تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فصرنا نرفع الرايات بيضا ... نظافا قد غسلن وقد كوينَ

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 01:02 ص]ـ

الرواية العصرية

لمعلقة عمرو بن كلثوم التغلبي

إكتشفت أمريكا قبر الشاعر الجاهلي عمرو بن

كلثوم التغلبي، فأخذوا خلية من رفاته، وبعد

أن تمت عملية استنساخه واستوى رجلاً، كان

لا بد أن يقول معلقته الشهيرة، فقالها، ولكن

بلسان حاله كشاعر عربي مسلم، في زمن آل

فيه حال الشعر والعروبة والإسلام إلى ما نرى.

(ألا هُبّي بصحنكِ فاصبحينا)

وحيّي أهل ودِّكِ يا ظَعينا

وهاتي كل وُجدِكِ من عُقار ٍ

تُقَطِّبُ عند لذعتها الجبينا

إذا سطعتْ أنوفَ الشَّربِ خَرّوا

على حُرِّ الوجوه مُصَرَّعينا

لعلَّ أوارَها يسطو عميقاً

فيُسلي الصبَّ، أو يُنسي الحزينا

(صبنتِ الكأس عنّا أمَّ عمرو ٍ

ولا لومٌ إذا لم تَصبَحينا

فإني إذ توسَّمتُ النَّدامى

رأيتُ وجوه خَلْق ٍ مُنكَرينا

وقد أرعيتُهم بصري وسمعي

فلا اللبسَ ارتضيتُ، ولا الرَّطينا

وقال البعضُ: هم عَرَبٌ قحاحٌ

وقال البعضُ: بل هم مسلمونا

وذانِكَ تُهمتانِ، فلم أوجِّهْ

لهم لغةً، ولا آنستُ دينا

وعلمي تغلبٌ فنيتْ، وبَكرٌ

فكيف لعَمْرُ خالقنا حيينا

وكنا قبلُ لم نؤمن ببعثٍ

ولم نَكُ بالتناسخ مؤمنينا

أراد الأولون فما استطاعوا

لنا خُلداً كما قد تعلمينا

(بأنّا نورد الراياتِ بيضاً

ونُصدرهنّ حُمراً قد روينا)

ونشربُها ... لها أرجٌ ونورٌ

وإشفافٌ كما إذ تَبسِمينا

ونَحمِلُ فوق ضُمّرَ سابحاتٍ

إذا أوجسن غضبتنا ضَرينا

علينا كلُّ سابغةٍ تُماهي

لُعابَ الشمس، مُحكمةً وَضينا

وفي أيماننا شُطُبٌ ظِماءٌ

تُقاوي الكَفَّ أو تَردُ الوَتينا

وسُمرٌ لهذَميّاتٌ عَوالٍ

نَصبنا في أزجَّتِها المَنونا

وأقواسٌ مُوَتَّرةٌ صِلابٌ

يكاد يكون مُرسَلُها أذينا

وما أكلت سباعُ الطير منّا

ولا رتعت وحوشُ الأرض فينا

كذلك في ذُرى العلياء كُنّا

وشئنا للعروبةِ أن تكونا

وجاء الله بالإسلام ردءاً

لعزّتنا، وقوم ٍ أعقبونا

فأ ُلبِسْنا من التقوى جَلالاً

وأخلاقاً بَهرن العالمينا

إلى عزم ٍ عُروبيٍّ، أشَظَّتْ

قُواهُ بقوةِ الإيمان فينا

فقلنا: يافجاجَ الأرض ِ كوني

فكانت مثلما قلنا وشينا

وجاء الشرقُ يحدو الغربَ حدواً

وقالا: قد أتينا طائعينا

قصَرنا شأوَ قيصرَ، ثم عُجْنا

لنكسرَ بأسَ كسرى عامدينا

وسُدنا الأرضَ، أحباشاً وفُرساً

وأندلُساً وإفرنجاً وصينا

وسار الدهرُ، لا خَبَباً، ولكن

كما إذ تُلجمُ الشَّكِسَ الحَرونا

قروناً جَمَّةً .. ثم انتشينا

فأ ُبْدِلْنا بجُمّتنا (قُرونا)!!.

... ***

ألا فليعلم الأقوام أنّا

تضعضعنا، وأنّا قد ونينا

فصرنا نرفع الراياتِ بيضاً

نِظافاً، قد غُسِلن وقد كُوينا

وصرنا نخفضُ الهاماتِ ذلاّ ً

وننصبُ عرضنا للمُهدِفينا

فمن نكبٍ، إلى نكس ٍ، وعُدّي

مَجازرَ ما ثُؤرنَ ولا وُدينا

إلى كَفر ٍ، إلى دير ٍ، و بحر ٍ

دماءٌ لذةٌ للشاربينا

إلى حرم الخليل ومَن أبيدوا

هنالك راكعين وساجدينا

إلى صبرا، وشاتيلا، وقانا

و رام الله ... ولا تنسيْ جِنينا

متى تُنقَلْ رحى قوم ٍ إلينا

نكون بها الحمير الدائرينا

ندور بها .. تدور بنا علينا

فمفعولون نحن وفاعلونا

يكون ثفالُها ما شئتِ قُطراً

فما امتدت بلاد المسلمينا

سُلبنا القدسَ (قد علمت معَدٌّ)

وإحدى الضفتين وطورَ سينا

وضيّعنا جَنوب العز هدراً

وجَولان الإبا واسكندرونا

(وإن غداً وإن اليوم رهنٌ

و بعدَ غد ٍ بما لا تعلمينا)

ورثنا المجد، لكن للتباهي

ونعم الإرثُ، بئس الوارثونا

فنحن الصامتون إذا أ ُهِنّا

ونحن الصابرون إذا أذينا

ونحن الخانعون إذا ظُلمنا

ونحن الظالمون إذا ولينا

(ونحن إذا عماد الحَيِّ خَرََّتْ

على الأحفاض) من هلع ٍ خـ ..

إذا حَميَ الوطيس بنا، بَرَدنا

وإن بَرَد الوطيس بنا، حَمينا

ويشربُ غيرُنا صَفواً قَراحاً

ونشربُ وحدنا كدراً وطينا

وفي فتح القناني والجواري

أشاوسُ مُعلِمين مُجرّبينا

وفي فتح الحروبِ، نكون أيضاً

بمعنىً أو بآخر فاتحينا

فنحن – ولا شماتة – أهلُ عُجبٍ

على أنّا تنابلُ مُقعَدونا

عشقنا (الفَوْقَ) فوق العشق، حتى

كأن الفوقَ إرثُ أبي أبينا

فنحلم فوق أحلام الكُسالى

ونعجَز فوق عجز العاجزينا

ونكذبُ فوق كذب الناس طُرّاً

(ونجهلُ فوق جهل الجاهلينا)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير