[سؤال عن شاعر إسلامي يكثر عنده التناص الديني]
ـ[حسان]ــــــــ[06 - 12 - 2004, 10:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبحث عن شاعر إسلامي حمل القضية الفلسطينية هما وأملا وهدفا في حياته الشعرية، بيد أن من أهم خصائص أسلوبه التناص ولاسيما التناص الديني؛ وذلك لرسالة الماجستير في الأدب ولكم الشكر.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 06:43 ص]ـ
أخي الحبيب حسان وفقه الله
قد رأيت سؤالك ولكن لم أفهم معنى التناص الديني! فتركت الجواب لعل أحد الأعضاء يتفضل بالجواب فأفهم المقصود بالتناص الديني. ولا أخفيك أنني أكره هذه العبارات الغامضة في الأدب، ولم أجدها في دواوين الأدب الكبار التي تخرج عليها أدباء العربية، ولا أجدها إلا في كتب أناس من المعاصرين لم يعرفوا بأدب ولا جزالة ولا أسلوب وإنما هي مثل هذه العبارات الغريبة (التناص) (التوليد) (الاستميولوجي) ونحو هذه العبارات المبهمة. ولست أدري ما السبب في الكتابة بهذا الأسلوب! يبدو أن الغموض هدف من أهدافهم وليس البيان والله أعلم.
آسف للإطالة لكن الخلاصة أن ترك الجواب كان بسبب الجهل بمعنى التناص. ولوشرحت لنا ماذا تعني ربما فهمنا وعرفنا الجواب وفقك الله.
واسمح لي أخي حسان بهمسة: هل يعقل أن تكتب رسالة ماجستير هكذا عن شاعر حمل القضية الفلسطينة وكثر التناص الديني في شعره! أليس لك قراءتك الخاصة ما دمت طالب في هذه المرحلة؟ أين الاطلاع على الشعراء المعاصرين إذاً؟
يعني لو اقترحت عليك مثلاً شاعراً مثل الشاعر القدير الدكتور يوسف محي الدين أبوهلالة وهو أردني من معان وله شعر كثير في فلسطين وهو من أجزل الشعراء المعاصرين عبارة وأحسنهم ديباجة. لكن لا أدري هل يكثر عنده ما سميته التناص الديني أم لا؟ وهو جديربدراسة.
وهناك الشاعر أبي سلمى. لا أدري هلى درس أم لا وله قصائد جياد ولا أدري مشربه.
أسأل الله لك التوفيق والعون ولعلك تنير لنا بعض جوانب الفكرة التي تبحث عنها ونحن في الانتظار
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 10:33 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الذي فهمته من التناص ( intertextuality) أنه بمعنى التفاعل النصي الصريح مع نصوص بعينها واستحضارها استحضاراً واضحاً, وتضمينها في النص عن طريق آليات كثيرة ظاهرة, وأقل ظهوراً. وهو أحد مميزات النص الأساسية التي تحيل على نصوص سابقة عليها أو معاصرة لها، وهو قريب من فكرة الاقتباس والتضمين بالفكرة والجماليات، أو ما يُعرف بالسرقات الأدبية، وقد يدخل فيه المعارضات الشعرية، وإن كانت السرقات الأدبية تركز على البيت الشعري المجرد، بينما تأتي فكرة التناص من تصور للنص الشعري كاملاً، لكن لا يكون التناص قائمًا على اجترار النص الشعري الحاضر للنص الغائب، وإنما التجديد. على أنه يستقر في الذهن أنه لا يوجد نص بِكْر يخلو من الإحالة على نصوص سبقته، لكن ليس يقصد بالتجديد التحوير في الأبنية، وتغيير الجسد اللفظي للنص، وإنما تطوير النص من جميع النواحي، شكلاً ومضمونًا.
يقال إن أول من استخدم مصطلح التناص الناقدةُ الفرنسيةُ جوليا كرستيفا ( J. Kristeva) عام 1966م، قاصدة به " أن كل نص هو عبارة عن فسيفساء من الاقتباسات، وكل نص هو تشرب وتحويل لنصوص أخرى".
ـ[ابن هشام]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 05:19 م]ـ
بارك الله فيك أبا عبدالله
الآن بدأت أفهم الفكرة.
ـ[حسان]ــــــــ[11 - 12 - 2004, 10:18 م]ـ
أخي الفاضل ابن هشام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماجعلني أطرح الموضوع في المنتدى أسبابا عدة لعل من أهمها الاستفادة من خبرات الأخوة المشاركين حيث أردت توسيع دائرة المشاركة، وتناقح الأفكار وتلاقحها بغية الوصول إلى رأي سديد مفيد، أما سبب اختيار الموضوع فيعود إلى أن أدبنا العربي زاخر بشعراء فطاحل ولكن طريقة عرض بضاعة هؤلاء الشعراء من جانب الدارسين تحتاج إلى إعادة نظر، ولاسيما في ظل النقد الحديث فعلى سبيل المثال لا الحصر التناص الديني يوجد بكثرة في أساليب شعرائنا ولكن عندما يناقش هذا الموضوع إما أن يناقش تحت مسمى المصادر التراثية وإما أن يكون نظريا وغالبا ما يعمد الدارس إلى المراجع المترجمة فيأتي الموضوع ممسوخا لا هوية له مما يعقد فهم التناص، هذه نقطة أما الأخرى فنحن في حاجة ماسة إلى مواكبة العصر فقديما كان هذا الموضوع يناقش في باب السرقات الأدبية والاقتباس والتضمين، لكن هذه المصطلحات أصبحت في منأى عن الدراسات الحديثة فأرى - وجهة نظر - أن تدخل إلى النقد الحديث من هذه الأبواب ونكلم الأخرين بلغتهم التي يفهمونها ولكن بهويتنا وروادنا وفكرنا، ثم نريد أن نعلمهم عن مدى تأثير أسلوب القرآن الكريم والحديث الشريف في أساليب شعرائنا فنحن لا يستجلب أساليبنا من الخارج بل من ثقافتنا ومن دستورنا، ولكنني ربما أخطأت عندما طرحت الموضوع دون تعريف للتناص الديني، فعذرا أخي الحبيب وشكرا على المداخلة، وهذا شرف لي.
¥