[راحلون.]
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 12 - 2004, 09:05 ص]ـ
للشاعر: محمد بن عبدالرحمن المقرن - شوال 1425
طال الطريق وملَّنا الترحالُ =وتغلَّقت في وجهنا الآمالُ
الراحلون إلى المدى المجهول لا =هادٍ ولا زاد ولا أبطالُ
خلف الظهور ديارنا وأماننا =تبكي على أيامنا الأطلالُ
هل ذقتم الإخراج من أوطانكم؟ =هل تعرفون الدمع كيف يُسالُ؟
هذي قوافلنا يسير بها الأسى =وتحفُّها الأخطار والأهوالُ
بغداد نبراسُ الحضارة دُنست =قهراً وعاث بمجدها الأنذالُ
تبكي بلادُ الرافدين وملؤها =تلك الدماءُ وهذه الأوصالُ
الليل رعب والصباح مذابح =والوعر صعب والسهول قتالُ
يهمي رصاص القاذفات كأنه =وبل على هاماتنا هطّالُ
ويخرُّ بيتُ الآمنين بأهله =ويموت تحت سقوفه الأطفالُ
فلّوجة الأبطال صارت مأتماً =وعلى أساها تضرب الأمثالُ
البعدُ يا وطني عسير والهوى =بقلوبنا بَعْد النوى قتَّال
ما زلت أذكر في الطفولة مرتعي =نلهو وتحمل حُلمنا الآمالُ
صرنا أُسارى الذكريات فمالنا =إلا أسىً وتفكر وخيالُ
لَعِب النصارى في بقية شعبنا =فكأننا في كفهم صلصالُ
من لم يَمُتْ من قومنا عاش الأسى =وسقاه مرَّ كؤوسِه الإذلالُ
هل تعرفون عن الحصار وما الذي =صنعته في أعناقنا الأغلالُ
قد خاننا الأحباب يا لمصابنا =من عثرة الأحباب كيف تُقالُ؟
هذي خيول الحرب تركض وحدَها =يا قوم أين الفارسُ الخيَّالُ؟
سأعود يا أماه فاحتسبي دمي =إن سال فهو كرامة وجلالُ
سأعود كي تردَ المعالي أمتي =وتظلَّ تذكرُ صولتي الأجيالُ
ما حرَّكتني ثورة عربية =سقطت .. ولا صنم ولا تمثالُ
بل جئت للإسلام أنقذ أهله =شبلاً تتوق لعزمي الأشبالُ
سيَرى البغاة بأنني من أمة =أعلى عُلاها مصعب و بلالُ
لي في الجهاد معالم وعزائم =مثلَ الجبال .. فهل تُدك جبال؟
هذي غصونُك أمتي قد أورَقت =وشدَت على أوراقها الآمالُ
إن غاب بدرُك واشتكى الساري الدُّجى =فغداً سيولدُ في السماء هلالُ
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[16 - 12 - 2004, 03:24 م]ـ
إن غاب بدرُك واشتكى الساري الدُّجى
فغداً سيولدُ في السماء هلالُ
جزاك الله خيرا على هذه القصيدة الجميلة، و نحن في إنتظار المزيد.