[ريحانة القلب.]
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 10:15 ص]ـ
حسبي من الهّم أنّ القلب ينتحبُ=وإن بدا فرحي للناس و الطربُ
مسافرٌٌ في دروب الشوق تحرقني=نار انتظاري ووجداني لها لهب
كأنني فارس لاسيفَ في يده=والحرب دائرة والناس تضطرب
أو أنني ُمبحر تاهت سفينته=والموج يلطم عينيها وينسحب
أو أنني سالكُ الصحراءِ أظَمأه=قيظٌ،وأوقفه عن سيره التعب
يمد عينيه للأفق البعيد فما=يبدو له منقذ في الدرب أو سبب
يا شاعرا ما مشت في ثغره لغةٌ=إلا وفي قلبه من أصلها نسب
خيول شعرك تجري في أعنّتها=ما نالها في مراقي عزّها نصب
ريحانةَ القلب عين الشعر مبصرةٌ=وفجرنا في عروق الكون ينسكب
وأنت كالشمس لولا نورُها لطغى=ليل المعاناةِ وازدادت به الحُجب
يا من أبى القلبُ إلا أن يكون لها=وفيه مأوى لعينيها ومنقلب
الله يكتب يا ريحانتي فإذا=أراد أمضى وعند الناس ما كتبوا
لو اجمعَ الناسُ أمراً في مساءتنا=ولم ُيقدّر لما فازوا بما طلبوا
ريحانةَ القلب روح الحب ساميةٌ=فليس ُيقبل فيها الغدر والكذب
ليس الهوى سلعةً ُتشرى على ملأٍ=ولا تباع ولايأتي بها الغَلب
قد يعشق المرءُ من لامالَ في يده=ويكره القلبُ من في كفّه الذهب
حقيقةٌ لو وعاها الجاهلون لما=تنافسوا في معانيها ولااحتربوا
ما قيمة الناس إلا في مبادئهم=لا المال يبقى ولا الألقاب والّرتب
ـ[يعقوب]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 10:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله له العزة والجلال، لقد أبدَعت يا سيدي.
جمعْت فيها الأحاسيس والمشاعر الراقية مع الحكمة والخاطرة فأتت بقالب سحريّ رصّعته جواهر حكميّة.
لن أكثِر الكلام فالكلمات لن تعطك حقّك.
شكراً.
قد يعشق المرءُ من لا مالَ في يده & ويكره القلبُ من في كفّه الذهب
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 11:38 ص]ـ
فاتني أن أذكر أن هذي القصيدةَ للشاعر عبد الرحمن العشماوي.
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 12:28 ص]ـ
حروف من الحُسنِ أبهى ..
ومن القمر أسمى ..
قفزات جميلة ..
مشاعر ملتهبة متدفقة ..
ما إن تُبْحِر في بيتٍ منها
إلا وينقلك جمال ما بعده
فينشلك إلى شذى وعبقٍ آخر ..
إلى لوحة فنيّة رسمتها
أنامل مبدع ..
تظل أنفاسك متلاحقة .. تتبع هذا
الجمال الذي فجّر كثير مما يختمر في دواخلك ..
لله درّ شاعرنا المبدع المتوهّج ..
شكري ينتثر أمام ناقل هذا الجمال هنا ..
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[29 - 12 - 2004, 09:03 م]ـ
لك الشكر الجزيل على إمتاعنا بهذه القصيدة التي ليست سوى تحفة أدبية رائعة يندر وجودها في أكبر المتاحف الشعرية، و لقد عطرت هذه الريحانة بشذاها أنحاء دار الفصاحة.