[(السيف أصدق أنباء من الكتب) قصيدة من أمهات القصائد.]
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 10:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم يا أعضاء الفصيح هذه القصيدة الرائعة لشاعرنا البليغ: أبي تمام. و سأوضح لكم مناسبة هذه القصيدة التي لا يجهلها أحد منا، فقد كتب أبو تمام هذه القصيدة بعد النصر الذي حققه الخليفة العباسي المعتصم حينما فتح عمورية مسقط رأس الإمبراطور الروماني (تيوفل)، و كانت هذه المعركة بمثابة رد على إعتداء إمبراطور الروم على بلدة (زبطرة) العربية، التي عاث فيها الروم فسادا و قتلا و تدميرا، و انتقاما لما حل بتلك المرأة العربية حينما إعتدى عليها، فهتفت مستنجدة ((وامعتصماه!)). ففي هذه القصيدة بل في الستة أبيات الأولى منها نجد أن الشاعر سخر من المنجميمين، حينما حذروا المعتصم من فتح عمورية، و أكد الشاعر في هذه الأبيات الستة على أن الحرب وحدها هي سبيل المجد والنصر و الحقيقة.
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ = في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ
بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في = مُتونِهِنَّ جَلاءُ الشَكِّ وَالرِيَبِ
وَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً = بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ
أَينَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ وَما = صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَذِبِ
تَخَرُّصاً وَأَحاديثاً مُلَفَّقَةً = لَيسَت بِنَبعٍ إِذا عُدَّت وَلا غَرَبِ
عَجائِباً زَعَموا الأَيّامَ مُجفِلَةً = عَنهُنَّ في صَفَرِ الأَصفارِ أَو رَجَبِ
وَخَوَّفوا الناسَ مِن دَهياءَ مُظلِمَةٍ = إِذا بَدا الكَوكَبُ الغَربِيُّ ذو الذَنَبِ
وَصَيَّروا الأَبرُجَ العُليا مُرَتَّبَةً = ما كانَ مُنقَلِباً أَو غَيرَ مُنقَلِبِ
يَقضونَ بِالأَمرِ عَنها وَهيَ غافِلَةٌ= ما دارَ في فُلُكٍ مِنها وَفي قُطُبِ
لَو بَيَّنَت قَطُّ أَمراً قَبلَ مَوقِعِهِ = لَم تُخفِ ما حَلَّ بِالأَوثانِ وَالصُلُبِ
فَتحُ الفُتوحِ تَعالى أَن يُحيطَ بِهِ = نَظمٌ مِنَ الشِعرِ أَو نَثرٌ مِنَ الخُطَبِ
فَتحٌ تَفَتَّحُ أَبوابُ السَماءِ لَهُ = وَتَبرُزُ الأَرضُ في أَثوابِها القُشُبِ
يا يَومَ وَقعَةِ عَمّورِيَّةَ اِنصَرَفَت = مِنكَ المُنى حُفَّلاً مَعسولَةَ الحَلَبِ
أَبقَيتَ جَدَّ بَني الإِسلامِ في صَعَدٍ = وَالمُشرِكينَ وَدارَ الشِركِ في صَبَبِ
أُمٌّ لَهُم لَو رَجَوا أَن تُفتَدى جَعَلوا = فِداءَها كُلَّ أُمٍّ مِنهُمُ وَأَبِ
وَبَرزَةِ الوَجهِ قَد أَعيَت رِياضَتُها = كِسرى وَصَدَّت صُدوداً عَن أَبي كَرِبِ
بِكرٌ فَما اِفتَرَعتَها كَفُّ حادِثَةٍ = وَلا تَرَقَّت إِلَيها هِمَّةُ النُوَبِ
مِن عَهدِ إِسكَندَرٍ أَو قَبلَ ذَلِكَ قَد = شابَت نَواصي اللَيالي وَهيَ لَم تَشِبِ
حَتّى إِذا مَخَّضَ اللَهُ السِنينَ لَها = مَخضَ البَخيلَةِ كانَت زُبدَةَ الحِقَبِ
أَتَتهُمُ الكُربَةُ السَوداءُ سادِرَةً = مِنها وَكانَ اِسمُها فَرّاجَةَ الكُرَبِ
جَرى لَها الفَألُ بَرحاً يَومَ أَنقَرَةٍ = إِذ غودِرَت وَحشَةَ الساحاتِ وَالرُحَبِ
لَمّا رَأَت أُختَها بِالأَمسِ قَد خَرِبَت = كانَ الخَرابُ لَها أَعدى مِنَ الجَرَبِ
كَم بَينَ حيطانِها مِن فارِسٍ بَطَلٍ = قاني الذَوائِبِ مِن آني دَمٍ سَرَبِ
بِسُنَّةِ السَيفِ وَالخَطِيِّ مِن دَمِهِ = لا سُنَّةِ الدينِ وَالإِسلامِ مُختَضِبِ
لَقَد تَرَكتَ أَميرَ المُؤمِنينَ بِها = لِلنارِ يَوماً ذَليلَ الصَخرِ وَالخَشَبِ
غادَرتَ فيها بَهيمَ اللَيلِ وَهوَ ضُحىً = يَشُلُّهُ وَسطَها صُبحٌ مِنَ اللَهَبِ
حَتّى كَأَنَّ جَلابيبَ الدُجى رَغِبَت = عَن لَونِها وَكَأَنَّ الشَمسَ لَم تَغِبِ
ضَوءٌ مِنَ النارِ وَالظَلماءِ عاكِفَةٌ = وَظُلمَةٌ مِن دُخانٍ في ضُحىً شَحِبِ
فَالشَمسُ طالِعَةٌ مِن ذا وَقَد أَفَلَت = وَالشَمسُ واجِبَةٌ مِن ذا وَلَم تَجِبِ
و لي عودة لإكمال ما تبقى منها إن شاء الله .....
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 10:08 م]ـ
عفوا لشاعرنا البليغ أبو تمام.
ـ[ابن أبي الربيع]ــــــــ[24 - 11 - 2004, 03:55 م]ـ
لشاعرنا البليغ أبي تمام: D
" وامعتصماه " هذا أسلوب خاطئ لأنه ليس استغاثة
عاشقة لغة الضاد مشكورة
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[24 - 11 - 2004, 10:19 م]ـ
أشكرك على مرورك الطيب و تعليقك.
ـ[يعقوب]ــــــــ[24 - 11 - 2004, 11:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسَنتِ الإختياء -كالعادة- أختي.
يَقضونَ بِالأَمرِ عَنها وَهيَ غافِلَةٌ & ما دارَ في فُلُكٍ مِنها وَفي قُطُبِ
وقد قال الإمام الشافعي:
خَبِّرَا عنِّي المُنَجِّمَ أَنِّي & كَافِرٌ بِالَّذِي قَضَتْهُ الكَوَاكِبْ
عَالِماً أَنَّ مَا يَكُونُ وَمَا كَانَ & قَضَاءٌ مِنَ الْمُهَيْمَنِ وَاجِبْ
وامعتصماه، والوا حرف نداء للندبة، معتصماه منادى والهاء هاء السكت .. فما السوء؟
شكرا يا صديقي
¥