[أبيات لعلماء اللغة]
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 02:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقترح فكرة ـ أرجو أن تنال إعجابكم ـ وهي جمع الأشعار التي جادت بها قرائح علماء اللغة ...
وأبدأ بهذا الأبيات لابن جني:
وحُلوِ شمائل الأدب ** مُنيف مراتب الحسبِ
أخي فخرٍ مفاخرُه ** عقائل عُقلةِ الأدب
له كلف بما كلفتْ ** به العلماء م ِ العرب
يبيت يفاتش الأنقا ** ب عن أسرارها الغُيُب
فمِن جَدَدٍ إلى جَلد ** إلى صُعُد إلى صبَب
ويسرُب في معانيها ** بضيضَ رواشح ِ الثغَب
ويَفرَع فِكرُه الأبكا ** ر منها مِن حِمى الحُجُب
فيُبردها و كان بها ** وإن خَفِيتْ سنا لهب
يغازل مِن تأمّلِها ** غِزال الخُرّد العُرُب
يَجِد بها و تحسبه ** للطف الفكر في لعِب
بساطةُ مَذهب سُبكتْ ** عليه ماءةُ الذهَب
ورقة مأخذ شهدتْ ** بغلظة كل منتخَب
وطردا للفروع على ** أصولٍ وُطّدٍ رُتُب
إذا ما انحط غائرُها ** سما فرعا على الرتَب
قياسا مثل ما وَقدت ** بليلٍ بَرزةُ الشهب
وألفاظا مهذبةَ الْ ** حواشي ثرّةَ السحُب
فَطوْرا من ذُرى عَلم ** وطورا من ثُرى طُنُب
إذا حازتْ لنا سلَبا ** فعَدِّ عن القنا السلب
تركتُ مُساجِلي أدبي ** طوالَ الدهر في تعب
إذا أجْرَوا إلى أمدٍ ** فقلْ في هافَة لغِب
وإن رامُوا مُبادهتي ** سبقتُ وأوطئوا عقبي
وكيف يَروم منزلتي ** نزيلُ خبائثِ التربِ؟
وهل يسمو لقارعتي ** خفيضُ الخد ذو حدَب
وهل ينتاط بي سببا ** ضعيف مقاعدِ السبَب
أغُرَّةُ وجهِ سابقها ** تقاس بشُعلة الذنب؟
شكرت الله نعمته ** وما أولاه من أرَب
زكتْ عندي صنائعُه ** فوفقني و أحسن بي
تخولني و خولني ** ونولني و نوه بي
وأخّر من يقادمني ** وأعلاني وأرغم بي
فيا بِأبي منائحه ** وقلّ لهنّ يا بأبي
ضفوْن عليّ عطف علاً ** برفلٍ جِدِّ مُنشعِب
فإن أصبِحْ بلا نسب ** فعلمي في الورى نسبي
على أني أؤول إلى ** قروم ٍ سادة نُجُب
قياصرةٌ إذا نطقوا ** أرمّ الدهرُ ذو الخُطب
أولاك دعا النبيّ لهم ** كفى شرفا دعاءُ نبي
وإما فاتني نشَبٌ ** كفاني ذاك من نشبي
وإن أركب مَطا سفرٍ ** مُجدَّ الوِرْد و القَرَب
فإني مُخلِدٌ خلفا ** يضاهي الشمس من كَثب
إذا لم يبق لي عقِب ** أقامتْ خير ما عقب
موشحةً مرشحةً ** لنيل الغاي ِ من كثب
يُصم صدى الحسود لها ** ويخرق أطرُق الركُب
إذا اهتزت كتائبها ** هفتْ خفّاقة العذَب
أزول و ذكرها باق ** ٍعلى الأيام و الحِقب
تَناقلُها الرواةُ لها ** على الأجفان من حَدَب
فيرتع في أزاهرها ** ملوك العُجم و العرب
فمِن مُغْن ٍ إلى مُدْن ** إلى مُثن إلى طرِب
كفاها أن يقول لها ** بَهاء الدولة اقتربي
إلى الله المصير غدا ** وعند الله مطَّلَبي
له ظهري و مُعتمَلي ** و متَّجهي و مُنقلبي
فقل للغامِطِي نِعَمَى ** و ما راعيتَ من قُرَبي
و تثميري و تنشئتي ** و مُحتالي و مُضطربي
و نهْضِي عنك أطعن في ** نحور أوابِدِ النُّوَب
ورفعِي من رذائلك الْ ** لواتي بعضُها سببي
ولولا أنتَ كان أديـ ** ـمُ مَأثُرَتي بلا نُدُب
ألمّا أنْ أشِرْت و أن ** نَزَتْ بك بِطْنة الكَلَب
وأكرمكَ الأكابرُ لي ** وخالطتَ الأماثل بي
ورفّعتَ الذلاذل عن ** معاطف تائه ٍ حَرِب
وأنْسيتَ الأوائل بالْ ** أواخرِ نزْقةَ العجبِ
وقلتَ أنا و أين أنا ** ومَن مِثلي وحسبُك بي
وقال ليَ الوزيرُ هنا ** و أدناني و رحّب بي
و قدّمني و لقّبني ** و وسّطني و صدّر بي
أسأتَ جِوار عارفتي ** فثِقْ بطوارق العُقُب
و حسبي أن ألّم بكِبْـ ** ـرِ مثلكَ جارحا حَسَبي
و لكن الدواء على ** كراهته شِفا الوَصَب ِ
[معجم الأدباء، ج:12، ص96ـ101].
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 02:22 م]ـ
وهذه قصيدة لابن جني ـ أيضا ـ في رثاء المتنبي:
غاض القريض وأذوت نضرة الأدب ** وصوّحتْ بعد ريّ ٍ دوحة الكتبِ
سُلبتَ ثوب بهاء كنت تلبسُه ** كما تُخطَّف بالخَطِّية السَّلبُ
ما زلتَ تَصحب في الجُلَّي إذا انشعبتْ ** قلبا جميعا وعزما غير منشعبِ
وقد حلبتَ لعمري الدهرَ أشطُرَه ** تَمْطُو بهمة لا وان ٍ ولا نَصِبِ
مَن للهواجل يُحيي مَيْتَ أرسُمِها ** بكل جائلةِ التصدير والحِقبِ
قَبَّاء خوْصاء محمودٍ عُلالتُها ** تنبو عريكتُها بالحِلس والقَتَبِ
أم مَن لبيض الظُّبا تَوْكافُهُن دمٌ ** أم من لسُمْر ِ القنا والزَّغْف واليَلبِ
أم للجحافل يُذكي جَمْرَ جاحمها ** حتى يُقربها من جاحم اللهب
أم للمحافل إذ تبدو لتعمرها ** بالنظم والنثر والأمثال والخطب
أم للصواهل مُحمرا سرابلها ** من بعد ما غربتْ معروفةُ الشهب
أم للمناهل والظلماء عاطفةٌ ** يواصل الكَر بين الوِرْد والقَرَب
أم للقساطل تعتَمُّ الحُزونُ بها ** أم من لضغم الهِزَبْر الضيغم الحَرِب
أم للملوك يُحليها و يلبسها ** حتى تَمايسَ في أبرادها القُشُب
باتت وساديَ أطرابٌ تؤرِّقني ** لما غدوتَ لقىً في قبضة النُّوَب
عُمّرتَ خِدن المساعي غير مضطَهَد ** كالنصل لم يدنس يوما ولم يعب
فاذهب عليك سلام المَجد ما قلِقتْ ** خُوصُ الركائب بالأكوار والشُّعُب
[معجم الأدباء، ج12، ص86ـ89].
¥