تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[بين أبي الطيب و عبدالله الطيب]

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 10:20 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

نقلاً عن جريدة الصقر

بقلم: أحمد حنقة

لاشك أن البروفيسور عبدالله الطيب - رحمه الله - يعتبر علامة بارزة في مسيرة الأدب العربي، ليس في بلده السودان فحسب، وإنما على نطاق وطنه العربي الذي تجاوز حدوده أيضا إلى غرب أفريقيا حيث ضرب بسهم وافر في تثبيت أقدام الثقافة العربية الإسلامية في تلك الديار، ولذلك نال عن استحقاق وجدارة جائزة الملك فيصل عن دوره في الارتقاء بالأدب العربي.

ويمثل كتاب (مع أبي الطيب) أحد إسهامات البروفيسور المرموقة، فقد كان في حينه رؤية نقدية جديدة في شعر وشخصية الشاعر الذي (ملأ الدنيا وشغل الناس) أبي الطيب المتنبيء، ويشتمل الكتاب على مقدمة وخمسة فصول، ويقوم على أسلوب مبتكر في النقد يميزه ما بين أسلوب القدامى المحدثين ويستخدم الى حد كبير الطريقة السيكولوجية.

كما جاء البروفيسور الطيب في سفره القيم بقاعدة تصلح للتعامل النقدي العام مع الشعر حيث قال (والصفاء الموسيقي والتجويد والأحكام كل ذلك لا يرتفع بالشعر كما ترتفع به الحيوية) ويشرح ما يقصده بالحيوية قائلا (ومرادنا بالحيوية عنصر الشعر المنبيء فيه عن صدق التجربة وعمق الانفعال معا) وإذا كانت قد شاعت في عصرنا هذا مقولة أن أفضل النقد ما كان عن محبة، فيبدو أن بروفيسور عبدالله الطيب ينطلق في نقده للمتنبيء عن تفضيل له وانحياز اليه فتراه يقول ( .. وبعد فربما يصح أن يقال أن أكثر شعراء العرب دورانا بينهم أمرؤ القيس وزهير وأبو الطيب بطبقة الشعراء الجاهليين من الفحول الذين لا خلاف عليهم، بل ويذهب إلى أكثر من ذلك معلقا على قول لأبي منصور الثعالبي نصه (كان الصاحب يقول بديء الشعر بملك وختم بملك) وهو يعني امرأ القيس وأبا فراس، أما بروفيسور الطيب فيزعم إن الصاحب قال ذلك وهو يعني امرأ القيس، وأبا الطيب، إذ كلاهما من كنده وكلاهما طلب الملك فأخفق!

ولما كان من المعروف أن المتنبيء كان مادحا يتكسب بشعره فان البروفيسور الطيب قد دافع عن شعر المديح وكأنه يضمر الدفاع عن صاحبه، وذلك في قوله (ولعله مما أفسد على الناس رأيهم في الحكم على شعر المديح عامة، وشعراء المديح قاطبة حسبانهم أنه من التسول وان أصحابه متسولون وهذا خطأ، إذ الشعر ديوان العرب كما الإذاعه والتليفزيون والصحافة وشتى طرق ووسائل الدعاية والإعلام من ديوان مجتمعنا الحاضر، والمدح والهجاء كانا من أساليب الإعلام والدعاية المشروعة كما هو في هذا العصر).

أما عن علاقة أبي الطيب المتنبيء بمجايليه فقد أشار بروفيسور عبدالله الطيب إلى أنهم قد نظروا في شعر أبي الطيب بعد أن فتنوا به، ورام مماثلته بمحاكاته أو الأخذ عنه جماعة كأبي فراس والسري فعجزوا.

ومن بين معاصري أبي الطيب من الشعراء ركز عبدالله الطيب على أبي فراس بصفة خاصة، وقال إنه كان (يباري أبا الطيب ويجتريء على مجاراته) ومثل لذلك بقوله وهو أسير بأرض الروم):

مصابي جليل والعزاء جليل

وظني بأن الله سوف يديل

وقال أنه جارى بها قصيدة أبي الطيب التي يقول فيها:

ليالي بعد الظاعنين شكول

طوال وليل العاشقين طويل

وقد اشتمل السفر المذكور على مقارنات شعرية، مثل مقارنته بين أشعار أبي الطيب وأبي تمام، وقد شفع الكاتب سفره بالحواشي حتى لا يترك مجالا للإبهام، وأخيرا لابد من القول بأن الكتاب من الكلاسيكيات التي يظل المرء في حاجة دائمة للرجوع اليها وإعادة مطالعتها.

http://www.alsaquer.com/opin.htm

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 10:21 ص]ـ

عفوا بين أبي الطيب وعبدالله الطيب و ليس صالحا

ـ[المستبدة]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 01:07 ص]ـ

أختي عاشقة ..

أشكرك على النقل الجميل لموضوعٍ بهذا الثقل ..

وهذا الأديب السوداني أتحفنا بجميل أدبه ..

(لكن أليس اسمه الطيب صالح)؟!

لا أدري دوماً يلتبس على اسمه حين أذكر أدبه عند بعض الزميلات ..

ثم إن سمحتٍ لي سأنقله لمن يستفيد منه

في بعض المواقع الأدبيّة ..

محبتي

ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[16 - 11 - 2004, 09:35 ص]ـ

جُزيتِ خيراً أختي عاشقة الضاد على أن اعدتي إلى ذهني ذكرى عالمنا الفَحل عبد الله الطيب (رحمه الله).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير