[شرح أنشودة المطر]
ـ[أبو باسل]ــــــــ[11 - 10 - 2004, 09:31 م]ـ
شرح قصيدة أنشودة المطر
أفكار رئيسية:
تبدأ القصيدة بالسكون (وقت السحر) حيث تختفي ملامح الحياة
ثم تأخذ في الحركة، وظهور ملامح الحياة (تورق الكروم، وترقص الأضواء، ... )
وكانت البداية بالمقدمة الغزلية
ثم مزج الذكريات الجميلة بمظاهر حزينة، بذكر النواحي التي تبعث السرور، والنواحي المحزنة
الصور
ـــ صورة المحبوبة، يتلاشى حبها في عباب بحر متلاطم من الهموم والأحزان، والتواصل معها لا يتم إلا بزوال الظلم
ـــ صورة يتيم ماتت أمه ففقد مصادر الحنان والحياة.
ـــ صورة صياد يائس حزين، لا يلقى ما يعوضه رزقه
الشرح:
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحر
عينا المحبوبة والمقصود الوطن، شبههما بغابتي نخيل وقت السحر (وهو قبل الصبح) حيث الهدوء
وسواد العينين كسواد النخيل في هذا الوقت
س/ لماذا يتغزل بها ويصورها في وقت السحر؟
السحر (اختلاط الظلام بالنور فكأن بينهما صراع) يعني (اختفاء مظاهر الحياة في الوطن)
أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمر
شبههما كشرفتين (البناء الخارج من أحد جوانب البيت بأعلاه) ابتعد عنهما القمر
عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم
هما لم يبتسما، ولكن حين تبسمان تخرج أوراق الكروم وتخضرّ
وترقصُ الأضواءُ .. كالأقمارِ في نهر
والأضواء ترقص، وفي رقصتها تشبه الأقمار التي ينعكس شعاعها ويتموج على النهر
يرجُّهُ المجدافُ وَهْناً ساعةَ السحر ...
هذا النهر يرجه المجداف (وجمعه مجاديف) وقت السحر
كأنّما تنبضُ في غوريهما النجوم
كأنما تتحرك في عمقيّ هذين العينين النجوم
الفكرة: يقارن الشاعر صورة الوطن في وقت السحر حيث اختفاء ملامح الحياة، وصورته حينما تتحرك الحياة بأرجائه.
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف
وعيناها غارقتان في ضباب (حيث تصعب الرؤية) من حزن شديد
كالبحرِ سرَّحَ اليدينِ فوقَهُ المساء
والصراع بين عينيها والضباب كالصراع بين البحر والمساء، فالمساء أطلق يديه فوق البحر ليسيطر عليه
دفءُ الشتاءِ فيه و ارتعاشةُ الخريف
والبحر يجمع المتناقضات: به نشعر بالدفء في موسم الشتاء، والارتعاش في موسم الخريف
و الموتُ و الميلادُ و الظلامُ و الضياء
بالبحر صراع بين الموت والميلاد، وبين الظلام والضياء
س/ لماذا قدّم الموت على الميلاد، والظلام على الضياء؟ أي أن المحنة يعقبها الفرج، عليك أن تصارع
الموت والظلام كي يتحقق لك الميلاد والنور.
فتستفيقُ ملء روحي، رعشةُ البكاء
فيحس برعشة البكاء كامل روحه
ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء
ولذة وحشية بالبكاء تلامس السماء لشدتها
س/ ما الذي أثار رعشة البكاء في نفسه؟
تنعكس الأشياء (دفء الشتاء و .. ) على نفسية الشاعر فيحس برغبة في البكاء كي يستريح
س/ هل للبكاء نشوة؟ نعم، إذا عند التعبير عن انفعال شديد لا يستطيع كتمانه، وقد يكون بكاء فرح أو حزن
كنشوةِ الطفلِ إذا خاف من القمر
كلذة الطفل الخائف من القمر
س/ هل للطفل لذة حين يبكي؟ كي تحقق له مطالبه
الفكرة: الوطن لا يستطيع أن يفرح بسبب ما يعانيه من ظلم
كأنَّ أقواسَ السحابِ تشربُ الغيوم
أي تجمع السحب
وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر
أي تكونان المطر
وكركرَ الأطفالُ في عرائش الكروم
وضحك الأطفال بشدة في أماكن العنب، عرائش مفردها عريشة وهي ما يستظل به
ودغدغت صمتُ العصافيرِ على الشجر
أنشودةُ المطر
مطر
مطر
مطر
دغدغه: غمزه في بطنه أو إبطه ليتحرك وينفعل
أي حرك تساقط المطر العصافير من صمتها
أنشودة المطر: شبه المطر حين يتساقط كأنه ينشد
الفكرة: المطر ينشر الفرح حين يسقط، والدليل فرحة الأطفال والعصافير
تثاءبَ المساءُ و الغيومُ ما تزال
تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال
صور المساء كإنسان متثاقل يعاني الكسل والنعاس، والغيوم تنزل قطرات المياه التي تشبه الدموع
س/ لماذا تبكي الغيوم وهي تنزل المطر؟
الخيرات التي سيأتي بها المطر تذهب لمن لا يستحقها
كأنّ طفلاً باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام
شبه الغيوم وهي تصب المطر بطفل يتلفظ بكلام غير واضح قبل نومه
س/ هل ماتت أم الشاعر في يوم ممطر؟
فالمطر مرتبط بالتداعيات الموجودة في ذهن الطفل
بأنّ أمّه - التي أفاقَ منذ عام
فلم يجدْها، ثم حين لجَّ في السؤال
قالوا له: " بعد غدٍ تعود" -
لابدّ أنْ تعود
¥