تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أمراض تفتك بالشعر]

ـ[علي ضايحي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 05:04 م]ـ

الامراض تفتك بالشعر

منذ ظهوره على كوكب الارض في الازمنة البعيدة من تاريخ

البشريةحتى اليوم وهو ينتقي ضحاياه بعناية فائقة .. ينحاز

دائما الى الاجساد المنهكة من الرحيل خلف الاحلام البسيطة ..

يستوطن الافئدة المشغوفة بالانسانية النزاعة الى الصفاء

والطهر والحب ..

ونظرا لان مقاييس خياراته دقيقة دائما فانه يبقى ملازما لها طيلة

العمر وتتابع نوباته على هؤلاء الانقياء ليحيل حياتهم الى اوجاع

متواصله وبالرغم من كل ذلك الا انه يبقى مرضا جميلا وهو يمنح

الحياة إشراقا روحيا يجعلها اقل قسوة واكثر بهجة و ألقا من

خلال محصلة نوباته التي تحرض اللغة على الهدير ومكامن اللغة

على التفجر لتنجلي الحالة عن نصوص شعرية اخاذة ..

هذا هو .. (الشعر) ..

وضحاياه دائما هم (الشعراء الحقيقيون) .. علاقتهم به متارجحة

بين الهروب من اوجاعه والاحتفاء بنتائجها لذا تأتي

قصائدهم محملة بالعذاب القادم من اعماق الروح ..

عندما تقرأ قصائدهم يتردد في سمعك انين بكاء كل حرف من

حروفهم حتى تنجذب فطريا الى التماس مع آلامهم بل ان بعض

القصائد تأخذك في رحلة تخيلية لتشاهد الشاعر في مأتم احلامه

المذبوحه وقد تدثر بحزن الارض إتقاء من عواصف النكبات

القادمه ..

في مشهدنا الشعري المعاصر كم من شاعر اصابه مرض الشعر وكم من

شعراء مرضى بالزيف والخديعة اصابوا الشعر بامراضهم الوبائية

المعدية فاصبح عليل الجسد شاحب المظهر .. ؟؟

ونظرا لسطحية هؤلاء الشعراء فإن اغلب امراضهم التي اصابت الشعر

كانت من تلك الامراض الجلدية المنفرة التي لا تميت ولكنها

تشوه المنظر وتبعث على التقزز والنفور .. كالصدفية

والجذام والجرب ..

فمنذ ثورة القصيدة الشعبية قبل ما يقارب عقدين من الزمن بقيت

النصوص الشعرية تجنح نحو التسطيح الباعث على الملل وكأن من

يكتبونها مازالوا في احضان الطفولة فالمفردات متنافرة والصور

مهشمة واللغة منطفئه والفكرة هزيلة والنص مرتبك والمؤسف ان

اصحاب التسطيح اصبحوا سادة الشعر واصبحت قصائدهم هي

المعيار الذي توزن فيه القيمة الفنية للقصيدة المعاصرة فاصبح

الابداع الحقيقي يعيش غربة موحشة تفرض على القصيدة المبهرة

التواري في الزوايا المظلمة مما زاد من ماسأة الشعراء الحقيقين

المصابين بمرض الشعر فاصيبوا بالاحباط والكآبة ..

وحتى نتقصى الاسباب الحقيقة لتهدم واقعنا الشعري الذي جعل

الكثير من الكتاب والمثقفين يجلدون ظهر الشعر الشعبي بسياط

الازدراء والتهكم نجد ان ظهور هذة الاوبئة التي اقعدت الشعر عن

الركض في مدارات الإبداع ناتجة عن تخلخل اجتماعي وإعلامي حدثا

في زمن واحد فكان الضحية الابداع الشعري بنوعية (الشعبي و

الفصيح) وإن كان التهدم ظاهرا في الساحة الشعبية بصورة اكثر

فهذا يرجع الى قانون النسبة والتناسب نظرا لطبيعة الشعر الشعبي

والتصاقة بالمجتمع اكثر من الشعر الفصيح الذي كلما حاول بعض

الشعراء المرتبطين بمجتمعهم شده الى الشارع سارعت الفئة

النخبوية او (التي تدعي ذلك) إلى اقامة متاريس التوهم دون

وصولة الى الارض التي يجب ان يمد جذوره في تربتها ..

هذا هو واقع شعرنا .. الشعبي منه مصاب بأمراض متعددة اغلبها

جلدية سطحية وفصيحه مصاب بوهم النخبوية الزائفة مظهره يشبهنا

وفكره خلف مغيب الشمس حيث (عمومية) الضوابط تمنح كل مشغوف

بالضوء من الالقاب مايريد ..

اعود الى الشعر الشعبي وهو محور هذا الطرح واقول لكل الاخوه

الذين طالبوا بإعدام الشعر الشعبي وعزل جثته من ثقافة

المرحلة: انكم محقون في ذلك لسبب بسيط وهو انكم تستمدون

احكامكم من النصوص البائسة التي تصفعكم بها مطبوعات الشعر

الشعبي كل صباح (الا ما ندر) وتشاهدون احتفائية المتسلقين

والوصوليين بهذة النصوص المترمدة ..

انا لا الومكم وألقاب التبجيل توزع على المتخلفين والبلهاء

لاسباب لا علاقة للشعر الشعبي (الحقيقي) بها.! نعم هذه

مصادركم وهي مصادر خاطئة لذا جاءت احكامكم هي الاخرى خاطئة

اما الحقيقة التي تنصف الشعر الشعبي و شاعره القادر على

اقناعكم فهي مغيبه ويبدو ان غيبتها لن تطول بعد ان اوقفت

(نيقوسيا) عملية غسيل الادب الشعبي والذي يمر الينا

عبر مجلات العبث الشعبي ..

اعتذر عن الاطالة .. للراي الاخر مساحات رحبة من التسامح

ـ[رياض]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 08:22 م]ـ

لا عجب أن تنساب هذه الفكرة في إطارها الغوي المحكم الرصين من أرض الفكر والثقافة والشعر .... جازان

لله درك .. ننتظر المزيد .. فالسعادة بك كبيرة ... أخي علي.

لكن أتعبتنا في القراء!!: D ... يكفينا أن نجمع الفكرة فلا تشتتها بالعرض (رأي شخصي)

سعيد بمعرفتك.

محبك:

رياض.

ـ[سامح]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 09:23 م]ـ

(انا لا الومكم وألقاب التبجيل توزع

على المتخلفين والبلهاء).

(غثائية) الأدب برمته تبقى مرهونة بعقم

التصفيق لكل ماهب ودب.

الأستاذ /علي ضايحي

شكراً لطرحك الرشيق

و (لا عجب أن تنساب هذه الفكرة في إطارها اللغوي المحكم

الرصين من أرض الفكر والثقافة والشعر .... جازان)

هي إطلالة أتمنى أن أعود مرة أخرى.

تحياتي

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير