تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أثبت لنفسه الرياسة عليهم في هذا البيت. والمعنى أنه متى استعطفوه عطف عليهم، وإن استقالوه أقالهم وأسرع الفيئة لهم، غير حامل الضغن واللجاج معهم، ولا معتقداً انتهاز الفرص فيهم، لما اكتمن من عوادي الحقد عليهم. وقوله:) وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا (يجري مجرى الالتفات، كأنه أقبل على مخاطب فقال: إني لا أتجمل بترك مؤاخذتهم، وأطراح الحقد في مساوقتهم، فإن الرئيس يحب ذلك عليه في شروط الرياسة. وقوله:) لهم جل مالي (يريد إن تواصل الغنى لي أشركتهم في معظمه، من غير امتنان ولا تكدير، وإن تحيف مالي حادث يلم، أو عارض يحدث، لم أنتظر من جهتهم معونة، ولا كلفتهم فيما يخف أو يثقل مؤونة.

وقوله) وإني لعبد الضيف (أراد أن يبين ما عنده للغريب الطارق، والضيف النازل، بعد أن شرح حاله مع مواليه، وخصاله في مرافقة ذويه، فقال: وابلغ في خدمة الضيوف مبالغ العبيد فيها. ثم أكد ما حكاه بقوله) وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا (، فانتصب) غير (على أنه مستثنى مقدم؛ وذاك لأنه لما حال بين الموصوف والصفة، وهما شيمة وتشبه، وتقدم على الوصف صار كأنه تقدم على الموصوف، لأن الصفة والموصوف بمزنلة شيء واحد. وقوله) تشبه العبدا (يريد: تشبه شيم العبد، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

فليتأمل الناظر في هذا الباب وفي مثل هذه الأبيات، وتصرف قائلها فيها بلا اعتساف لا تكلف، وسلاسة ألفاظها، وصحة معانيها، فهو عفو الطبع، وصفو القرض.


وفي الأعلام

(المُقَنَّع الكِنْدي) 00 - نحو 70ه 00 - 960م محمد بن عميرة بن ابي شمر لبن فرعان بن قيس بن الاسود عبد الله الكندي: شاعر، من اهل حضرموت. مولده بها في) وادي دوعن (. اشتهر في العصر الاموي. وكان مقنعاً طول حياته، و) القناع من سيما الرؤساء (كما يقول الجاحظ. وقال التبريزي في تفسير لقبه: المقنع الرجل اللابس سلاحه، وكا مغط رأسه فهو مقنع، وزعموا انه كان جميلا يستر وجهه، فقيل له: المقنع! وفي القاموس والتاج: المقنع، المطى بالسلاح او على رأسه مغفر خوذة. قال الزبيدي: وفي الحديث ان النبي) ص (زار قبر امه في الف مقنع اي في الف فارس مغطى بالسلاح. من شعر صاحب الترجمة القصيدة التي منها:
وان الذي بيني وبين بني ابي وبين بني عمي لمختلف جداً
فان اكلوا لحمي وفرت لحومهم وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وقيل: هذه الابيات من نظم حاتم الطائي. ونسبت ايضاً الى محرز بن شريك الحميري وقال الصولي: هي للمقنع. وله القصيدة التي منها: ليس العطاء من الفضول سماحة حتى تجود وما لديك قليل
وفي اسم ابيه خلاف، قيل: عمير، وقيل ظفران بن عمير

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير