[أرجو المساعدة من أساتذتنا الكرام في قصيدة ضجعة الموت للمعري في أول مشاركة لي]
ـ[حيران]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 07:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،
كيف حالكم يا أحبتي في منتدى الفصيح، أود ان تساعدونني لو تكرمتوا في ذكر فلسفة الشاعر في الحياة من خلال الأبيات التي سأضعها من قصيدة (ضجعة الموت) و ذكر الأفكار المتواجدة فيها.
علما بأني أحتاج مساعدتكم اليوم و أتمنى أن تكونوا عند حسن ظني، و جزااااااكم الله خير و أسكنم فسيح جناته آمييييييييييين.
غَيْرُ مُجْدٍ، في مِلّتي واعْتِقادي ***** نَوْحُ باكٍ، ولا تَرَنّمُ شادِ
وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعِيّ، إذا قِيـ ***** ــسَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ
أبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَةُ، أمْ غَـ ***** ـنّتْ عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّادِ؟
صَاحِ! هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْـ ***** ـبَ، فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ
خَفّفِ الوَطْءَ! ما أظُنّ أدِيمَ الْـ ***** ـأرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ
وقَبيحٌ بنَا، وإنْ قَدُمَ العَهْـ***** ـدُ، هَوَانُ الآبَاءِ وَالأجْدادِ
سِرْ إنِ اسْطَعت في الهَوَاءِ رُوَيداً*****لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ
رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مراراً*****ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُممِ الأضْدادِ
وَدَفِينٍ عَلى بَقايا دَفِينٍ***** في طَويلِ الأزْمانِ وَالآبادِ
فاسْألِ الفَرْقَدَينِ عَمّنْ أحَسّا*****مِنْ قلٍ، وآنسا من بلادِ
كَمْ أقامَا على زَوالِ نَهارٍ***** وَأنارا لِمُدْلِجٍ في سَوَادِ
تَعَبٌ كُلّها الحَياةُ، فَما أعْـ*****ـجَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْدِيادِ
إنّ حُزْناً، في ساعةِ المَوْتِ أضْعَا*****فُ سُرُورٍ في ساعَةِ الميلادِ
خُلِقَ النّاسُُ للبَقَاءِ، فضَلّتْ *****أُمّةٌ يَحْسَبُونَهُمْ للنّفَادِ
إنّمَا يُنْقَلُونَ مِنْ دارِ أعْما*****لٍ إلى دارِ شِقوَةٍ أوْ رَشَادِ
ضَجْعَةُ المَوْتِ رَقْدَةٌ يَستريحُ الـ*****ـجِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السّهادِ
أخوكم في الله حيران:)
ـ[حيران]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 09:02 م]ـ
أين أنتم؟
ـ[سامح]ــــــــ[29 - 11 - 2004, 01:12 ص]ـ
نحن هنا ..
أظن أن التشاؤم هو الصفة الغالبة على حياة المعري
وهذا تستطيع أن تجده لدى كل من كتب عن حياته.
وأحسبه هنا يؤكد أن الحياة كلها شقاء في شقاء
وعجيب أمر هؤلاء الذين يستميتون رغبة في زيادتها.
وهو يرى أن الموت هو العتق الذي يتمنى كل أحد الحصول
عليه للخروج من عبودية الشقاء في هذه الحياة الدنيا.
وماأجمل تصويره وأكمله حين قال:
ضَجْعَةُ المَوْتِ رَقْدَةٌ يَستريحُ الـ*****ـجِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السّهادِ
لتعذرني روح المعري إن أخفقت في التحليل
واعذرني ياحيران لا حيرك الله في أمور طاعته
إن أوجزت في موضع الإطناب
أو أخفقت في الفهم والتحليل ..
شكرا لك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[حيران]ــــــــ[29 - 11 - 2004, 01:45 ص]ـ
جزاااااااك الله خيرا يا أخي الحبيب سامح، و أسأل الله العظيم أن يسامحك دنية و آخرة، فلقد وفيت و كفيت و أشكرك من أعماق قلبي.
أخووك حيران
ـ[يعقوب]ــــــــ[29 - 11 - 2004, 05:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعتذر من الأخ حيران لتأخر الرد
ابو العلاء المعري الملقّب بشاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء يتميّز -كما قال الأخ سامح- بالتطيّر والتشاؤم والنظرة السوداوية في الحياة، فهو القائل:
أيفُكُّني هذا الحِمامُ تفضّلاً & فالعيشُ أوثقني وشدَّ رباطي
فكان يتمنّى الموت ليرتاح من هذه الحياة التي لاقى فيها ما لاقى من المتاعب، وما هذه القصيدة إلا تعبيرًا عن يأسه من الحياة و-كما رأى- عبثيّتها.
فهو قد رأى بأن الفرحَ كالتّرحِ، والضحكُ كالبكاءِ، فالحياةُ مليئةٌ بالشقاءِ، ومنتهى الجميعِ في الفناءِ وذاك للنفس راحةٌ وللروح استراحةٌ وكم تمنّى لذاك الموعد الوصولَ، و لشمسِه الأفولَ، لتحتويه الحقولَ، كما حَوَى من سبَقَه ترابُها، فما رأى من الحياة إشراقها، وتعجّب من الذي يجري وراءها كلَّ العجَبِ، فقد أتاه منها كلَّ التَّعبِ و للنفس في هذا الأمر معانٍ ليس يحكيها ما في الكتبِ.
والحمد لله.