تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أواه يا بغداد .... للعشماوي.]

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 01:35 م]ـ

أوَّاه يا بغداد

د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أبكي، وماذا تنفَع العَبَراتُ

وجميعُ أهلي بالقذائف ماتوا؟

ماتوا، وجيشُ المعتدين، قلوبُهم

صخرٌ، فلا نبْضٌ ولا خَلَََجاتُ

تحت الرُّكام، أَنينُهم وصُراخُهم

كم مزَّقتْ وجدانيَ الصَّرخاتُ

أبكي، وأشلاءُ الأحبّةِ خيّبَتْ

ظنَّ الرَّجاءِ، وزاغَت النظراتُ

ياليلة القَصْف الرَّهيب، تحطَّمتْ

فيكِ المبادئُ، واستبدَّ غُزَاةُ

وحشيةٌ، لو أَنَّ هولاكو رأى

لتصعّدت من قلبه الزَّفراتُ

بتْنا على لَهَب المواجع والأسى

والمعتدونَ على الأسرَّةِ باتوا

أطفالُهم يستمتعون بأمنهم

وصغارُنا فوقَ الرَّصيفِ عُراةُ

فَزَعُ الصِّغار يزيد من إحساسنا

بالظلم، إنَّ الظالمينَ قُساَةُ

ماذا يفيد الدَّمْعُ، والدَّمُ هَهُناَ

يجري، ودِجْلَةُ يشتكي وفُراتُ؟!

ماذا، وبغدادُ المفاخر أصبحتْ

عطْشَى، تُلمِّظ قلبها الحسراتُ؟

بغدادُ، يا بغدادُ ما التَفَتَ المدى

إلا وعندكِ تُورق اللَّفتاتُ

بغدادُ ماابتسمتْ رؤى تاريخنا

إلاً وعندكِ تُشرق البَسَماتُ

صوت المآذِن فيكِ يرفعنا إلى

قمم تشيِّدها لنا الصَّلواتُ

أوَّاه يا بغدادَ أَقفرتِ الرُّبى

ورمَى شموخَ الرَّافدين جُناةُ

لغةُ الحضارةِ أصبحتْ في عصرنا

قَصْفاً، تموت على صداه لُغات

لغةُ تصوغ القاذفاتُ حروفَها

وبعنْفها تتحدَّث العَرَباتُ

أو هكذا،تلقى العدالةُ حَتْفَها

في عصرنا، وتُكحَّمُ الشَّهَواتُ!

ماذا يفيد الدَّمْعُ يا بغدادَنا

وخَطاكِ في درب الرَّدىعثرات

ماذا يفيد الدَّمْعُ يا محبوبةً

تبكي على أشلائها الحُرُماتُ

ماذا، وألفُ قذَيفةٍ وقذيفةٍ

في عَرْضها تتنافسُ القنواتُ؟

ماذا، وأبناء العُروبةِ نظْرةٌ

وهَجَتْ، وعقلٌ تائهٌ وسُكاتُ؟

أبناءَ أمتنا الكرامَ، إلى متى

يقضي على عَزْمِ الأبي سُباَتِ؟

الأمرُ أَكْبَرُ،والحقيقةُ مُرَّةٌ

وبنو العروبةِ فُرْقَةٌ وشَتات

وعلى ثغور البائسين تساؤُلٌ

مُرُّ المَذاقِ، تُميتُه البَغَتاتُ

أين الجيوشُ اليَعْرُبيَّةُ، هل قَضَتْ

نَحْباً، فلا جندٌ ولا أَدَواتُ؟!

هذا التساؤل، لا جواب لمثله

فبمثله تتلعْثَمُ الكلماتُ

لو كان للعَرَبِ الكرام كرامةٌ

ما سرّبَتْ سُفُنَ العدوِّ قَناَتُه

الأمر أكبرُ يا رجالُ، وإِنَّما

ذهبتْ بوعي الأُمَّة الصَّدَماتُ

الأمرُ أمرُ الكفر أعلن حربَه

فمتى تَهُزُّ الغافلين عِظَاتُ؟!

كفرٌ وإسلامٌ، وليلُ حضارةٍ

غربيَّةٍ، تَشْقَى بها الظُّلُماتُ

يا ماردَ الغرب الذي لعبتْ

كأس الغُرور، وسيّرتْه طُغاةُ

نزواتُ قومٍ، قادت الأعمى إلى

لهبٍ، كذلك تَقْتُلُ النَّزَواتُ

أبناءَ أمتنا الكرَامَ، إلىَ مَتى

تَمتَدُّ فيكم هذه السَّكَراتُ؟!

ماذا أقول لكم؟،وليس أمامنا

إلا دخانُ الغدر والهَجَماتُ؟!

هذا العراقُ مضرَّجٌ بدمائه

قد سُوِّدَتْ بجراحه الصَّفحاتُ

وهناكَ في الأقصَى يَدٌ مصبوغةٌ

بدمٍ، وجيشٌ غاصبٌ وبُغاةُ

ماذا أقول لكم؟ ودُور إِبائكم

لا ساحةٌ فيها ولا شُرُفاتُ؟

ماذا أقول لكم؟ وبَرْقُ سيوفكم

يخبو، فلا خَيْلٌ ولاَ صَهَواتٌ؟

قصَّتْ ضفائرَها المروءَةُ حينما

جمد الإباءُ وماتت النَّخَواتُ

بكت الفضيلةُ قبل أنْ نبكي لها

أسفاً، وأدْمتْ قلبَها الشَّهَواتُ

عُذراً، إذا أقسمْتُ أنَّ الرِّيحَ قد

هَبَّتْ بما لا تفهم النَّعَراتُ

لن يدفَعَ الطُّغيانَ إلا دينُنا

وعزيمةٌ تُرْعى بها الحُرُمات

إني لأُبصر فجر نَصْرٍ حاسمٍ

ستزفُّه الأنفالُ والحجْرات

:; allh :;allh :;allh

ـ[ظرف زمان]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 02:32 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

مشكووووووووورة أختي الفاضلة:** عاشقة لغة الضاد **: D :rolleyes:

ـ[المستبدة]ــــــــ[10 - 01 - 2005, 12:17 م]ـ

عزيزتي عاشقة لغتنا الحبيبة:

دمتِ .. ودامت حروفك

دام توهّجك للفصيح ...

أنثر بين يديك الكريمتين جلّ التقدير ..

ولذائقتك كل الثناء الصادق ...

شكراً لعبق روح العشماوي الذي

نُثِر عبيره هنا ...

دمتِ ألق.

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[10 - 01 - 2005, 04:13 م]ـ

أخي ظرف زمان ... أشكرك على المرور.

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[10 - 01 - 2005, 04:21 م]ـ

أخيتي الغالية: المستبدة

مرحبا بك ِ في هذه الصفحة التي تعطرت برحيق أحرفك النرجسية الفواحة، دمتِ بيننا تنيرين لنا منتديات الفصيح و تعطرين أرجاءها.

لك ِ مني كل التقدير و الإحترام.

ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[14 - 01 - 2005, 02:29 م]ـ

لقد تذكرتُ قول الله سبحانه وتعالى في سورة (فصلت) الآيتان (15، 16)

(فأما عادٌ فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا مَنْ أشد منا قوة، أو لم يروا أنَّ الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة، وكانوا بآياتنا يجحدون (15) فأرسلنا عليهم ريحا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذابُ الآخرة أخزى وهم لا يُنصرون (16)

اللهم عليك بعاد العصر الحديث، ومَنْ عاونهم، وحسبنا الله ونِعْم الوكيل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير