تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 10:18 م]ـ

املأ القدح = واعص من نصح

وارو غلتي = بابنة الفرح

فالفتى متى = ذاقها انشرح

هذه قصيدة لمحمد سامي البارودي من تسعة عشر بيتا، وقد عارضها أحمد شوقي بقصيدة من سبعين بيتا وأولها:

مال واحتجب = وادعى الغضب

ليت هاجري = يعرف السبب

2 1 2 1 2 = 2 1 2 1 2

ويتألف كل شطر منها من خمسة مقاطع، وهي كلها تجري على هذا النسق الثابت بلا أي انحراف، ولذلك لم نضع واحدا من رموزها بين قوسين أو معكوفتين.

وقال شوقي في قصيدة أخرى من تسعة وسبعين بيتا:

حف كأسها الحببُ = فهي فضةٌ ذهبُ

أو دوائرٌ دُرَرٌ = مائجٌ بها لَبَبُ

وتقطيع أحد أبياتها مقطعيا على النحو التالي:

2 1 2 1 2 1 1 2 = 2 1 2 1 2 1 1 2

وهي كالنسق السابق مقاطعها ثابتة بلا أي انحراف، غير أنها تزيد عنه بثلاثة مقاطع في كل شطر

ولابن الرومي من قصيدة طويلة زادت أبياتها على المائة، يقول في أخرها:

أقسمت والحق له فضله = إذا التقى المحتج والشاغبُ

أنك مما يجتني المجتني = ولست مما يحطب الحاطبُ

فاعمر من النعماء في دولة = منصورة ليس لها قالبُ

وتقطيع البيت الأخير منها هو:

[2] [2] 1 2 2 [2] 1 2 2 1 2 = [2] [2] 1 2 2 [1] 1 2 2 1 2

ومع أن المعادلة التي تنص على أن [1] = [2] لا تزال سارية في هذا النسق، كما في غيره، إلا أنه لا يستحب فيه أن يتوالى مقطعان قصيران في أوله معا.

وقال رؤبة في أرجوزة من ستة وعشرين بيتا، أولها:

وبلد عامية أعماؤهُ = كأن لون أرضه سماؤهُ

أيهات من جوز الفلاة ماؤه = يحسر طرف عينه فضاؤهُ

وتقطيع البيت الأول منها على النحو التالي:

[1] [1] 1 2 [2] [1] 1 2 [2] [2] 1 2 = [1] [2] 1 2 [1] [2] 1 2 [1] [2] 1 2

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 10:32 م]ـ

والذي يبدو لي الآن، أن التقطيع بالمقاطع هين وسهل المتناول على جميع الناطقين بالعربية، بدليل إحجام الكل ممن اطلع على هذه التدريبات عن تقطيع إحدى القصائد مقطعيا ليحدد المتغير منها والثابت على النحو الذي بيناه في الأمثلة السابقة. ولا شك أن هذا التقطيع أهون بكثير من التقطيع الخليلي الذي جعل الكتاب يتنافسون في تيسيره، والطلب يزداد من قبل التلاميذ لمحاولة دراسته والعمل على إتقانه.

وإذن، فعند هذه المرحلة المبكرة من الدرس المقطعي يمكنني ان أزعم أن من عرف محتواه فكأنه قرأ وفقه كتابين في العروض أحدهما للمستشرق الألماني هنريش إيوالد كما ورد في كتاب قواعد اللغة العربية للمستشرق البريطاني رايت، والثاني للدكتور إبراهيم أنيس في كتابه موسيقى الشعر الذي تربت أجيال من العروضيين على طبعاته المتعددة. ذلك أن كلا هذين العروضيين قد اعتمد في شرحه للعروض العربي على المقاطع اللغوية كما بيناها، ولم تكن غايتهم منها أبعد من مجرد تيسير هذا العلم مع الدقة في فهمه. ومع ذلك فقد كان لإيوالد غرض آخر وهو أن يربط العروض العربي بأوزان الشعر اليوناني، وهو ما لا يتناقض مع الغرض الأول، إلا أن التيسير كان موجها للعقل الغربي لا العربي. والشيء الذي لم أهتم بمجاراتهم فيه هنا هو اعتمادهما على التفاعيل، والأول أفادنا بمعرفة الأقدام الإيامبية والإنتسباستية والأمفيبراخية والأنابيستية والأيونية. وأما الثاني فقد أطلعنا على مشروعه في تيسير العروض دون أن نتكلف حفظ الكم الهائل من مصطلحات الزحاف والعلة واسماء الأعاريض والضروب ما بين أول وثان وثالث .. إلخ.

ـ[خشان خشان]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 11:52 م]ـ

والأول أفادنا بمعرفة الأقدام الإيامبية والإنتسباستية والأمفيبراخية والأنابيستية

إليك ألأستاذي

http://alarood.googlepages.com/Meter-clock.GIF

http://pmoworld.forumotion.com/literary-discussion-f40/is-it-worth-it-t1122.htm

العروض العربي عملاق في صفاته إذا قيس بما أعرف من أعاريض. أدواتها تضيق عنه.

في ذهني عناصر للمقارنة التي تبين ذلك. حسبك أن تعرف أن أوزان بحورهم الأساسية في الآداب الرومانية والإغريقية وما يناظرها بنبر الانجليزية هي تكرار ل

11

22

1 2

2 1

2 1 1

1 1 2

فقط.

وأكبرها كما ترى مجموع أرقامه 4

في حين أن وحدة إيقاع الطويل = 3 2 3 4 ومجموع أرقامها 12

يرعاك الله.

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[01 - 04 - 2009, 07:57 م]ـ

أخي الكريم خشان

كنت أظنك شرعت في سفرك، فأجلت الرد لحين العودة الميمونة، ولكني رأيت لك مداخلة أخرى فعرفت أنك لا تزال بالجوار.

أما المقاطع فليست بضاعة المستشرقين وحدهم يسوقونها علينا، بل هي بضاعتنا منذ زمان الفارابي (ت 339 هـ) ثم ابن سينا (ت 428 هـ) وبعدهما ابن رشد (ت 595 هـ) ولهم في تحديد هذه المقاطع وغيرها من الدرس الصوتي ما يرقى إلى أحدث البحوث اللغوية في جامعات الغرب بما يملك أهلها من وسائل وأدوات علمية حديثة، فهم لم يكونوا مجرد مترجمين، بل شراحا ولهم إضافات مفيدة اعترف بها الدرس الصوتي الحديث.

أما رأي ميشيل أديب الذى يبدو أنه صادف هوى في نفسك، فإني أراه رأيا خاصا به وحده وقد يكون أفاد منه في تأليفه لكتابه في العروض كما أفاد من غيره.

وبالنسبة للأرقام التي استخدمتها في التعبير عن المقاطع فكانت ترمز إلى ترتيبها الذي ورد في الشرح النظري، ولم يكن ممكنا لي أن أكتب بدلا من تلك الـ characters المقطع القصير، المقطع الطويل، المقطع المديد على النسق الواحد، فاكتفيت بالإشارة إليها.

مداخلتك الثانية مهمة في نظري كثيرا، وتحتاج مني لوقت أتأملها فيه ولعلي أفيد منه فائدة جمة.

وسفرا موفقا وعودة بالسلامة إن شاء الله،،،،،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير