[بعت الضلالة بالهدى!]
ـ[ديك الجن]ــــــــ[21 - 08 - 2004, 03:55 م]ـ
في القصيدة المشهورة المنسوبة لمالك بن الريب ورد البيت:
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى
وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
قلت:
ندم مالك على خروجه غازيا في جيش ابن عفان ورأى أن خروجه للغزو ضلالة وأن الهدى هو ما كان عليه من حال لصوصية وفتك.
هل أنا ظلمت مالكا؟
ـ[الكاتب1]ــــــــ[22 - 08 - 2004, 07:24 ص]ـ
أخي " ديك الجن "
عفوا إن قلت لك: نعم
فكيف يكون ذلك عفا الله عنك؟
فمالك بن الريب كان في بادية بني تميم وكان أول أمره فاتكا لصا، وكان من أجمل العرب وأبينهم بيانا 00 لقيه سعيد بن عثمان بن عفان 00 وأعجب سعيد به 00 وضمه إليه وأغناه وأستصحبه 00 فكف عن الفساد وقطع
الطريق 00
وهذه قصته هدايته ولزوم الجهاد
خرج سعيد بن عثمان بن عفان غازياً في سبيل الله، وكان مالك بن الريب قاطع طريق في حدود خراسان يسرق القوافل، لا تمر قافلة إلا سرقها، وكان سفاكاً للدماء، فمر به سعيد بن عثمان رضي الله عنه وأرضاه وناداه، فقال: من أنت؟ قال: مالك بن الريب فقال: وما عملك؟ قال: الله أدرى بعملي، قال: ألا تتوب؟ قال: كيف؟ قال: خرجنا نحن في سبيل الله، قال: ماذا تريدون؟ قال: نبيع أنفسنا إلى الله، قال: سبحان الله! أنا آكل أموال الناس سرقة، وأنتم تبيعون أنفسكم إلى الله، اللهم إني أشهدك أني تبت إليك، فتاب وأناب، وذهب معهم، وقاتل معهم الكفار، وبعد المعركة وهو راجع لدغته حية، فأتوا به وهو في سكرات الموت، فقال قصيدة من أعجب ما قيل في القصائد العربية يرثي نفسه،
ومنها هذا البيت
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى ... وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
يقول معلنا توبته بأنه باع الضلالة، أي: ماكان عليه من ضلالة وقطع للطريق وسرقة القوافل مقابل أمر أشرف وأعظم وهو " الهداية والتوبة فالباء في قوله " بالهدى " هي باء المقابلة والعوض كقولنا " اشتريت الفرس بألف
و بعت الثوب بدرهمين " فاستبدل أو عوض الثوب بالريالين، ومثله في بيت ابن مالك، فهو عوض قطع الطريق والسرقة بالتوبة والهداية وأصبح غازيا في جيش ابن عفان ,
أرجو أن أن يكون المعنى قد تجلى لك بارك الله فيك.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[22 - 08 - 2004, 03:58 م]ـ
إشادة بإجابة، فلك الشكر يا أستاذ النحوي الصغير.
قصيدة مالك جميلة، مليئة بالعاطفة الحزينة، وذكريات الأسى، ولجمالها نسخت شيئًا منها من الخزانة، مع بعض المعاني. ومن وجد زيادة في أبياتها فليُثبتها، مشكورًا:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً ** بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا (1)
فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه**وليت الغضى ماشى الركاب لياليا (2)
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى**مزارٌ ولكن الغضى ليس دانيا
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى**وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا (3)
وأصبحت في أرض الأعادي بعيد ما**أراني عن أرض الأعادي قاصيا
دعاني الهوى من أهل أودٍ وصحبتي**بذي الطبسين فالتفت ورائيا (4)
أجبت الهوى لما دعاني بزفرةٍ**تقنعت منها، أن أُلامَ، ردائيا (5)
أقول وقد حالت قرى الكرد دوننا**جزى الله عمراً خير ما كان جازيا
إنِ الله يرجعني من الغزو لا أرى**وإن قل مالي طالباً ما ورائيا
تقول ابنتي، لما رأت طول رحلتي**سفارك هذا تاركي لا أبا لي
لعمري، لئن غالت خراسان هامتي**لقد كنت عن بابي خراسان نائيا (6)
فإن أنج من بابي خراسان لا أعد**إليها، وإن منيتموني الأمانيا
فلله دري، يومَ أترُكُ طائعاً**بني بأعلى الرقمتين، وماليا (7)
ودرّ الظباء السانحات عشيةً**يخبّرن، أني هالكٌ، من ورائيا (8)
ودرّ كبيري اللذين كلاهما**علي شفيقٌ ناصحٌ لو نهانيا
ودرّ الرجال الشاهدين تفتكي**بأمري ألا يقصروا من وثاقيا
ودرّ الهوى من حيث يدعو صحابه**ودر لجاجاتي ودر انتهائيا
تذكرت من يبكي علي فلم أجد**سوى السيف والرمح الرديني باكيا (9)
وأشقر محبوكٍ يجر لجامه**إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا (10)
ولكنْ بأكناف السُّمَينة نسوةٌ**عزيزٌ عليهن العشية ما بيا (11)
صريعٌ على أيدي الرجال بقفرة**يسوون لحدي حيث حم قضائيا
ولما تراءت عند مرو منيتي**وخلَّ بها جسمي وحانت وفاتيا (12)
أقول لأصحابي: ارفعوني فإنه**يقر بعيني أن سهيلٌ بدا ليا (13)
فيا صاحبَي رحلي، دنا الموت فانزلا**برابيةٍ، إني مقيمٌ لياليا
¥