[(القلب أعلم) _ من روائع المتنبئ_]
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[13 - 11 - 2004, 11:37 م]ـ
السلام عليكم أيها الأعضاء الكرام مبارك عليكم العيد، أعاده الله علينا وعلى المسلمين جميعا بالخير واليمن والبركات.
هذه قصيدة من روائع ما كتب المتنبئ في سيف الدولة الحمداني يسرد فيه خصال سيف الدولة برقة و شفافية وابداع لم يضاهيهه فيه شاعر من شعراء عصره، حيث عرف بحبه لسيف الدولة وحب سيف الدولة له، كما أن أبا فراس كان يحسده على مكانته عند سيف الدولة. فلكم هذه القصيدة، و سآتي بالمزيد إن شاء الله لتتعرفوا على شاعر العرب أكثر فأكثر.
**************************************************************************************************** ****
القَلبُ أَعلَمُ يا عَذولُ بِدائِهِ = وَأَحَقُّ مِنكَ بِجَفنِهِ وَبِمائِهِ
فَوَمَن أُحِبُّ لَأَعصِيَنَّكَ في الهَوى = قَسَماً بِهِ وَبِحُسنِهِ وَبَهائِهِ
أَأُحِبُّهُ وَأُحِبُّ فيهِ مَلامَةً = إِنَّ المَلامَةَ فيهِ مِن أَعدائِهِ
عَجِبَ الوُشاةُ مِنَ اللُحاةِ وَقَولِهِم = دَع ما بَراكَ ضَعُفتَ عَن إِخفائِهِ
ما الخِلُّ إِلّا مَن أَوَدُّ بِقَلبِهِ = وَأَرى بِطَرفٍ لا يَرى بِسَوائِهِ
إِنَّ المُعينَ عَلى الصَبابَةِ بِالأَسى = أَولى بِرَحمَةِ رَبِّها وَإِخائِهِ
مَهلاً فَإِنَّ العَذلَ مِن أَسقامِهِ = وَتَرَفُّقاً فَالسَمعُ مِن أَعضائِهِ
وَهَبِ المَلامَةَ في اللَذاذَةِ كَالكَرى = مَطرودَةً بِسُهادِهِ وَبُكائِهِ
لا تَعذُلِ المُشتاقَ في أَشواقِهِ = حَتّى يَكونَ حَشاكَ في أَحشائِهِ
إِنَّ القَتيلَ مُضَرَّجاً بِدُموعِهِ = مِثلُ القَتيلِ مُضَرَّجاً بِدِمائِهِ
وَالعِشقُ كَالمَعشوقِ يَعذُبُ قُربُهُ = لِلمُبتَلى وَيَنالُ مِن حَوبائِهِ
لَو قُلتَ لِلدَنِفِ الحَزينِ فَدَيتُهُ = مِمّا بِهِ لَأَغَرتَهُ بِفِدائِهِ
وُقِيَ الأَميرُ هَوى العُيونِ فَإِنَّهُ = ما لا يَزولُ بِبَأسِهِ وَسَخائِهِ
يَستَأسِرُ البَطَلَ الكَمِيَّ بِنَظرَةٍ = وَيَحولُ بَينَ فُؤادِهِ وَعَزائِهِ
إِنّي دَعَوتُكَ لِلنَوائِبِ دَعوَةً = لَم يُدعَ سامِعُها إِلى أَكفائِهِ
فَأَتَيتَ مِن فَوقِ الزَمانِ وَتَحتِهِ = مُتَصَلصِلاً وَأَمامِهِ وَوَرائِهِ
مَن لِلسُيوفِ بِأَن تَكونَ سَمِيَّها = في أَصلِهِ وَفِرِندِهِ وَوَفائِهِ
طُبِعَ الحَديدُ فَكانَ مِن أَجناسِهِ = وَعَلِيٌّ المَطبوعُ مِن آبائِهِ.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المستبدة]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 03:13 ص]ـ
القَلبُ أَعلَمُ يا عَذولُ بِدائِهِ
وَأَحَقُّ مِنكَ بِجَفنِهِ وَبِمائِهِ
فَوَمَن أُحِبُّ لَأَعصِيَنَّكَ في الهَوى
قَسَماً بِهِ وَبِحُسنِهِ وَبَهائِهِ
أَأُحِبُّهُ وَأُحِبُّ فيهِ مَلامَةً
إِنَّ المَلامَةَ فيهِ مِن أَعدائِهِ
لا تَعذُلِ المُشتاقَ في أَشواقِهِ
حَتّى يَكونَ حَشاكَ في أَحشائِهِ
سلمتَ وسلمَ فؤادك أيها الإنسان .. !
يااااااااااااه .. !
تُرى أتشعرون تماماً كما أشعر تجاه هذي القصيدة
من جمالٍ وطهرٍ وشفافية .. !
بل تجاه الشاعر المجيد .. والروح النبيلة الرقيقة .. أحمد
(قد أختلف مع ما يجده كثير من أصحاب النظرات السطحيّة
تجاه شاعرنا المبدع!!)
أزعم يا أبا الطيب أنَّ بطون النساء عجزت
عن ولادة شاعر .. يقف في وجهك الند بالند .. !
ألم أقل أنّك يا عاشقة .. ذات حرف رقيق .. وروح جميلة
تسعى بك نحو الجمال والسمو دوماً ..
فالآنُ أنا أُراهن على رائع لوحاتك الأدبيّة ..
لروحك المشرقة كل الحب.
)
(
)
(
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 08:50 ص]ـ
أشكرك على المرور الكريم والتعليق الرقيق، أنت لا تعرفين مدى إعجابي بشخصية المتنبئ وتيتمي بأشعاره البليغة. فعلا لم يأت الدهر بنظراء يماثلونه في البلاغة والشجاعة والإبداع. فلك التحية والشكر الجزيل.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 10:22 ص]ـ
....