تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[لغة الضاد.]

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[24 - 01 - 2005, 08:24 م]ـ

قل لي بربك: هل صادفتَ بستانا = يحوي من الأُكُل الفيّاض ألوانا

فيه الفواكه مما طاب مغرِسُها = أو الثمارُ تدلّى فيه أفنانا

أو الينابيعُ، جلّ الله باجسُها = كدفقة الروح تُزجي الخير ريّانا

يهوى النسيم ظلالَ الأنس مائسةً = فيه، يراقص غصنَ الحَور هيمانا

أو العصافيرُ سكرى تنثني طرباً = بعطر أنسامها ينساح نشوانا

تبارك الله، هذا الفضل ألهمني = آياتِ درٍّ، بها قد جدت فنانا

أسبّح الله، يحدوني لحضرته = قلبٌ تفجّر حبّا، فاض تحنانا

قد شاره من لسان الضّاد مقخرةً = لمّا تشرّف بالتنزيل قرآنا

لسانُنا قد سرى سحراً، يؤلقه = معنى بديعُ، ولفظ دقّ عِرفانا

أما المعاني فبحرٌ زاخرٌ عببٌ = واللفظ فيه استوى قيعاً وشطآنا

نسعى إليه نِهالاً من مراشفه = ونصطفي من جميل الدر حصبانا

إن رمتَ معنىً جليلاً نلتَ أوفره = أو شِمتَ لحناً لطيفاً حزتَ ألحانا

إن كانت الحَلْيُ قد صيغَتْ بعسجدها = فهيّجتْ بوميض المال دنيانا

فإن أنوار آي الضاد من شرفٍ = قد تيّمَتْ قبل أهل العين عميانا

فهْي العرائس لا تبلى على قِدَمٍ = في كل آن ترى من حسنها شانا

تهديك كلَّ جديد من ولائدها = كفلقة البدر، بل فاقتْه إحسانا

وصوغُها لصحيح الفكر يكسبه = فوق الوضوح بياناً جلّ تبيانا

والشعر أغرودة اللهفان يرسلها = نفثاً يحرك في الأعماق أشجانا

يلقيه نبضاً يهيم السامعون به = ويلهب القوم إحساساً ووجدانا

يثير فيهم غراس الخير يانعة = ويدفع القوم للميدان شجعانا

والنثر نسجٌ حوى من سندسٍ ألَقاً = فيه السناء، ومن إستبرق زانا

يعلو به مَن سمت في قلبه فِكَرُ = جُلّى تساوق في الأثمان عِقيانا

لله درُّ لسان الضاد منزلة = فيها الهدى والندى والعلم ماكانا

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 03:28 ص]ـ

هنا استوقفني قلمي ليخط مما حوى جوفي من العشق السامي لتلك اللغة المعطاءة ...

أحبك أيتها الحسناء ... بل أعشقك عشقا لا مثيل له ...

لك التحية، ليست تحية عادية انما تحية عدنانية أصيلة ..

و لك الشكر على امتاعنا بهذه القصيدة ...

ـ[نسيم]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 04:15 ص]ـ

حتى النسيم هب هنا:)

لسانُنا قد سرى سحراً، يؤلقه

معنى بديعُ، ولفظ دقّ عِرفانا

حقا سرى سحرها سريعا:)

يبدو أن القصيدة تحوي عوامل جذب كثيرة،، سأعود لقراءتها في وقت لاحق

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 06:43 ص]ـ

الأستاذة عاشقة لغة الضاد

مَن مِنا ينظر إلى هذا السحر وهذا الجمال ولا يعشق؟

بيد أن هذه الحسناء بعيدة الغور، بهية المرأى، تزداد حسنًا وحلاوة حين تقترب منها، وتشم عبيرها.

أشكر لك مرورك، وتعليقك على الموضوع.

الأستاذة نسيم

تقف - أحيانًا - على نصوص تأسر عقلك، لجزالتها وحسن ديباجتها، وكأن منشدها نحتها من جلمود في قعر بحرالبيان، ثم لا تملك إلا أن تُعْظِمَ منشئَها، وتعترف له بالقدر.

مرورك كنسيم البحر، يُبْهِجُ كثيرًا.

لكما تحيتي.

ـ[المستبدة]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 04:06 م]ـ

أما المعاني فبحرٌ زاخرٌ عببٌ

واللفظ فيه استوى قيعاً وشطآنا

ما هذا الفن أيا غالية .. !

يا لجميل ما تزخرين به وتسمقين!

أكلّ هذا يراه عاشقك؟

هنيئاً له عشقه وهنيئاً لنا مشاركته.

إن رمتَ معنىً جليلاً نلتَ أوفره

أو شِمتَ لحناً لطيفاً حزتَ ألحانا

قطعة بديعة،ساحرة، جميلة، آسرة.

فإن أنوار آي الضاد من شرفٍ

قد تيّمَتْ قبل أهل العين عميانا

صورة عظيمة، هادئة بصخب!

قرّب لي المعني أيها الشاعر العاشق ..

من هي محبوبتك .. ؟ أتجيد الترنم بعشقك؟

فهْي العرائس لا تبلى على قِدَمٍ

في كل آن ترى من حسنها شانا

وماذا أيضاً؟!

تهديك كلَّ جديد من ولائدها

كفلقة البدر، بل فاقتْه إحسانا

نعم، بل فاقته إحسانا ..

وماذا لديك من حكايا عشق؟

وصوغُها لصحيح الفكر يكسبه

فوق الوضوح بياناً جلّ تبيانا

بربك أيها الشاعر .. حدّثني:

أللشعر شاطئ,, يعانقها فتُجيد سكب الحنان؟

والشعر أغرودة اللهفان يرسلها

نفثاً يحرك في الأعماق أشجانا

يلقيه نبضاً يهيم السامعون به

ويلهب القوم إحساساً ووجدانا

"ويلهب القوم إحساساً ووجدانا .. "!

أحسنت!

ـ ترى، وماذا عن .... !

ـ النثر؟!!

ـ نعم، النثر .. !؟

والنثر نسجٌ حوى من سندسٍ ألَقاً

فيه السناء، ومن إستبرق زانا

يعلو به مَن سمت في قلبه فِكَرُ

جُلّى تساوق في الأثمان عِقيانا

لله ما أجملها من عروس .. !

أشهدُ الله، ما سمعتُ بأجمل منها ولا أبدع!

تختال بين أترابها مزهوّة، بأحبابها .. وعظيم مكانها.

أهي (لغة الضاد)، التي يغبطنها صويحباتها على طهرها،

رقتها، وطيّب شهدها؟!

لله درُّ لسان الضاد منزلة

فيها الهدى والندى والعلم ماكاناإذن دعني أُجيب سؤال صدح:

قل لي بربك: هل صادفتَ بستانا

يحوي من الأُكُل الفيّاض ألوانا

لا لم ترَ عيناي كجميل بستانها ..

ولا مثل بهيج ألوانها ..

أبداً، ولا عشّاقا بهذي القلوب الوامقة، الوارفة .. !

سلم جميل أدب،انتثر هنا .. سأل لبيب غرب قد حقد .. !

فتوارى بكمد لم يجب .. !

* عذرا،لتشويه الجمال هنا ..

جزاكم الله خيرا،، رحلةٌ أدبيّة شائقة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير