[ابن غالب البلنسي يصف الورد]
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 01:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يشرح لي هذه الأبيات ـ وجزاه الله خيرا ـ:
قال ابن غالب البلنسي يصف وردة:
يا وردة جادت بها يد متحف ... فهمى لها دمعي وهاج تأسفي
حمراء عاطرة النسيم كأنها ... من خد مقتبل الشبيبة مترف
عرضت تذكرني دما من صاحب ... شربت به الدنيا سلافة قرقف
فنشقتها شغفا وقلت لصاحبي ... هي ما تمج الأرض من دم يوسف
ـ[يعقوب]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 02:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا وردة جادت بها يد مُتحف ... فهمى لها دمعي وهاج تأسفي
يناجي الوردة قائلا بأنها هديّة من يد لطيفة، فبكى لمّا رآها وتأسف وتلهّف (وسيذكر لماذا بعد حين)
حمراءُ عاطرةُ النسيم كأنها ... من خد مقتبل الشبيبة مترف
ام أفهم ما المقصود ب "مترف" هنا
المبتدأ محذوف تقديره هي
لونها أحمر وهي ذات عَبَقٍ وكأنها أُخِذت من الشباب أو تتنعّم بمحاسنه؟ أو كأنها تشرب من الشباب (ولربما هذا المقصود كما سيتوضّح الآن) ...
عرضت تذكرني دما من صاحب ... شربت به الدنيا سلافة قرقف
أثارت (للونها الأحمر ربما) في ذاكرته صورة رجلٍ مخضّب بدماء إرتوت منها الدنيا، وسلافة القرقف هي أجود الخمر وأحسنه، والمقصود هنا دماء الرجل
فنشقتها شغفا وقلت لصاحبي ... هي ما تمج الأرض من دم يوسف
تمجُّ: تشربُ
شمّ الوردة وقال: إنها شربت من دم يوسف فذلك السبب في لونها وطيبها وحسن أريجها، ولهذا بكى وتأسف وتحننّ، لأنها ذكّرته بعزيزٍ على قلبه ...
والله أعلم
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 03:09 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأبيات في المُغْرِب في حُلى المَغْرِب، لابن سعيد (ت 685 هـ) 2/ 348، من شعر أبي عبد الله بن غالب الرصافي الرفاء، نسبة إلى رصافة بلنسية، وقد اقتصر على التعيّش من صناعة احترفها، وهي رفء الثياب، ترفعًا عن التكسب بشعره. وكان يسمى ابنَ رومي الأندلس. توفي سنة 572 هـ بمالقة، وذكر له ابن سعيد في المغرب، والمراكشي في المُعجب 286 - 292 طائفة من شعره.
والأبيات من المغرب:
يا وردةً جادتْ بها يدُ مُتْحِفِ ** فَهَمى لها دمعي وهاجَ تأسفي
حمراءَ عاطرةَ النسيم كأنها ** من خدِّ مقتبِل الشبيبة مُتْرَفِ
عَرَضَت تذكرني دَمًا من صاحبٍ ** شَرِبَت به الدنيا سُلافة قَرْقَفِ
فَنَشِقتُها شَغَفًا وقلت لصاحبي ** هي ما تَمُجُّ الأرضُ من دَم يوسفِ
والبيت الأخير في الوافي بالوفَيات للصفدي 4/ 309 الترجمة 1850:
فلثمتها شغفًا وقلت لعَبرتي.
وقال الصفدي قبل الأبيات السابقة: ومنها وقد قُتل إنسان يدعى يوسف.
وسلافة القرقف: خلاصة الخمر.
ولا مزيد على ما ذكره الأستاذ يعقوب إلا أن المُترف هو المتنعم الغضّ. وقوله: شربت بها ... يصف ذهاب دم هذا الرجل في الدنيا واستحالتَه خمرًا أحمرَ خالصًا، ثم يذكر أن هذه الوردة تغذت من دم يوسف، مما تمجه الأرض منه، فلذا صارت بهذا اللون الأحمر الجميل.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 11:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع بعلمكم.