[يوم الغار]
ـ[حمزة]ــــــــ[14 - 03 - 2005, 07:44 م]ـ
قال النبي ولم أجزع يوقرني * ونحن في سُدفة من ظلمة الغار
لا تخش شيئاً إن الله ثالثنا * وقد توكلنا منه بإظهار
وإن الكيد لا تُخشى بوادره * كيد الكافرين كادته لكفار
والله مهلكهم طراً بما كسبوا * وجاعل المنتهى منهم إلى النار
وأنت مرتحل عنهم وتاركهم * إما غدواً وإما مدلج سار
وهاجر أرضهم حتى يكون لنا * قوم ذوو عز وأنصار
حتى إذا الليل وارتنا جوانبه * وسد من دون ما نخشى بأستار
سار الأُريقط يهدينا وأينقه * ينعبن بالقوم نعباً تحت أكوار
يعسفن عرض الثنايا بعد أطولها * وكل سهب دقاق الترب موار
حتى إذا قلت قد أنجدن عارضنا * من مدلج فارس في منصب وار
يردي به مشرف الأقطار معترضاً * كالسيد ذي اللبدة المستأسد الضاري
فقال كروا قلنا إن كرتنا * من دونها لك نصر الخالق الباري
أن يخسف الأرض بالأحوي وفارسه * فانظر إلى أربع في الأرض غوار
فهيل لما رأى أرساغ مهرته * قد سخن في الأرض لم تحفر بمحفار
فقال هل لكم أن تطلقوا فرسي * وتأخذوا موثقي في نصح أشرار
فأصرف الحي عنكم إن لقيتهم * وأن أعور منهم كال عوار
فادعوا الذي هو عنكم كف عدوتنا * بطلق جوادي فأنتم خير أبرار
فقال قولاً رسول الله مبتهلاً * يا رب إن كان ينوي غير إخفار
فنجه سالماً من شر دعوتنا * ومهره مطلقاً من كلم آثار
فأظهر الله إذ يدعو حوافره * وفاز فارسه من هول أخطار
أبو بكر الصديق رضي الله عنه يصف يوم الغار عندما جاء سراقة بن مالك رضي الله عنه ليقتلهم.
سدفة: ظلمة، بوادره: ما يبدر من الإنسان من خير أو شر، طراً: جميعاً، الأريقط: عبد الله بن الأريقط الذي استأجره رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدلهم على الطريق، ينعبن: يسرعن، يعسفن: يقطعن، الثنايا: طرق بين الجبال، سهب: رمال، موار: متحرك، أنجدن: بلغن نجداً، منصب: مقام، وار: مشتعل، مدلج: مدلج بن عبد الله من سلالته سراقة بن مالك، مشرف الأقطار: المناطق المرتفعة، الأحوى: ما كان لونه مثل صدأ الحديد، الأرساغ: بين الساق والقدم، سخن في الأرض: غصن فيها، أعور منهم كل عوار: أضللهم، إخفار: نقض العهد.