حِلْم (معن بن زائدة)
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[14 - 01 - 2005, 02:11 م]ـ
حِلْمُ معن بن زائدة
كان (معن بن زائدة) أميرا، وكان موصوفا بالحلم والعقل والكرم، حاول أحد
الشعراء إثارته وإغضابه، فدخل عليه ثم قال له:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة وإذ نعلاك من جلد البعير؟
فقال (معن) على الملأ: نعم أذكر ذلك.
فقال الرجل: فسبحان الذي سواك ملكا وعلّمك الجلوس على السرير
فما زاد (معن) على أن قال: سبحانه يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء.
فقال الرجل: فلست مسلّما ما عشت دهرا على معن بتسليم الأمير
سأرحل عن بلاد أنت فيها ولو جار الزمان على الفقير
فما زاد (معن) على أن قال: إن بقيت أكرمناك، وإن رحلت فأرض الله واسعة.
فقال الرجل: فجد لي يابن ناقصة بفضل فإني قد عزمت على المسير
فقال (معن): مروا له بألفين.
فقال الرجل: قليل ما أتيت به وإني لأطمع منك بالخير الكثير
فثن فقد أتاك المال عفوا بلا عقل ولا رأي منير
فما زاد (معن) على أن قال: أعطوه مثلها.
وهنا اُسقط في يد الرجل (ندم) وأيس من إغضابه، فلم يجد إلا أن يقول:
سألت الله أن يبقيك فينا فما لك في البرية من نظير
فمنك الجود والإنعام حقا وفضل يديك كالبحر الغزير
فقال (معن): أعطيناه على هجائنا، أفلا نعطيه على مدحنا، ثم أمر له بأربعة آلاف