تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المعتمد بن عباد يرثي ولديه]

ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 01:18 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال المعتمد بن عباد يرثي ولديه فتحا ويزيد:

1ـ يا عين عيني أقوى منكَ تَهتانا أبكي لحزن وما حملتَ أحزانا

2ـ ونار برقك تخبو إثر وقدتها ونار قلبي تلفى الدهر بركانا

3ـ نار وماء صميم القلب أصلهما متى حوى القلب نيرانا وطوفانا

4ـ بكيت فتحا فإذ ناديت سلوته ثوى يزيد فزاد القلب نيرانا

5ـ يا فلذتيْ كبدي يأبى تقطعها عن وَجدها بكما ما عشتُ سلوانا

6ـ لقد هوى بكما نجمان ما رميا إلا من العلْو بالألحاظ كيوانا

7ـ مخفف عن فؤادي أن ثكلكما مثقل لي يوم الحشر ميزانا

8ـ يا فتح قد فتحت تلك الشهادة لي باب الطماعة في لقياك جذلانا

9ـ ويا يزيد لقد زاد الرجا بكما أن يشفع الله بالإحسان إحسانا

10ـ كما شفعت أخاك الفتح تتبعه لقاكما الله غفرانا ورضوانا

11ـ مني السلام ومن أم مفجعة عليكما أبدا مثنى ووحدانا

12ـ أبكي وتبكي ونبكي غيرنا أسفا لدى التذكر نسوانا وولدانا

أ ـ أرجو شرح البيتين: 5 ـ 6، (ومن أراد شرح المزيد فنعما ذلك)!

ب ـ هل نعتبر (سلوانا) في البيت الخامس فاعلا للفعل يأبى ـ على الضرورة الشعرية ـ؟

جـ ـ هل البيت الجار والمجرور في بداية البيت العاشرمتعلقان بما قبلهما، وكيف يكون المعنى إذا كان كذلك؟

د ـ ما إعراب (نسوانا) في البيت الأخير؟

ـ[بديع الزمان]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 10:22 م]ـ

أخي العزيز السمط

شكر لك أن أتحفتنا بهذه الرائعة المنتمية إلى غرض الرثاء الذي يستدعي معنى مهما للمتلقي يكاد يغيب في الأغراض الأخرى أعني بذلك ما يخالج هذا النوع من الشعر من صدق العاطفة الذي يمد جسرا أثيريا بينه وبين قلوب المتلقين فتجدهم يتفاعلون معه ويتجاوبون مع ما فيه من أنين وحرارة حزن0

يا فلذتيْ كبدي يأبى تقطعها عن وَجدها بكما ما عشتُ سلوانا

لقد هوى بكما نجمان ما رميا إلا من العلْو بالألحاظ كيوانا

ـ الشاعر هنا يخاطب ابنيه متفجعا متألما متذكرا أنهما قطعة من فؤاده وفلذة من كبده الحرى المتقطعة حزنا والمتفجرة بكاء ووجدا مدّة حياته المقبلة فهو لن يسلو عنهما ما عاش وسيظل يذكرهما ويبكيهما إلى أن يغيبه الموت وهنا تظهر عاطفة الشاعر الصادقة0

أمّا في البيت الثّاني فقد عاد الشاعر مادحا وهو ما يلجأ إليه الشعراء أحيانا عند الرثاء فهما ليسا مجرد ابنين غيبهما الموت! كلاّ 0فهما نجمان هويا من أعلى مراتب النجوم بدليل أنهما كانا ينظران إبّان حياتهما للنجم (كيوان) من عل فهما أعلى منه منزلة وأسمى منه مكانة 0

ـ سلوان في هذا البيت مفعول به للفعل يأبى0

ـ الجار والمجرور (منّي) يبدو لي أنهما متعلقان بالمصدر السّلام0

ـ نسوانا تعرب كما يبدو حالا مؤولة من المفعول به (غيرنا)

والله أعلم

ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 11:22 م]ـ

جزاكم الله خيرا على هذا الشرح الجيد.

ولكن، لدي استفسار بسيط:

ما إعراب قوله: (كيوانا)؟ ليتضح المعنى أكثر.

وتقبلوا خالص الشكر والامتنان ... بارك الله فيكم.

أختكم: سمط اللآلئ

ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[16 - 11 - 2004, 02:03 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تأملت إجابتكم؛فبدا لي أن أكتب هذه الملحوظات:

· أثار إعجابي شرحكم للبيت الأول؛ إذ أضاف معنى جديدا لم يخطر ببالي؛ فقد كنت أرى أن قوله:"تقطعها" هو المفعول للفعل"يأبى",والفاعل هو "سلوانا",وقد نصب للضرورة الشعرية , وعلى هذا الأساس كان فهمي للبيت.

· ما زال تركيب البيت الثاني مستعصيا علي , لذلك أرجو مزيدا من التوضيح، وحبذا لو أعرب البيت إعرابا تاما؛ فبالإعراب يتضح المعنى.

· قصدت بالجار والمجرور ما كان في بداية البيت العاشر من القصيدة , وهو قوله:"كما ..... ",فهل هما متعلقان بما قبلهما؟

شاكرين لكم حسن تعاونكم, والسلام.

ـ[بديع الزمان]ــــــــ[17 - 11 - 2004, 02:06 ص]ـ

الأخت الفاضلة،معذرة فقد أجبت عن سؤال يبدو أنني توهمته ولعل هذا ممّا يسميه أستاذنا الجليل أبو محمّد ـ إن هو لاحظه ـ الإجابة على التوهّم0

ـ كان السؤال عن تعلّق الجار والمجرور (كما شفعت) في صدر البيت الثّاني من البيتين:

9ـ ويا يزيد لقد زاد الرجا بكما أن يشفع الله بالإحسان إحسانا

10ـ كما شفعت أخاك الفتح تتبعه لقاكما الله غفرانا ورضوانا

وهو كما قلت متعلقان بالفعل (شفع) في البيت السّابق ويكون المعنى: (أرجوالله واثقا أن تكون أنت وأخاك السابق شفعين لي عند الله تعالى بالأجر والمثوبة على مصيبتيّ فأنا فقدتكما ورجائي أن أجد إحسانا يشفعه ويأزره إحسان ثان كما أنك بموتك واتباعك لأخيك في هذا الدّرب قد شفعته بعد أن كان فردا فأصبحتما معا شفعا*

ـ أمّا البيت:

لقد هوى بكما نجمان ما رميا إلا من العلْو بالألحاظ كيوانا

فإعرابه:

اللام: موطئة للقسم مبنية على الفتح لا محلّ لها0

قد: حرف تحقيق مبني على السكون لا محلّ له0

هوى: ماض مبنيّ على الفتح المقدر0

بكما: جار ومجرور متعلقان بالفعل هوى0

نجمان: فاعل لهوى مرفوع والعلامة الألف0

ما: حرف نفي مبني على السكون لا محلّ له0

رمى: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر0

الألف: ضمير متصل مبني على السكون فاعل لرمى0

إلاّ: حرف استثناء ملغى يفيد مع ما النافية قبله الحصر0

من العلْو:جار ومجرور متعلقان بالفعل (رمى) 0

بالألحاظ: جار ومجرور متعلقان بالفعل (رمى) 0

كيوانا: مفعول به منصوب بالفعل (رمى) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والألف للإطلاق0

والبيت كلّه جملة لامحلّ لها من الإعراب لوقوعها في جواب القسم0

إذن: ابناه اللذان ماتا يشبهان في نظره نجمين مرتفعين في الفضاء حتى كأنهما أعلى منزلة من النجم كيوان فهما ينظران إليه (رمياه بالألحاظ: أي؛ نظرا إليه بعينيهما) من الأعلى لدنوّ منزلته عنهما0

أرجو أن أكون وفقت في تجلية المعنى وألاذ أكون ساهمت في تعميته وتعقيده والمعذرة عن التأخير مع أمنياتي بقضاء أوقات مفيدة في ربوع الفصيح0

ــــــــــــــــــــــ

* (الشَّفْعُ) ما شفَع غيرَه وجعله زوْجًا. و- خلافُ الوَتْرِ. (ج) أَشفاعٌ، و شِفاعٌ. (الوسيط)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير