[أشرق يا رمضان.]
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[12 - 10 - 2004, 11:09 م]ـ
أشرق على الأكوان يا رمضان=فلأنت فيها صبحها الريَّان
أشرق وفجّر في البرية فجرها=إنَّ الوجود إلى السنا ظمآن
أو ما حملت إلى الحياة حياتها=فهدى الحياة وروحها القرآن
ناديت كل العالمين لشرعة=في ظلها تتوحَّد الأكوان
لا لون بل لا جنس فيها سابقٌ=بل بالتقى فيها الفتى يزدان
فيها بلالٌ للشموس مزاحم=والمسلمون بظلها إخوان
وبنورها الإسلام عانق مجده=ولحكمه قد دانت التيجان
هي شرعة طلعت صباحاً زاهراً=فالكون من نورٍ لها مزدان
والرمل أورق بالفوارس والقنا=وتفجَّر الإيمان والفرقان
والليل ليل الجاهلية قد هوى=وهوت على أقدامه الأوثان
والصبح يكتسح الظلامَ ضياؤه=ويرن في سمع الورى آذان
الله أكبر أي روحٍ قد سرت=فصحا على أنوارها الإنسان
إنَّ الحياة الحقّ في ظل الهدى=قرآن ربي إنه الفرقان
يا أيها الشهر الكريم ومن به=تسمو النفوس ويخشع الوجدان
فالصوم تزكية النفوس وطهرها=ولكبح كل زرية ميزان
والصوم تربية الضمير فمن سما=فيه الضمير تألق الإيمان
كم صائم والصوم منه مبرأ=وبرجسه يتفاخر الشيطان
صوم الجوارح أن تكف عن الأذى=لا صوم في صوم به أضغان
والصوم صدقٌ وانطلاق عزيمة=في الله يكبو دونها الكسلان
والنصر في بدرٍ وجالوت أما=أزكى عزيمة جنده رمضان
كم صاغ دين الله أعظم قادة=بهم ازدهت وتفاخرت أوطان
في الليل رهبانٌ قيامٌ سجدٌ=وإذا النهار أتى هم الفرسان
تلقاهم القرآن في أخلاقهم=وسلوكهم هم للهدى عنوان
سل أرض أندلسٍ تجبك حضارة=وعدالةٌ غنَّت بها الأسبان
الفتح بالأخلاق قبل سيوفهم=كان الأساس وما بهم عدوان
يا أيها الشهر العظيم تحية=هل منك درسٌ يأخذ الإنسان
في عصرنا عصر الفضاء وذرة=يغلي بعالم عصرنا بركان
والعلم ما هو للسلام وإنما=هو في التقدم يسحق العمران
مقياس حسن الاختراع وخيره=كم من نفوس تأكل النيران
إنَّ الوحوش بغابها قد روعت=وخلا من الغاب القصي أمان
عجبا أيا رمضان ما أنا قائلٌ=عيَّ البيانُ فهل لديك بيانُ
وكأنني بالصوت ملء مسامعي=وهديره رعدت به الآذان
عودوا لينبوع الضياء فإنه=فيه السعادة إنه القرآن
شعر الشيخ أبوزيد إبراهيم سيد ( http://www.lahaonline.com/Literature/Creativity/a2-06011-2002.doc_cvt.htm)