تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كان هدف المحاورة أن يقف السؤال على العناصر الأساسية في بناء الرواية: السرد والحوار واللغة. لأنها المقومات الأساسية التي تسمى بها الكتابة عملا روائيا. وهي العناصر التي أصابها التشضي بدائه فانخرمت على النحو الذي وصفنا من قبل. غير أن الروائي يحيد عن ذلك كله، ليذهب إلى هاجس العالمية الذي يتخيله كامنا في المزج بين " الرواية المثقفة العالمية، التي تقدّم للقارئ مرآة تحمل ظلال الذات، وظلال الذكريات التي تجعلنا نستأنس بخصوصيتنا داخل هذا التنوع العالمي." ويستشهد ب"ويصحو الحرير" على النموذج الذي كُتب بحسب " إيماني وفلسفتي في الكتابة"، ولا تبتعد الخصوصية الذاتية التي يتحدث عنها الروائي في "ويصحو الحرير" عن مثل هذا المقتطف الذي تروي فيه البطلة شيئا عن ذاتها، حين تقول: «أنسل إلى الداخل، أترك خلفي المرأة الوحشية، أحس بجسدي داخل الشرشف كالأفعى، أحسه يتقشر كالبرتقالة، نار موقدة في شجرة عروقي، عارية ألتف بالشرشف الأبيض كالكفن. أفكر في يعقوب زوج أختي وأدعك عضوي الجنسي بعنف أفركه حتى يسيل اللعاب من فمي فأشعر بي على قمة الشبق فأشتعل ثم أرتخي. أبقى هكذا بعض الوقت ثم أبعد من رأسي صورة زوج أختي .. » (88) أو عن مثل هذا حين تقول: «ناولني الطفل علبة مالبورو. دون أن يرفع نظره من على جسدي الذي فصفصه حتى خلت أن بي أمرا ما. ربما فاجأتني العادة السرية ففضحتني في الشارع أمام المارة، المارة التي لا ترحمن. لم يرفع الطفل عينيه عني، شعرت وكأنما يعريني قطعة قطعة. لكم هم شرسون هؤلاء الأطفال. يولد الأطفال عندنا هكذا: أول ما يخرج من رحم الأم هو القضيب، ثم تزغرد النساء سبع مرات لطلوع القضيب ثم بعد ذلك تنزل القطع الأخرى التي لا أهمية لها كالرأس والقلب والعينين وما بقي من الجسد، تلك الأشياء زائدة يمكن الاستغناء عنها في هذا المجتمع الإسلامي المؤمن بالله وبجميع الرسل والأنبياء.» (99)

إيمان وفلسفة في الكتابة، لا يبتعدان كثيرا عن شذوذ جنسي ينخر النص واللغة نخرا مقرفا، ويفرغهما من الأدبية، لينتهي كل ذلك إلى امتهان للدين والهوية، التي قال عنها الروائي من قبل أنها " خصوصيته القادمة من ثقافة الأم. الأم بمعنى الحضارة، والأم بمعنى اللغة- الحليب " التي تشوه العربي المسلم، وتختزله في عضوه الذكوري، وتستغني عن باقي القطع، لا لشيء إلا لانتمائه إلى هذا "المجتمع الإسلامي المؤمن بالله وبجميع الرسل والأنبياء". ويسمي الروائي هذه "العملية الأسلوبية" تقنية يقول عنها: «وفي تصوّري أن اللغة العربية قادرة على أن تتأقلم مع فتنة التخريب دون أن تفقد سلطتها اللغوية أو ذاكرتها. فاللغة حين تقترب من الشعبي وتبتعد عن الديني تتحوّل إلى لغة الشعر، أي تتحوّل إلى لغة الحياة .. ومن هنا على الروائي أن يكتشف ويفاجئ اللغة في تلك اللحظات.» () لأن اللغة الجميلة في اعتقاده: «هي اللغة التي تستطيع التحدث عن الفسق، والله، والحياة اليومية.» (). وهو تخريب يتم على مستوى الأسلوب، والفكر والمعتقد. فلا يجد غضاضة في أن يعطف لفظ الجلالة على الفسق. ولا أن يتملق الآخر فيعزوا إليه كل فضل في تحديث اللغة العربية، حين يقول عن "جبران خليل جبران" وهو لا يقصده بالمدح طبعا: «هذا الشخص الذي خلخل اللغة العربية وحدّثها، وليس المصريون من حدّثوا اللغة، وإنّما أهل الشام (اللبنانيون والسوريون) وخاصة الجناح المسيحي منهم لارتباطهم بثقافة الغرب .. » ()

6 - خيبة التلقي:

يستهل الروائي حواره مع "جازية روابحي" () مجيبا عن السؤال التالي:

- جازية روابحي:

«أريد أن أبدا الحديث من آخر أعمالك الروائية، رواية "الرعشة" فالقارئ للعمل يشعر أن سيرورة الحبكة الرواية تتعقد مرات عديدة .. هل تعمد الروائي أمين الزاوي ذلك؟ أم يرجع ذلك إلى النفس الطويل المعتمد في سرد الأحداث من طرف الراوي آم أن السبب هو حدة ذكاء زهرة "بطلة الرواية" واستيعابها الكبير جعل الحبكة تتعقد أكثر؟

-الزاوي أمين:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير