(وهي الغيم كثير البرق والعراص من السحاب ما اضطرب فيه البرق وأظل من فوق فقرب حتى صار كالسقف ولا يكون إلا ذا رعد وبرق وقال اللحياني: العراص هو السحاب الذي لا يسكن برقه) يقول ذو الرمة يدعو لدار مية بالسقيا من سحاب حالك النضد متراكم فوق بعضه وعراصًا ذو برق ورعد:
يا دارَ ميةَ بالخلصاءِ فالجردِ
سقيًا وإن هجتِ أدنى الشوقِ للكمدِ
من كل ذي لجبٍ باتت بوارقهُ (1)
تجلو أغر الأعالي حالِكَ النضد
مجلجلَ الرعدِ عراصًا إذا ارتجست
نوء الثريا به أو نثرةُ الأسدِ
وفي موضع آخر يصف العراص بقوله:
يرقد في ظلِّ عراصٍ ويطردهُ
حفيف نافجةٍ عثنونها خصب
وكذلك في قوله:
أودى بها كل عراص ألث بها
وجافلٌ من عجاج الصيفِ مهجوم
وعن الرباب: (وهي السحب المحملة بالمياه وحركتها بطيئة نظرًا لثقل السحاب الأم وبطء سرعتها وهذه الحالة كان لها عند العرب شأن كبير لأنها وردت كثيرًا في أشعارهم وأقوالهم، والرباب اسم يطلق على السحب الركامية الممزقة والشبيهة بالنعام المعلق أو يمكن تسميتها الهدِب) يقول الأخطل:
وإني الرباب إذا ارتجت حواملهُ
بالماء سدَ فروج الأرض واحتفلا
فبات مكتليًا للبرقِ يرقبهُ
كليلة الوصب ما أغنى وماعقلا
وبات في حقفِ أرطاةٍ يلوذ به
إذا أحس بسيل تحته انتعلا
كأنه ساجدٌ من نضح ديمته
مسبحٌ قام نصف الليل فابتهلا
ويقر بنا الأغشى أكثر من تشبيه السحاب بالنعام المعلق ويقول:
يا هل ترى برقًا على الجبلين يعجبني إنحيابه
من ساقط الأكناف ذي زحلٍ أرب به سحابه
مثل النعام معلقًا لما دنا قردًا دبابه
ويصف عبيد الرباب بأنه غيم ساقٍ ذو برق وإن كان أبيض بقوله:
سقى الرباب مجلجل
الأكناف لماعٌ بروقه
جونٌ يكفكفه الصبا
وهنا وتمريه خريقه
مرى العسيف عِشاره
حتى إذا درت عروقه
ودنا يضيء ربابه
غابًا يضرمّه حريقه
وعن الخال: (وهي الغيم والسحاب المخيل أو المخيلة التي إذا رأيتها حسبتها ماطرة، والمخيلة هي السحابة، وفي لسان العرب: قد يقال للسحاب الخال فإذا أرادوا أن السماء قد تغيمت قالوا قد أخالت، وأخيلت السماء: تهيأت للمطر فرعدت وبرقت فإذا وقع المطر ذهب اسم التخيل).
أنشد ابن بري لشاعر:
باتت تشيم بذي هرون من حضنٍ
خالاً يضيء إذا ما مزنه ركدا
ــــــــــــــــــــ
(1) البوارق: هي السحب كثيرة البرق والرعد ولكنها ماطرة.
المجلة العربية:
http://www.arabicmagazine.com/last_...sue_number=3283