ـ

أيها الجلمود ...

لله أنت ... فقد سافرت بنا في عالم الجن والعفاريت على غرار مافعل صاحب رسالة الغفران بيد أنك تنوع مابين فن النقد ومتعة الحوار.

كلامك رائع ممتع ... لا أبالغ إن قلت أنتظرك بشوق.

مرحبا بك أخي ساهر،

ونتمنى لك طيب السهر في شبكتنا الساهرة!

وتشرفنا متابعتك!

تحياتي!

ـ[السـ2007ـفير]ــــــــ[28 - 02 - 2010, 08:37 م]ـ

موضوع يستحق الشكر والتقدير

تقبل تحيـ (السـ2007ـفير) ـــــــــاتي

ـ[جلمود]ــــــــ[28 - 02 - 2010, 11:10 م]ـ

موضوع يستحق الشكر والتقدير

تقبل تحيـ (السـ2007ـفير) ـــــــــاتي

جزاك الله خيرا أخي السفير،

وأهلا وسهلا بك بين الفصحاء،

تحياتي!

ـ[جلمود]ــــــــ[01 - 03 - 2010, 04:00 ص]ـ

غلست من ليلتي تلك فوصلت من الغداة، فلما قابلت الشاحج ألقيت عليه بخاتم صخر بن سنان وأخبرته بقوله فطفق يروي،

قال: أما ما أخبرت به أبا العلاء المعري فدونك:

قالت الضبع السلام عليك أيها الشاحج، إن لما تسأل جهة ومنفذا، وفي نفسي سؤال كنت أريد أن أسأل عنه بعض العلماء، وقد سمعت مخاطبتك للجمل فدلتني على فهمك ومعرفتك، وقد عزمت أن أسألك مسترشدة فأخبرني بما عندك أسع لك فيما تحب إن شاء الله.

وقد علم الشاحج أنها من أحمق البهائم، فيقد الله سبحانه أن ينطقه فيقول: هلمي لله أبوك. فتقول: لي ثلاث كنى متجانسات في اللفظ: أم عامر وهي المشهورة، وأم عويمر، وأم عمرو، قال الراجز:

يا أمَّ عمرو أَبشِري بالبشرى

موتٌ ذريع وجَرَادٌ عَظْلَى

وقال " قيس بن عيزارة ":

فإِنكَ إِذ تحدوكَ أمُّ عويمرٍ ... لَذو رَجْلةٍ حافٍ مع القومِ ظالعُ

فأخبرني أصلحك الله، أإياي عني القائل بقوله؟:

نَصُدُّ الكأسَ عنا أمُّ عمرٍو ... وكان الكأسُ مَجراها اليمينا

فيعجب الشاحج من حمقها ويقول متهزئاً: وهل عني غيرك؟ وإياك عني " جرير " بقوله:

يا أمَّ عمرٍو جزاكِ اللهُ مغفرةً ... رُدِّي عليَّ فؤادي كالذي كانا

وكل ما تسمعينه في الشعر الغزل من أم عمرو وأم عامر، فإياك عني به الشاعر، إذ ليس في الأرض بهيمة أحسن منك، لا سيما مشيك، ألم تسمعي قول الشاعر فيك؟

غَرَّاءُ فَرْعاءُ مَصقولٌ عَوارِضُها ... تمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجى الوَحِلُ

كأَن مِشيتَها من بيتِ جارتِها ... مرُّ السحابة لا ريثٌ ولا عجَلُ

فيسمع الجمل ذرء قوله فيقول: يا جعار، كم لحق بك من عار! إنك لبغي أتلي، هل لك في رجال قتلى؟ إن هذا الكذاب يهزأ بك وأنت لا تشعرين.

فتقول: أحسبك صادقاً أبا أيوب، لقد سمعت هذه الأبيات، وهي في امرأة يقال لها " هريرة ":

فيقول الشاحج

أنشدك الله هل تعلمين أنك تهرين عند المطعم؟ فتقول: اللهم نعم.

فيقول: أنت هريرة لا محالة!.

فتقول: الآن علمت صدقك وتحامل أبي أيوب عليك.

قال الشاحج: أما ما لم أخبر به أبا العلاء فدونك:

مرت السنون، وشابت الضبع وشاخت فجئتها زائرا لحاجة، فلما آنست منها وآنست مني

قالت: ألا تزال تراني هريرة التي قال فيها الشاعر:

كأَن مِشيتَها من بيتِ جارتِها ... مرُّ السحابة لا ريثٌ ولا عجَلُ

قال: كلا، فهذه امرأة خراجة ولاجة، أما أنت فأخفر النساء.

قالت: أتهزأ مني وأنا المقعدة الهرمة لا أغادر فراشا.

قال: أليس جاراتك يزرنك ويكرمنك إحسانا بك؟

قالت: بلى.

قال: ألست تعتذرين لهن عن زيارتهن لعجزك ومرضك؟

قالت: بلى.

قال: إذن أنت من قال فيك الشاعر:

ويكرِمُها جاراتها فيزرْنَها ... وتَعْتَلُّ عن إتيانِهنَّ فتُعْذَرُ.

وهذا بيت في أخفر النساء.

ويبقى الربط بين قول صخر بن سنان وصالح بن حسان والشاحج وبيت الأعشى الذي نحن بصدده.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير