[من أجمل ما قرأت من شعر]
ـ[الهاسرى]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 08:10 م]ـ
للشاعر أبي إسحاق إبراهيم بن مسعود الإلبيري الأندلسي
تَفُتُّ فؤادكَ الأيامُ فَتَّا وتَنْحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا
وتَدْعُوكَ المنونُ دُعاءَ صِدقٍ ألا يا صاحِ: أنتَ أريدُ، أنتا
أراكَ تُحِبُ عِرساً ذات غَدرٍ أبتَّ طَلاقها الأكياسُ بَتَّا
تنامُ الدهرَ ويحكَ في غطيطٍ بِها حَتى إذا مِتَّ انتبهتا
فكم ذا أنتَ مَخدوعٌ وحتى مَتى لا ترعوِي عَنها وحَتى
أبا بكرٍ دَعَوْتُكَ لو أَجَبتا إلى ما فيه حَظُّكَ إن عَقَلْتا
إلى علمٍ تكونُ به إماماً مُطاعاً إن نَهَيتَ وإنْ أَمَرْتَا
وتجلو ما بعينك مِنْ عَشَاها وتَهْديكَ السبيلَ إذا ضَلَلْتَا
وتَحملُ مِنهُ في نادِيكَ تاجاً ويكسوكَ الجمالَ إذا اغتربتا
يَنَالُكَ نَفعُهُ ما دُمْتَ حَيا ويَبقى ذُخْرُهُ لكَ إنْ ذَهَبتا
هُوَ العَضْبُ المُهنَّدُ ليسَ يَنبُو تُصِيبُ بِهِ مَقاتلَ مَنْ ضَربتا
[وكَنزٌ لا تخافُ عليه لِصاً خَفيفُ الحملِ يُوجدُ حيثُ ii كنتا
يَزيدُ بِكَثرَةِ الإنفاق منهُ وينقصُ أن بهِ كفاً شَدَدْتا
فلو قد ذُقْتَ من حلواه طَعماً لآثَرْتَ التعلُّمَ واجتهدتا
ولمْ يَشغلكَ عنهُ هَوىً مُطاعٌ ولا دُنيا بِزُخْرُفِها فُتِنتا
ولا ألهاكَ عنهُ أنيقُ رَوْضٍ ولا خِدْرٌ بِرَبْرَبِهِ كَلِفتا
فَقوتُ الروحِ أرواحُ المعاني وليس بأنْ طَعِمتَ وأن شَرِبْتا
فواظِبهُ وخذ بالجدِّ فيهِ فإنْ أعطاكَهُ اللهُ أخذْتا
وإنْ أُوتيتَ فِيهِ طَويلَ باعٍ وقال الناسُ إنَّكَ قد سبقتا
فلا تأمنْ سُؤالَ اللهِ عنهُ بتوبيخٍ: عَلِمتَ فهل عَمِلْتا؟
فرأسُ العِلمِ تَقوى اللهِ حقاً وليس بأن يُقال: لقد رأستا
وَضافي ثوبِكَ الإحسانُ لا أنْ تُرى ثَوبَ الإساءةِ قد لَبِستا
إذا ما لم يُفِدْكَ العِلمُ خيراً فخيرٌ منهُ أن لو قد جَهِلتا
وإنْ ألقَاكَ فَهْمُكَ في مهاوٍ فليتكَ ثُمَّ ليتكَ ما فَهِمتا
ستجني من ثمار العجزِ جَهلاً وتَصْغُرُ في العيونِ إذا كَبِرتا
وتُفقَدُ إن جهِلتَ وأنتَ باقٍ وتُوجَدُ إن عَلِمْتَ وقدْ فقِدتا
وتَذكرُ قَولتي لكَ بعدَ حِينٍ وتَغبِطها إذا عَنها شُغِلتا
لَسوفَ تَعَضُّ من نَدَمٍ عليها وما تغني الندامةُ إن نَدِمتا
فَراجِعها ودَعْ عنك ii الهوينى فَما بالبُطءِ تُدرِكُ ما طَلَبتا [/ I][/font][/size]